أحمد صبري غباشي's Blog - Posts Tagged "صبري"

عاجبك كده ؟ - نقطة توضيح بخصوص .. أمة عربية متحدة

ازيكو يا شباب ؟ كل سنة وانتوا طيبين ..

حبيت - في الرسالة دي - أوضح الهدف من مشروعنا (أمة عربية متحدة) بحيث الموضوع يوصل ببساطة وسهولة أكتر ..
واحنا بنحاول ننشر الموضوع في أكتر من مكان على النت ، أو حتى من خلال مناقشاتنا مع الناس .. بنلاقي طبعاً - ولله الحمد - عبارات استحسان كتير ، ونلاقي ناس متحمسين ومستعدين للشغل بكل طاقتهم ..
بس المشكلة إننا في نفس الوقت قابلنا تعليقات كتير بتستهزأ او بتستخف بفكرة المشروع أو مجرد اسمه .. على أساس إنه مليان خيالية وجموح وأحلام وردية .... الخ

وهنا كان لازم نوضح نقطة !

هل احنا فعلاً غرضنا إننا نوحد العرب - المتشتتين بقالهم ستين سنة - من خلال جروب على الفيسبوك أو منتدى على الإنترنت ؟
هل احنا حتى بنفكر نحقق ده ونجمع كل العرب ونعمل وحدة عربية ولو بشكل افتراضي حتى على الإنترنت ؟
هل احنا من فئة (المصريين أهمه) ، و(وطني حبيبي الوطن الأكبر) ، و(تحيا الوحدة العربية) ، و(الاستقلال التام أو الموت الزؤام) ؟!

لا .. مش ده غرضنا طبعاً .. طبعاً لاشك إن الوطن الأكبر هو وطني حبيبي ، ولاشك إننا بنحلم بوحدة عربية واستقلال تام .. بس احنا لازم نكون عقلانيين ونعرف إننا كشباب على النت مش ده مجالنا .. مش ده محيطنا ولا دي قدراتنا ..
توحيد العرب من المحيط للخليج على اختلاف ظروفهم ولهجاتهم وقلوبهم يحتاج لسبب أسطوري أدينا لسه مستنيينه .. ده بالنسبة للهدف الأكبر اللي احنا مش هنقدر عليه ..

بس احنا نقدر نعمل حاجة تانية ، ودي اللي احنا بنتكلم فيها .. وهي الهدف من مشروعنا ..

إننا نكوّن جبهة تكون بمثابة إعلام عربي على شبكة الإنترنت ..

إزاي ؟ .. نبسط أكتر ..

موسوعة الويكيبيديا وهي تعتبر أكبر قاعدة للمعلومات - في كل المجالات - على شبكة الإنترنت .. فيه نسخ منها للغات كتير جداً وبتعرض ثقافات شعوب مختلفة .. كل شعب بلغته .. طبعاً أشهرها وأغزرها الويكيبيديا الإنجليزية ..
بس تعالى شوف الويكيبيديا العربية كده .. اعمل بحث عن اسم لأي حاجة أساسية أو مشهورة وتعتبر رمز مهم في الثقافة العربية .. سواء اسم كاتب مشهور أو اسم عمل فني أو أدبي معين .. اسم معركة .. حقبة تاريخية .. ممكن جداً متلاقيش أي نتيجة ! .. وإن لقيت هتلاقي صفحة معلومات صغيرة جداً مكونة من أسطر قليلة خجلانة وبعد كده تكتشف ان الصفحة انتهت ..
على النقيض في الموسوعة الإنجليزية لو عملت سيرش عن : (رباط جزمة) هتلاقي معلومات باستفاضة تبهرك !! .. هتلاقي كل أنواع الشركات اللي بتنتج أربطة الجزم ونصايح للعميل إزاي يختار لون رباط جزمته بحيث يبقى لايق مع بوز الجزمة ! .. هتلاقي معلومات تاريخية عن أول واحد لبس جزمة في التاريخ ، واحتمال تلاقي السيرة الذاتية لجزمة منتظر الزايدي اللي انطلقت في وش بوش الله لا يرجعه !

بلاش الويكيبيديا .. أكيد تعرف اليوتيوب !
موقع اليوتيوب أكبر موقع للفيديوهات في العالم ! .. ممكن تلاقي فيه أي حاجة تتخيلها ..
اعمل كده بحث باللغة الانجليزية عن أتفه حاجة ممكن تيجي في بالك .. مش بعيد تلاقيلها سلسلة أفلام أو فيديوهات مخصوصة .. ممكن تلاقي أفلام أنيميشن بطلها رباط الجزمة إياه !

طب تعالى اعمل بحث بالعربي عن أي حاجة مشهورة جداً .. اعمل بحث عن (مصر) .. عن (الأدب العربي) .. عن (العرب) .. عن (المسرح) .. عن فيلم مشهور بتحبه .. عن مسلسل بنعتبره من اهم مسلسلاتنا - بغض النظر عن الشلل التليفزيوني الحالي - .. زي أبو زيد الهلالي مثلاً .. الوتد .. الفرسان .. عن فيلم قديم مهم حتى .. جرب تعمل بحث عن أي حاجة من دول وهتعضّ في إيدك من الغيظ لحد ما تشبع !


وده اللي احنا بنتكلم عنه ..
إن تواجدنا الفكري والثقافي والفني والأدبي والسياسي على شبكة الإنترنت يكاد يكون منعدم لو قارناه بـ(الهيمنة) الضخمة لثقافة الغرب وفنهم وفكرهم وأدبهم !

طب ليه ؟ ايه اللي ينقصنا عنهم ؟ .. بالنسبة للإمكانيات - ولا حاجة .. محتاجين شوية وعي بس ..
خصوصاً إن تراثنا العربي - الفكري والأدبي والفني - فعلاً وبلا مبالغة أعظم من بتاعهم .. عندنا كنوز .. بس مرمية .. مدفونة .. واحنا بمنتهى الإهمال مش بنعمل حاجة بخصوص ده !

بس أعتقد إننا في المشروع ده الحمد لله بدأنا نعمل حاجة زي كده .. وعاوزين الكل يشاركنا في ده ونكثف جهودنا كلنا فيه ..

إن كانت صورتنا في الغرب متشوهة وآخر هباب وإعلامهم بيقولهم إننا مزيج من رعاة أغنام وحثالة البشر وإرهابيين .. فاحنا لازم نرفع تراثنا كله وثقافتنا وحضارتنا وتاريخنا على الإنترنت .. لأن الإنترنت بلا رقابة .. شبابيك مفتوحة لكل العالم .. واحنا لازم يبقالنا شباك يطل على تراثنا وثقافاتنا زي ما هم اهتموا وعملوا لنفسهم شبابيك كتير متزخرفة ..
نعمل كده حتى عشان نفسنا كمان مش عشانهم بس .. عشان الأجيال اللي طالعة جديد دي ومنبهرة بثقافتهم وطريقتهم في الحياة والتفكير ..


سجلوا بس في الجروب والمنتدى .. وهنجمع سوا المواد اللي بتعرض فكرنا وثقافتنا وتراثنا دي وننشرها في كل الحتة .. في الويكيبيديا ، واليوتيوب ، والـ Imdb ، والـ GoodReads ، وفي مواقع كتير تانية .. وفيه أمثلة كتير موجودة فعلاً ع الجروب وفي المنتدى ..

(أمة عربية متحدة) حلم .. بس مش احنا اللي هنحققه في الوقت الحالي .. هو بس مجرد شعار جميل احنا شغالين تحته .. على الأقل عشان مننساهاش كجملة ، والله أعلم ! يمكن من كتر ما ناخد عليها وتبقى مألوفة تبقى واقع قريب وتتحقق !

بس مش ده الهدف : (توحيد العرب) ..
الهدف : جمع اكبر قدر ممكن من الشباب عشان (نثبت وجود للعرب على الإنترنت) !

يا ريت تشاركونا ..

رابط الجروب على الفيسبوك :

http://www.facebook.com/group.php?gid...


رابط المنتدى :

http://www.rewayatnet.net/forum/forum...
 •  1 comment  •  flag
Share on Twitter
Published on February 26, 2009 15:30 Tags: أحمد, أمة, صبري, عربية, غباشي, متحدة

ومضات من حياة بشر - أحمد صبري غباشي

كل هؤلاء المئات / الآلاف / الملايين من الأشخاص الذين تقع عيناك عليهم وقت ركوبك لوسائل المواصلات لثانية أو اثنتين ولا تراهم ثانيةً – إنهم بالتأكيد يفعلون أشياء أكثر أهمية من أن يكونوا مجرد كومبارسات يظهرون في حياتك !

* * * *

هذه الومضات بدأت كتابتها منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام ..
إنها لا تتحدث عن موضوع بعينه .. وإنما هي محاولة مني لرصد - وأحياناً انتقاد - الكثير مما يحيط بنا ..
في كل مجال ..
في كل مكان ..
في كل وقت ..

إنها ومضات حصلت عليها بوساطة كاميرا أرجو أن أظل محتفظاً بها ، وأسأل الله أن يكثر من أوبشناتها !

كان من المفترض أن يتم نشرها في كتاب .. لكن لم يتم هذا لأسباب عدة لا مجال لذكرها ..

تفضلت الأديبة الكبيرة : نجلاء محرم بكتابة مقدمة الكتاب .. وذلك في يناير 2007

وها هي : -


(أحمد صبري غباشي)
إرهاصة بميلاد جيل جديد من الكتّاب



مسترخيا تجلس تحوطك الرتابة وأنت تمسك ـ ككل يوم ـ وريقاتٍ لتقرأ ما فيها.. فإذا بك تعتدل في جلستك.. وتعود لتقرأ بانتباه سطورا قرأتها نصف شارد..
عندئذ تكون قد صادفت كتابة لافتة.. وبعدئذٍ ستتحرى كاتبها لتؤكد رأيك فيه أو تنفيه..
فإذا استطعت تأكيد رأيك ـ وهذا أمر قليل الاحتمال ـ ستتكرر جلساتك لتتابع حروف هذا الكاتب وسطوره ومواضيعه وأنت سعيد طرِب وقد فارقك استرخاؤك الرتيب.

ولعل حظي السعيد قد أتاح لي المرور بهذه التجربة النادرة حين قرأت لـ (أحمد صبري غباشي).. حيث تفاجأت بكاتب لافت.. ثم عاودتني المفاجأة حين علمت أن عمره ـ حين قرأت له أول مرة ـ لم يكن قد تعدى الخامسة عشرة إلا بشهور.. وبعد ذلك التقيته لأجده إنساناً مهذباً وديعاً ذكياً خجولاً..
ونظرياً إذا حاولنا وضع ملامح لصورة الكاتب المبشر سنقول أولاً: الموهبة.. وثانياً: اكتشافه المبكر لنفسه والتقاطه لمرحلة تفتحه ورعايتها لتسريع انطلاقه بعدئذ كاتباً مكتملاً معطاءً.. وثالثاً: حسن تفاعله مع الوسط الأدبي والثقافي.
و(أحمد صبري) يمتلك هذه العناصر المُشَكِّلة لصورة الكاتب المميز، موهبة حقيقية متوهجة لا تستطيع أن تحصرها في حدود الموهبة الأدبية، حيث من الأفضل أن تصنفها كموهبة عقلية، تتضح حيناً في الإبداع الأدبي وتأتلق حينا في المقال السياسي وتفرض نفسها حينا آخر في النقد الفني.. والأحايين كثيرة والائتلاق مبهر.
ثم تأتى ميزة اكتشافه المبكر لموهبته.. وتقديره لحلمه وسعيه الحثيث للوصول إليه.. فأحمد شخص يؤمن بجدوى ما يفعله حتى وإن كان ينكر هذا، إلا أن دأبه في متابعة الخطو في طريق الكتابة، واعتنائه بهذا الشق الإبداعي في ذاته وتطويعه لحياته دعما له، يؤكدان مدى إيمانه بموهبته وتقديره لها وسعيه واثقا نحو هدف واضح تمام الاتضاح في مخيلته.
فإذا أضفنا إلى ما سبق قدرته على التفاعل مع الساحة الثقافية بجميع مفرداتها البشرية والمعنوية والتكنولوجية، وإدراكه لكون هذه الساحة مكتظة بما هو ملائكي وما هو نقيض ذلك وأن عليه أن يتعامل مع أطيافها السلبية والإيجابية بنظرة واقعية نابعة من نضج مفهومه حول طبيعة الوجود الإنساني بخيره وشره، سنطمئن إلى ثبات خطوه في طريق الإبداع دون إحباطات وإحجامات وانكسارات.. وبالتالي دون تعثر وتعطل.

عرفت (أحمد صبري) قاصاً ثم توالت بطاقات التعريف التي قدمها لي ولغيري من متابعيه.. وهذا الكتاب: (ومضات من حياة بشر) هو واحدة من هذه البطاقات التي تحمل اسمه وتحمل ملامح موهبته المتعددة الأطياف.
ففي ومضاته نلمح كاتب القصة الموجز القناص للحظة المتمكن لغويا وإبداعياً..
وأيضاً نراه راصداً سياسياً يصيب بسهام حروفه جوهر أزماتنا وانكساراتنا السياسية سواء على الساحة الدولية أم العربية أم الداخلية.
إضافة إلى قبضه على العديد من تشوهاتنا الاجتماعية ولعل أكثر ما تفاعلت معه في هذا المجال هو رصده لإحساسنا بالدونية تجاه كل ما هو أجنبي وتعظيمنا لثقافات الغير وحطِّنا من ثقافتنا.. تلك الآفة التي فتحت الباب على مصراعيه أمام الغير ليتسيدنا وزينت لنا العبودية والانسحاق أمام أسيادنا الجدد.

وللفن ـ السينما والدراما والموسيقى والغناء ـ وللإعلام التليفزيوني نصيب في ومضات (أحمد صبري)، يتضح هذا في تفاعله مع هذه الفنون وتأثره بها سواء رفضا أو إجابة، وسخريته من العديد من ثمراتها الفجة مُعْليا دور الفن أن باعتباره دربا من دروب التربية والتهذيب والتثقيف للشعوب.

(ومضات من حياة بشر)
هل هو كتاب نقدي؟
أم أنه كتاب ساخر؟
أم تراها ومضات قصصية إبداعية؟
صدقوني.. لا تبحثوا له عن تصنيف كي لا تظلموه، فالكتاب بطاقة تعريف بكاتبه ومثلما هو صعب حصرنا إياه تحت تصنيف واحد؛ فإننا كذلك لن نستطيع تصنيف (أحمد صبري) على أنه قاص أو كاتب مقال أو كاتب ساخر أو ناقد أو غيرها من التصنيفات..
هل أستطيع القول أن (أحمد صبري) هو بداية جيل المبدع الشامل، وأنه بشارة بقرب نهاية عصر التخصص الفني الصارم البغيض؟ حيث القاص لا يفهم في الموسيقى والطبيب لا يقدر الرياضة والناقد لا تتسع معارفه إلا لبضع نظريات نقدية جامدة صارمة، والمهندس يتخاصم مع التاريخ..

هل نعتبر (أحمد صبري) إرهاصة بميلاد (صنف) المبدع الشامل؟
أستطيع باطمئنان أن أزعم هذا.. ولتترصدوا ـ كما ترصدت ـ في هذا الكتاب ينابيع ثقافته لتروا كم هي عديدة ومتنوعة وثرية.

(ومضات من حياة بشر)
كتاب سعدت بتقديمه لكاتب أشرف بأن أكون أحد الراصدين لبزوغ نجمه الوهاج.

نجلاء محرم


مدونة الومضات :

http://wmdat0ahmadsabry.ektob.com/


جروب الومضات على الجود ريدز :

http://www.goodreads.com/group/show/2...

جروب الومضات على الفيسبوك :

http://www.facebook.com/profile.php?i...


في انتظار آرائكم

أحمد صبري غباشي
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 30, 2009 05:14 Tags: أحمد, بشر, حياة, صبري, غباشي, محرم, من, نجلاء, ومضات

عشان أنا مش شيطان أخرس !!!!

المرة دي مش مقال أو عمل أدبي منظم .. وميهمنيش يكون ايه ! .. ممكن تكون خواطر شخص مبقوق وروحه طلعت وضغطه فعلاً ارتفع وأعصابه باظت ودمه اتحرق !! ..

اتعلمت من صغري إن الساكت عن الحق شيطان أخرس .. وعشان كده نفسي أزعق بعلو صوتي في كل حتة في البلد : كفاية بقى !




كفاية إعلام بايظ ، وبرامج تافهة سخيفة مفيهاش أي روح ، ومسلسلات سطحية ممطوطة مفيهاش أي عمق ، وأفلام مفيهاش روحنا ولا ملامحنا ولا قيمنا ولا مشاكلنا واهتماماتنا ..




كفاية بناطيل مرقّعة ، و(سبايكي) ، وهدوم الـ... اللي بتتلبس دلوقت من غير حجاب أو معاه عادي ..

كفاية تحرش في الأماكن العامة والميكروباصات والجامعة .. ارحموا أهالينا من إيقاع الحياة الغربي الباهت الغبي اللي احنا عايشينه وفرحانين بيه وطالعين بيه السما ع الفاضي وخلانا مشوهين وملامحنا ضايعة ! .. لا طايلين سما (شرقيتنا) ولا أرض (غربيتهم) ..

كفاية حظّاظات ، ودباديب الفالنتاين ، ولوجوهات الـ (بلاي بوي) اللي غرقت الدنيا .. خلونا نحترم نفسنا بقى ونرفع البنطلون !! كفاية الكلام اللي تلات أرباعه انجليزي .. !


كفاية الغرب يشتم فينا ويهيننا علناً بعد ما يستورد منا منهجنا العبقري اللي احنا رميناه ؛ ويصدر لنا إباحيته وقذاراته ! .. كفاية يشوهوا صورتنا قدام العالم واحنا بنتمسّح في موضاتهم ونجومهم وأنماط حياتهم



ويا مثقفين كفاية شذوذ فكري وإلحاد وفذلكة ملهاش أول من آخر .. كفاية إباحية .. كفاية سم في العسل وصحفيين مش عارفين هم عاوزين ايه ! .. نبطل بقى (ننسلخ) من جلدنا ومن هويتنا !



كفاية رمضانات فقدت روحانيتها ، وأعياد ماسخة ملهاش طعم ! .. كفاية بُعد عن الدين والقيم اللي كانت زمان مقدسة قبل ما العملية تبقى فوضى ! ..

كفاية شوارع قذرة وكفاية نفوس وألسنة أقذر! ..


كفاية تقطيع في بعضنا ع الفيسبوك واليوتيوب والمدونات والمنتديات .. أومال لو مكناش أمة واحدة بنتكلم لغة واحدة والقيم بتاعتها واحدة وتاريخها واحد ومشاكلها واحدة وقضيتها واحدة وعدوها واحد ؟!!

كفاية تجاهل للفن المحترم والنجوم اللي عاوزين فعلاً يعملوا حاجة ! .. كفاية نوم وكسل عن إنك تعمل أي حاجة تفيد ولو كانت بسيطة !

كفاية تليفزيون أبوس إيديكو لو هيبقى بالشكل ده !!! .. بتعذبونا بيه كده ليه ؟ احنا عملنا ايه بس !! .. كفاية أفلام المعاقين ذهنيأ ، وأفلام العيال الروشة اللي بيمثلها ممثلين عندهم أربعين سنة !

كفاية نستورد من شبكات الدعارة بنات بيسموا نفسهم مطربات .. والميكروباصات والحناطير افتقدت اصحابها اللي بيسموا نفسهم مطربين


كفاية نجيب أي حد يتكلم في أي حاجة .. وعلى أي أساس نسمع لأئمة الفُجر لما يتكلموا في الدين ؟


كفاية يبقى عقلنا مغيّب ، وضميرنا نايم ، وخيبتنا تقيلة .


كفاية تصنع وتكلف وتخلف وغباء وحياة باردة جافة خشنة مفيهاش دفا زمان ! ..



وانا عن نفسي بقول قدام الكل .. هفضل لحد ما اموت اكتب كلمة كويسة وأنصر الفن الهادف وأحارب كل حد بيحاول ينشر الإباحية باسم الفن .. ويغلف الفساد بغلاف التطور .. هثبّت في دماغي دايماً إني عربي وهتكلم فصحى ، وألبس جلاليب ، واسمع النقشبندي وأم كلثوم وفيروز ومحمد منير وكاظم الساهر ، واقرا في التراث العربي والتاريخ ، وهفضل اكتب واثبت وجودي وامثل في المسرح على قد ما اقدر .. واحاول بكل الطرق أقدم فن كويس أو أنوه عنه .. هفضل أقرا قرآن وأقرا في السيرة واستنى كل رمضان واصلي العيد واكره إسرائيل ، واكره أمريكا وكل اللي عاوزين بنا شر ؛ واحب اللي يناسبني من ثقافتهم وفنهم .. هفضل معتز بهويتي ، وهعمل كل جهدي عشان أسد ماسورة المجاري الضخمة جداً اللي انفجرت في البلد ، وبنعوم كلنا فيها ، ومع الوقت بنستمتع اكتر ونعوم اكتر واحنا بنبرر إن السباحة ليها فوايدها .. وكمان بتعرّض الصدر !


بقول إيه ! انا مش كتير بطلب ده .. بس لو حاسس إن الرسالة دي بتعبر عنك وموافق عليها مررها فوراً لكل اللي تعرفهم .. وقبل ما تمررها الله يخليك اثبتها بتصرفاتك كمان ..

عشان نشوف إحنا - اللي لسه بيفكروا بالشكل ده - لسه كتير ولنا تأثيرنا فنفرح ؟ وللا خلاص بقينا أقلية وهننقرض على سنة 2030 فناكل في نفسنا ونموت بقهرنا ؟



أحمد صبري غباشي
2 likes ·   •  6 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 07, 2009 06:04 Tags: أحمد, أخرس, أنا, شيطان, صبري, عشان, غباشي, مش

ضـاد : شبكة إعلام عربية على الإنترنت

كل عام وأنتم جميعاً بخير ..

أحببتُ في هذه الرسالة أن أوضح لكم الهدف من مشروعنا (ضاد) بشكل أبسط كي تتضح الصورة في أعينكم أكثر ..
أثناء محاولاتنا لنشر الموضوع في أكثر من مكان على الإنترنت ، أو حتى من خلال مناقشاتنا مع الناس ؛ تلقينا عبارات كثيرة ، ولاقينا بعض الأشخاص المتحمسين المستعدين للعمل بكل طاقتهم ..
لكن المشكلة تكمن في التعليقات وجدناها تستهزئ مستخفةً بفكرة المشروع .. لأنه - على حد قولهم - خيالي ، وجامح .... الخ

وهنا كان لابد من توضيح نقطة مهمة !

هل نسعى - من خلال هذا المشروع - أن نوحّد العرب المتفرقين منذ ستين عاماً عن طريق جروب على الفيسبوك أو منتدى على الإنترنت ؟
هل نسعى لتحقيق هذا ونجمع كل العرب ونصنع وحدة عربية ولو بشكل افتراضي حتى على الإنترنت ؟
هل نحن من فئة (المصريين أهمه) و(وطني حبيبي الوطن الأكبر) ، و(تحيا الوحدة العربية) ، و(الاستقلال التام أو الموت الزؤام) ؟
لا .. ليس هدفنا بالطبع .. طبعاً لاشك أن الوطن الأكبر هو وطني حبيبي ، ولا شك أننا نحلم بوحدة عربية واستقلال تام .. لكن لابد أن نكون عقلانيين وندرك أن هذا ليس مجالنا كشباب على الإنترنت .. لا هذا محيطنا ولا هذه قدراتنا ..
توحيد العرب من المحيط إلى الخيلج على اختلاف ظروفهم ولهجاتهم وقلوبهم يحتاج لسبب أسطوري لا زلنا ننتظره .. هذا بالنسبة لهدفنا الأكبر الذي لن نقدر عليه ..

لكننا نقدر على فعل شئ آخر ، وهذا هو هدف مشروعنا :
أن نكوّن جبهة تكون بمثابة إعلام عربي على شبكة الإنترنت ..
كيف يتم هذا ؟ .. فلنقرب الصورة أكثر ..

موسوعة الويكيبيديا : تعتبر أكبر قاعدة معلومات - في كل المجالات - على شبكة الإنترنت .. توجد نسخ كثيرة منها للغات مختلفة ، وتعرض ثقافات شعوب مختلفة .. كل شعب بلغته .. طبعاً أشهرها وأغزرها : الويكيبيديا الإنجليزية ..
لكن فلنلق نظرة على الويكيبيديا العربية .. قم بعمل بحث عن اسم لأي شئ أساسي ومشهور أو يفترض أنه رمز مهم في الثقافة العربية .. سواءً كان اسم كاتب مشهور أو اسم عمل فني أو أدبي معين .. اسم معركة .. حقبة تاريخية ... وارد جداً ألا تجد أي نتيجة ! وإن وجدت ستجد صفحة معلومات هزيلة جداً مكونة من سطور خجلى قليلة ؛ ثم تصدمك حقيقة أن الصفحة انتهت !


على النقيض في الموسوعة الإنجليزية لو قمت بعمل بحث عن : (رباط جزمة) ستجد معلومات باستفاضة تبهرك !! .. ستجد كل أنواع الشركات التي تنتج أربطة الأحذية ، ونصائح للعميل في كيفية اختيار لون رباط حذائه بحيث يتماشى مع مقدمة الحذاء ! .. ستجد معلومات تاريخية عن أول من ارتدى حذاءً في التاريخ ، وربما تجد السيرة الذاتية لحذاء منتظر الزايدي الذي انطلق في وجه بوش الله لا يرجعه !

بلاش الويكيبيديا .. أكيد تعرف اليوتيوب !

اليوتيوب أكبر موقع للفيديوهات في العالم .. من الممكن أن تجد فيه كل ما تتخيله .. عدا ما يختص بالشئون العربية ..
قم بعمل بحث باللغة الإنجليزية عن أتفه شئ قد يخطر على بالك .. ليس مستبعداً أن تجد لهذا الشئ التافه سلسلة أفلام او فيديوهات مخصوصة .. ربما تجد أفلام بطلها رباط الجزمة إياه !

حسناً .. فتقم بعمل بحث باللغة العربية عن شئ مشهور جداً .. اعمل بحث عن (مصر) .. عن (الأدب العربي) .. عن (العرب) .. عن (المسرح) .. هم فيلم مشهور تحبه .. عن مسلسل نراه من أهم مسلسلاتنا - بغض النظر عن الشلل التليفزيوني الحالي - .. مثل (أبو زيد الهلالي) مثلاً .. (الوتد) .. (الفرسان) .. بل عن فيلم قديم مهم .. جرب أيٍ من هذا وستعض يديك من فرط الغيظ !

وهذا هو ما نتكلم عنه .. أن تواجدنا الفكري والثقافي والفني والأدبي والسياسي على شبكة الإنترنت يكاد يكون منعدم لو قارناه بـ(الهيمنة) الضخمة لثقافة الغرب وفنهم وفكرهم وأدبهم !
لماذا ؟ ما الذي ينقصنا ؟! .. لو كانت مسألة إمكانيات فالموضوع لا يحتاج إمكانيات .. فقط بعض الوعي والجهد ..
خاصةً وأن تراثنا العربي - الفكري والأدبي والفني - فعلاً وبلا مبالغة أعظم من تراثهم .. لدينا كنوز .. لكنها مهملة .. مدفونة .. ونحن بمنتهى التخاذل لا نفعل شيئاً حيال هذا الأمر !

لكن أعتقد أننا في هذا المشروع - بحمد الله - بدأنا شيئاً كهذا .. ونريد من الكل أن يشاركنا ونكثف جهودنا جميعاً فيه ..

إن كانت صورتنا في الغرب مشوهة ، وإعلامهم يخبرهم أننا مزيج من رعاة أغنام وحثالة البشر وإرهابيين .. فلابد لنا من رفع تراثنا كله وثقافتنا وحضارتنا وتاريخنا على الإنترنت .. لأن الإنترنت بلا رقابة .. نوافذ مفتوحة لكل العالم .. ولابد أن يكون لنا نافذة تطل على تارثنا وثقافتنا كما صنعوا هم لأنفسهم نوافذ كثيرة جذابة ..
فلنفعل هذا من أجل أنفسنا في المقام الأول لا من أجلهم فقط .. من أجل الأجيال الصاعدة الجديدة التي نشأت منبهرةً بثقافتهم وطريقتهم في الحياة والتفكير ..

فقط سجلوا في الجروب والمنتدى .. وسنجمع سوياً المواد التي تعرض فكرنا وثقافتنا وتراثنا وننشرها في كل مكان .. في الويكيبيديا ، واليوتيوب ، ومواقع أخرى كثيرة .. وتوجد أمثلة كثيرة في الجروب والمنتدى ..

(أمة عربية متحدة) : حلم .. لكننا لسنا من سنحققه في الوقت الحالي .. إنه فقط شعار جميل نعمل تحته .. على الأقل كي لا ننساها كجملة ، والله أعلم ! من الجائز عندما نألفها تغدو واقعاً قريباً فتتحقق !

لكن هذا ليس الهدف : (توحيد العرب)
الهدف : جمع أكبر قدر ممكن من الشباب كي (نثبت وجوداً للعرب على الإنترنت) !

أرجو أن تشاركونا ..



رابط الجروب على الفيسبوك :

http://www.facebook.com/group.php?gid...

رابط المنتدى :

http://www.rewayatnet.net/forum/forum...
 •  1 comment  •  flag
Share on Twitter
Published on September 10, 2009 03:15 Tags: أحمد, إعلام, الإنترنت, شبكة, صبري, ضـاد, عربية, على, غباشي

العنب العنب العنب !

مقال قديم كنت كاتبه عن فاروق حسني .. بنشره تاني عشان اليونسكو الاهبل اللي رفضه .. يونسكو مش عارف مصلحته !



العنب العنب العنب !
(دفاعاً عن السيد وزير الثقافة)

على (كلاكسات) أغنية : العنب ؛ للمطرب الشعبي : (عماد بعرور) – دارت كل الأحداث في مصر مؤخراً .. ومنها تصريح السيد الوزير الفنان : (فاروق حسني) الخاص بالحجاب والمحجبات .. والذي تضمن هذا الكلام :

" النساء بشعرهن الجميل كالورود، التي لا يجب تغطيتها وحجبها عن الناس، والدين الآن أصبح مرتبطاً بالمظاهر فقط، رغم أن العلاقة الإيمانية بين العبد وربه، لا ترتبط بالملابس "

" لابد أن تعود مصر جميلة كما كانت، وتتوقف عن تقليد العرب الذين كانوا يعتبرون مصر في وقت من الأوقات قطعة من أوروبا ..... نحن عاصرنا أمهاتنا وتربينا وتعلمنا علي أيديهن، عندما كن يذهبن للجامعات والعمل دون حجاب، فلماذا نعود الآن إلي الوراء؟! "

" أعتقد أن الأمر ليست له علاقة بالتقوي والورع، وإلا فما تفسير مشاهدة مناظر الشباب والبنات علي الكورنيش وكلهن محجبات "

" العالم يسير للأمام، ونحن لن نتقدم طالما بقينا نفكر في الخلف، ونذهب لنستمع إلي فتاوي شيوخ بـ تلاته مليم ...... نحن فقدنا حتى الصوت الرخيم الذي كان يؤذن للصلاة في المساجد، وأصبحنا نسمع اليوم أصواتاً تعد من أنكر الأصوات "

هذا ما قاله معالي الوزير ؛ كي تندلع ثورة عارمة ضده ، يعيد صانعوها التقليب في ملفاته القديمة ، ويطالبون باستقالته .. ولا أدري في الواقع ما الذي يستدعي هذا كله ؟! .. حرية التعبير مكفولة للجميع في مصر كما نعلم .. وللرجل الحق في أن يعبر عن آرائه ورغباته الخاصة كيفما شاء ..
الأمر لا يخص الحجاب ولا المحجبات ولا محاربة التخلف – كما ادّعى – ولا أيٍ من هذا كله !
هل يُعقل أن معالي وزير الثقافة قد غفل عن كون الحجاب فريضة من صلب الإسلام سواء ارتدته السيدة والدته أو لم ترتدِه ؟! .. هل صدقنا أن كل قضيته بالنسبة للتخلف في مصر تنحصر في ارتداء الحجاب من عدمه ؟! .. كلا بالطبع ! .. لا شك أن الرجل أعقل من هذا وأرشد ، وللموضوع أبعاد أخرى تماماً ..

* * * *

عندما استمعتُ – كعادتي – لأغنية العنب في ظل الأحداث الأخيرة ؛ اكتشفتُ أننا – كمثقفين – نغفل كثيراً بالفعل عن بعض الأمور الساطعة كالشمس .. فقد سارعنا بتصنيف أغنية العنب هذه ، ومن يغنيها ، تحت بند الفن الهابط .. على الرغم من أن الأغنية لها بعد عظيم متواري ، ووجهة نظر سياسية تستحق الاهتمام ..

" متيللا يللا يللا
يللا يابني يللا
يا أم فاروق اديكي وشي ..
يا أم فاروق أديكي وشي ..
والعنب العنب العنب ! "

عندما دققتُ وجدتُ أن الأغنية تلخّص وضع السيد الوزير : (فاروق حسني) .. وهذا يتجلى في الإشارة الصريحة التي اقتبستُها سلفاً من الأغنية ، وقد تم فيها ذكر اسم الوزير صراحةً ..
وإنني لأشعر بالشفقة الشديدة بالفعل تجاه معالي الوزير .. لماذا يعارضه الناس ويهاجمه جمهور المثقفين بمثل هذا الشكل ؟ لماذا هاجموه وقت أزمة (حيدر حيدر) الشهيرة ؟ ولماذا ثاروا عليه عند نكبة قصور الثقافة ؟ ولماذا كادوا يلتهمونه عقب تصريحات الحجاب مؤخراً ؟
الرجل لم يفعل شيئاً سوى استخدام حقه كي يقول : أزيحوني من السلطة !

أجل بالفعل .. لنزن الأمور بعقلانية ولنفكر معاً ، وعندها سيتضح الأمر ..

كأي شاب له طموح ؛ كان (فاروق حسني) مدير قصر ثقافة الأنفوشي بالتأكيد يحلم بكرسي الوزارة .. الكرسي الذي قال بشأن كل وزير جلس عليه : " لبّسته حرير في حرير " .. بعدما يقطف كل وزير لنفسه ما تيسّر من الـ (حَبّ اللي استوى) !
ولا شك أنه فرح كثيراً بعد ارتقائه في المناصب منصباً تلو الآخر حتى وصوله لهذا الكرسي أخيراً .. لكن من المؤكد أنه لم يرَ في أسوأ كوابيسه أنه وهذا الكرسي سيكونان متلازمين لمدة 20 سنة تقريباً .. وهذا أمرٌ فوق الاحتمال بحق !
عاش حياته مطمئناً بعد أن تقلد هذا المنصب .. وعمل جاهداً لنشر الوعي الثقافي والفكري في مصر ، وازدهر فنه الـ.... تجريدي كأقصى ما يكون ، وارتفعت لسببٍ غير مفهوم – مشّيها (غير مفهوم) – أسعار لوحاته ارتفاعاً خيالياً بعد أن صار وزيراً ..
شيئاً فشيئاً بدأت مدة ملازمته للكرسي تطول .. وبدأ أبناء دفعته الوزارية يرحلون .. وبدأ يشعر بالوحدة .. بغض النظر عن أن الوحدة مُرّة تجد كذلك أنه لا يأمن عواقب هذا الأمر لأنها تجربة نادرة في تاريخ مصر الوزاري أن يمكث وزير طيلة هذه المدة ..
عندها آمن معالي الوزير أن (أكل العسل حلو بس النحل بيقرّص) وأن لذة الجلوس على الكرسي لابد أن تحاصرها المتاعب من كل صوب ، وأن الوزير العاقل ابن الحلال هو من لا يزيد في استمراره في منصبه عن عام أو عامين ..

وهنا بدأ يتخذ الخطوات اللازمة كي تتم تنحيته بشكلٍ يرى هو أنه يلائمه ..
تقريباً كانت حركة التململ الأولى التي أراد السيد الوزير بها تنفيذ مراده هي أزمة السوري (حيدر حيدر) .. روائي كتب رواية : (وليمة لأعشاب البحر) .. بها ما بها من تطاول على الدين والمقدسات ، وعلى الله عز وجل .. تطاول وصل لحد الصفاقة .. ترى هل سمح الوزير بصدورها جزافاً ؟ أو حتى تحدياً لرجال الدين ؟! .. كلا .. كان يعرف أنهم سيغضبون .. سيثورون عليه .. سيطلبون إقالته ..
حينها قامت الدنيا .... وقعدت .. لكن قعدت بعدما ثار الثائرون بالفعل وكشر مهاجمو وزير الثقافة عن أنيابهم وأرادوا إقالته باعتباره المسئول عن هذه المهزلة ، وعن رواج مثل هذه الرواية وبيعها في مصر .. أستطيع أن أتخيل فرحة السيد الوزير بردود الفعل وقتها .. هذا يقرّبه للغاية من نيل مطلبه : مفارقة كرسي الوزارة ..
لكن للأسف .. مرّ الأمر واستمر الوزير في منصبه بوجهٍ – صار من الغيظ – ( أحمر ودمه خفيف ) ..

بعدها كان له كل الحق بالطبع في أن يهمل عمله ويترك الوزارة في أيدي مجموعة من الـ .. – سباكين غالباً - .. كي تتم إهمال صيانة قصور الثقافة ، وكي يهديه القدر بهذا فاجعة كبرى تُدنيه للغاية من تنفيذ مراده .. ألا وهي حريق قصر ثقافة بني سويف الهائل ، والذي راح ضحيته العديد من كبار شخصيات الفن والصحافة في مصر ..
عندها أيضاً غفلنا عن أن الرجل يرسل لنا بهذا إشارات خفية بأنه لا يريد الاستمرار في منصبه وأن علينا أن نساعده في هذا .. غفلنا عن هذا وقمنا بكل تهور باتهامه بالتقصير والإهمال واتهامات أخرى خادشة للحياء .. ألا نستحي ؟!!
حينها يأس هو منا وفطن لغبائنا وسلّم أمره لله وقرر أن يفعلها هو .. سيقدم استقالته بشكل مباشر وصريح للرئيس : مبارك* .. وقد كان .. وساد الترقب من العامة في انتظار البتّ في الأمر ؛ إلى أن جاء الموقف الذي حسم الموضوع كليةً .. لقد رفض الرئيس استقالة وزير الثقافة الهُمام باعتباره – أي الرئيس - ( هو اللي ملبسهم .. هو اللي مدلعهم .. هو اللي مرقصهم .. هو اللي مشخلعهم ) .. ورضيَ الوزير بقضاء الله وقدره ، واستسلم للأمر الواقع ..
مرّ الأمر واستمر الوزير في منصبه يندب حظاً ( أخضر ولونه ظريف ) !

لكنه مع الوقت بدأ ينتبه أن المدة طالت جداً بشكلٍ زاد عن الحد .. وزير في كرسيه لمدة 20 سنة ؟!!!! .. فاض به الكيل وقرر أنه سيفجر قنابل جديدة تنضم لقائمة بلاويه ..
فاستناداً إلى قراءتي في أحد المواقع الإخبارية – ولستُ متأكداً من صحة الخبر تماماً للأمانة – قد سمح الوزير المسكين بطبع وتوزيع ثلاث روايات إباحية ضمن مطبوعات وزارة الثقافة التي يترأسها ..
هذا بالإضافة إلى موافقته طبعاً بشأن مشاركة مصر في مسابقة الشواذ والمخنثين التي أقيمت مؤخراً في تايلاند .. كيف يفوّت الفرصة ويرفض ؟
وأخيراً .. تصريح الحجاب الذي فجّر في الرأي العام قنبلةً لها وقع مثيلاتها من قبل .. هذا التصريح الذي أتى مبرهناً أننا لا زلنا على غفلتنا تجاه الوزير المسكين الذي يستنصرنا منذ أعوام كي نعينه على إزاحته من السُلطة .. لأن النحل – فيما يبدو – بيوجعه أوي !
فـ إلى كل من يمكنهم عمل شيء من المسئولين في مصر : " نرجوكم نرجوكم نرجوكم .. ارحموا معالي وزير الثقافة ونحّوه من منصبه .. وارحمونا يرحمكم الله ! "

* * * *

ومن جهته كان لزاماً على المطرب الشعبي الواعد : (عماد بعرور) أن يتحرك مبيناً أن الفن لا زالت له كلمته .. حتى إن كان الخَطب سياسياً بحتاً ..
سَرَت أغنيته – العنب - سريان النار في الهشيم منذ عام تقريباً وحتى الآن في مصر .. ولم يفطن أحد إلى فحواها وبعدها السياسي ..
على الرغم من أن نداءه صريح في الأغنية كما أسلفت : " يا أم فاروق "
وعلى الرغم من صراخه الهيستيري : " يللا يللا يللا .. يللا يابني يللا " مستحثاً الوزير على المضي قدماً في مسعاه ، وإزاحة نفسه من السُلطة !
وفي نهاية الأغنية نجده ينادي – في هستيريا أيضاً – على أشخاص وهميين ؛ لابد أنه يرى فيهم الكفاءة لأن يكونوا مسئولين بعد معالي الوزير ..
" أبو حازم ، الحازم .. خعيخع .. عبواباوي .. يا عوكل .. عبواباوي .. عبواباوي "
.. أو ربما كان يقصد هذه الأسماء في الرئاسة وليس مجرد الوزارة .. وتركيزه على : (عبواباوي) في نهاية ندائه يدل على أنه المرشح الأقوى من بينهم ..
ذوق غريب ! .. أرى أن (خعيخع) هو الأنسب .. تخيل جمهورية مصر العربية يغدو رئيسها : (خعيخع) !

نهايةً ؛ فكرتُ أن أعلق على موقف السيدة : (إقبال بركة) ، وبعض الفنانين الذين استغلوا تصريح وزير الثقافة الخاص بالحجاب – ليقفوا وراءه ويساندوه موضحين كيف أن الحجاب رمز للتخلف ، والتأخر ، وضار جداً بالصحة ربما ! .. لكني لم أشأ التعليق لأني عاهدتُ نفسي منذ فترة على التزام الأدب !
بالإضافة لأني أرى أن الكاتبة الرائعة : (صافي ناز كاظم) تحدثت في هذا الأمر كأفضل ما يكون في مقالها الصادر عن (الشرق الأوسط) بتاريخ 28 / 11 / 2006

حفظ الله وزارة الثقافة ، ونصر الله وزير الثقافة على أعدائه الذين يريدون له الاستمرار في منصبه ، وعاشت مصر حرة مستقلة !

شكلك مش فاهم أي حاجة يا زمايكا !

أحمد صبري غباشي

24 نوفمبر 2006




---------------------------------------

* الرئيس (محمد حسني مبارك) .. هو رئيس الجمهورية لمن لا يعلم !

http://www.facebook.com/note.php?note...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 28, 2009 06:24 Tags: أحمد, العنب, حسني, صبري, غباشي, فاروق

فلتدعي يا أم داوود !!!

فلتدعي يا أم داوود !!!

"من كتاب : نادماً خرج القط لـ أحمد صبري غباشي"

تمت كتابتها في يوم : الخميس - 23 ديسمبر 2004

يسير الفتى منكساً رأسه، حاملاً همه، وقد بهت وجهه بألوان الحزن، وعلى الرغم من ذلك فلم يفلح حزنه في قتل خبث نظرته ولؤم عينيه.. يمضي في الطريق ملتاعاً، ساخطاً..
سار إلى أن وصل لأبيه وأمه.. أبوه الذي أبصره على هذا الحال فأقبل عليه هلعاً.. وسأله: " ما بك يا (داوود)؟!!"
سالت دموع الفتى من عينيه، وابتدأ سرد شكواه قائلاً:

" لم يعد بإمكاني الاحتمال يا أبت.. فظيعٌ هذا الذي ألقاه!..
أقراني أولاد الجيران.. (مرسي)، و (حسين)، و (حمدان).. مخلوقات رهيبة يا أبت.. أصابوني بالإحباط.. زرعوا بداخلي محاصيل اليأس التي لم أعرفها يوماً.. غدوتُ أمام نفسي: (لا شيء).. تبخرت ثقتي بقدراتي وذهبت أدراج الرياح.. تصور يا أبت!!.. أنا الذي لم يُخلق بعد من هو في مثل خبثي وشرى.. أنا.. فشلتُ في تحقيق مرادي معهم.. تصور!!
كانوا أول من حرمني لذة النجاح.. صرتُ مغتماً على الدوام.. أصبحتُ أهيم على وجهي في الطرقات.. غدوتُ أحادث نفسي أحياناً كثيرة بسببهم.. أفقدوني عقلي..
إن وجود أشخاص كهؤلاء محالٌ حدوثه يا أبت.. صدقني.. سأحكى لك ولتحكم بنفسك..

فكرتُ طويلاً في طريقة تجعلني محبوباً عندهم. أكسب بها ودهم وأصير لديهم مقرباً.. ووجدت تلك الطريقة بعد عناء، ثم عزمت على تنفيذها..
وذات صباح انفردتُ بـ (مرسي).. أقبلتُ عليه هاشاً باشاً لاصقاً على وجهي ابتسامة متوددة - تلك التي علمتنيها يا أبت؛ تعرفها بالتأكيد -.. فبادلني الابتسام.. تيقّظ عقلي واستعددتُ لأن أصب حديثي في أذنيه حتى أخدره وأكسب وده..
وما إن فتحتُ فمي لأهم بالتحدث حتى وجدته يتحدث إلىّ في مرحٍ وبغير تكلف، وينبئني بأنه سعيد بمعرفة شخص ذكي محترم مثلي، وأنه يراقبني منذ فترة وقد لفتت شخصيتي انتباهه، ويود لو نتناسى تلك العداوة بيننا وبين أسرته، ويأمل أن تعود علاقتي معه طبيعية، وأنه سيسعد بهذا التطبيع جداً..
دمعت عيناي غيظاً حينها يا أبت.. لقد أضاع الأحمق مجهودي وطول تفكيري في غمضة عين.. لم يشعرني بنجاحي الذي أتوق له.

وذات مرة قضيتُ إحدى لياليّ ساهراً أخطط وأدبر وقيعة بين (مرسي) و (حسين).. أرسم الخطط، وأنهك عقلي مفكراً، وأعصر مخي كي آتي بنتيجةٍ مرضية.. وأخيراً وصلتُ، واعتزمتُ التنفيذ..
وأتيتُ (صديقي) (حسين).. - فلقد نلتُ صداقة ثلاثتهم بالطبع - متظاهراً بالحزن والأسى والتذمر لأجله.. وبالطبع أعددت العدة وجهزت الحجج والدلائل اللازمة لنجاح الوقيعة..
وقبل أن أفتح فمي بادرني هو بالحديث الغاضب - وكان يبدو أنه يشكو لي -.. أخذ يرغى ويزبد، وملأ وجهي بالرذاذ الذي تطاير من فمه، وبين الحين والحين ينهال بالسباب على (مرسي)، يذكر مساوئه لي، ويطلعني على أسراره، ويستعرض - (حسين) - أفضاله على ذلك الذي لا أم له - (مرسي) -..
حينها وددتُ لو أفرغ مدفعي الصغير - ذلك الذي أحضرتُه لي يوم عيد ميلادي - في رأسه.. يا له من خنزير!.. ها هو فشلي يعانقني للمرة الثانية..
اللعنة!.. إن هذا لموجع يا أبت! ، موجع للغاية.

وتبقّى لي الأمل الأخير في (حمدان).. ذلك الذي يهوى تربية الكتاكيت.. كتاكيته التي تناديني كي آخذها وأضمها لحجرتي.. لا أخفى طمعي وجشعي ورغبتي المُلحّة في الاستيلاء عليها.. وكعادتي، أرّقني التفكير في كيفية إقناع (حمدان) بأن آخذها..
علىّ أن أقابل ثورته بأسباب تقنعه، علىّ أن أستعد لامتصاص غضبه.. تُرى هل سيوافق بسهولة ويسر؟!!..
وعلى هذا الحال قضيتُ ليلتي..
وفى الصباح أتيتُ (حمدانَ) باسم الثغر.. أخبرتُه برغبتي وتحفزت خلايا مخي للمعركة الكلامية.. فإذا به يخبرني أنها هدية منه إليّ، سيسعده أن أقبلها.. يا للشيطان!.. عندها لم أستطع التحمل وكظم غيظي يا أبت.. صفعتُه على وجهه وكدتُ أبصق عليه من فرط السخط..
أخذَته المفاجأة لبرهة وما لبث أن لانت ملامحه، وأخبرني كم أنا مهزار خفيف الظل، وأخطرني بأنه قد قبل مزاحي، وأن صفعتي لم تكن ثقيلة عليه قط، غير أنه كان يفضلها على قفاه مما سيوطد العلاقة بيننا، ومما سيضفى ظرفاً أكثر..
عندها كدتُ أخرّ صريعاً بصدق.. أقسم على هذا.
أدركني يا أبت، أنا منهار، لم أعهد في نفسي تلك الخيبة من قبل.. أبتاه أغثني أرجوك."

نحت الأسى ملامحه على صخرة وجه الأب.. صوّب بصره شطر ولده في إشفاق وقال: " (داوود) صغيري.. فلتهدأ..
لكن.. . أتعلم؟.. يا لفاجعتك وعذابك حقاً!.. يا لك من تعس!.. لقد كُتب عليك الذل بملاقاة أناس كهؤلاء.. ليس أشق على المرء من أن يكون عدوه غبياً ساذجاً أبلهاً أجوفاً أخرق؛ فهذا يحرمه لذة النصر عليه.. يا للشر الذي أحاق بك يا بنى.. إنهم متساهلون معك بدرجة غير محتملة فعلاً..
هل بلغ الحمق هذه الدرجة؟!!.. تظل ترسم، وتخطط، وتدبر، وتجهز، وتفكر كي تنال مرادك، وبعد هذا الجهد تجد عدوك الأرعن الأحمق يقدم لك ما تريد بكل سهولة وعلى شفتيه ابتسامة بلهاء!!.. إن هذا لمؤلم!.. إن هذا ليدفع للانتحار.. لم يُذكر في تاريخ عائلتنا بأسره أن لاقت خصماً بمثل هذا البله!.. ألا من عدوٍ حاذق؟!!.. ألا من عدوٍ يستحق التخطيط والتدبير؟!!.. يا لسوء حظك يا (داوود).. يا لسوء حظك يا بنى! "

سكت الأب قبل أن يطرق برأسه..
لم تستطع أم الصبي الصمت على هذا.. للسماء رفعت ذراعيها وصاحت تدعو الله:
" اللهم ردّ أعداء (داوود) إلى صوابهم، وقوِّهم، واجعلهم متحدين ثابتين..
اللهم اجعلهم رجلاً واحداً يقف في وجه (داوود)، وأصلح أحوالهم لكي يستعيدوا توازنهم ويصبحوا خصوماً أقوياء جديرين به.. حتى يهنأ (داوود) بنصره عليهم..
اللهم استجب دعاء أم (داوود)."

* * *

أحمد صبري غباشي
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 19, 2009 09:07 Tags: أحمد, أم, القط, خرج, داوود, صبري, غباشي, فلتدعي, كتاب, من, نادماً, يا

فلتدعي يا أم داوود !!!

فلتدعي يا أم داوود !!!

"من كتاب : نادماً خرج القط لـ أحمد صبري غباشي"

تمت كتابتها في يوم : الخميس - 23 ديسمبر 2004

يسير الفتى منكساً رأسه، حاملاً همه، وقد بهت وجهه بألوان الحزن، وعلى الرغم من ذلك فلم يفلح حزنه في قتل خبث نظرته ولؤم عينيه.. يمضي في الطريق ملتاعاً، ساخطاً..
سار إلى أن وصل لأبيه وأمه.. أبوه الذي أبصره على هذا الحال فأقبل عليه هلعاً.. وسأله: " ما بك يا (داوود)؟!!"
سالت دموع الفتى من عينيه، وابتدأ سرد شكواه قائلاً:

" لم يعد بإمكاني الاحتمال يا أبت.. فظيعٌ هذا الذي ألقاه!..
أقراني أولاد الجيران.. (مرسي)، و (حسين)، و (حمدان).. مخلوقات رهيبة يا أبت.. أصابوني بالإحباط.. زرعوا بداخلي محاصيل اليأس التي لم أعرفها يوماً.. غدوتُ أمام نفسي: (لا شيء).. تبخرت ثقتي بقدراتي وذهبت أدراج الرياح.. تصور يا أبت!!.. أنا الذي لم يُخلق بعد من هو في مثل خبثي وشرى.. أنا.. فشلتُ في تحقيق مرادي معهم.. تصور!!
كانوا أول من حرمني لذة النجاح.. صرتُ مغتماً على الدوام.. أصبحتُ أهيم على وجهي في الطرقات.. غدوتُ أحادث نفسي أحياناً كثيرة بسببهم.. أفقدوني عقلي..
إن وجود أشخاص كهؤلاء محالٌ حدوثه يا أبت.. صدقني.. سأحكى لك ولتحكم بنفسك..

فكرتُ طويلاً في طريقة تجعلني محبوباً عندهم. أكسب بها ودهم وأصير لديهم مقرباً.. ووجدت تلك الطريقة بعد عناء، ثم عزمت على تنفيذها..
وذات صباح انفردتُ بـ (مرسي).. أقبلتُ عليه هاشاً باشاً لاصقاً على وجهي ابتسامة متوددة - تلك التي علمتنيها يا أبت؛ تعرفها بالتأكيد -.. فبادلني الابتسام.. تيقّظ عقلي واستعددتُ لأن أصب حديثي في أذنيه حتى أخدره وأكسب وده..
وما إن فتحتُ فمي لأهم بالتحدث حتى وجدته يتحدث إلىّ في مرحٍ وبغير تكلف، وينبئني بأنه سعيد بمعرفة شخص ذكي محترم مثلي، وأنه يراقبني منذ فترة وقد لفتت شخصيتي انتباهه، ويود لو نتناسى تلك العداوة بيننا وبين أسرته، ويأمل أن تعود علاقتي معه طبيعية، وأنه سيسعد بهذا التطبيع جداً..
دمعت عيناي غيظاً حينها يا أبت.. لقد أضاع الأحمق مجهودي وطول تفكيري في غمضة عين.. لم يشعرني بنجاحي الذي أتوق له.

وذات مرة قضيتُ إحدى لياليّ ساهراً أخطط وأدبر وقيعة بين (مرسي) و (حسين).. أرسم الخطط، وأنهك عقلي مفكراً، وأعصر مخي كي آتي بنتيجةٍ مرضية.. وأخيراً وصلتُ، واعتزمتُ التنفيذ..
وأتيتُ (صديقي) (حسين).. - فلقد نلتُ صداقة ثلاثتهم بالطبع - متظاهراً بالحزن والأسى والتذمر لأجله.. وبالطبع أعددت العدة وجهزت الحجج والدلائل اللازمة لنجاح الوقيعة..
وقبل أن أفتح فمي بادرني هو بالحديث الغاضب - وكان يبدو أنه يشكو لي -.. أخذ يرغى ويزبد، وملأ وجهي بالرذاذ الذي تطاير من فمه، وبين الحين والحين ينهال بالسباب على (مرسي)، يذكر مساوئه لي، ويطلعني على أسراره، ويستعرض - (حسين) - أفضاله على ذلك الذي لا أم له - (مرسي) -..
حينها وددتُ لو أفرغ مدفعي الصغير - ذلك الذي أحضرتُه لي يوم عيد ميلادي - في رأسه.. يا له من خنزير!.. ها هو فشلي يعانقني للمرة الثانية..
اللعنة!.. إن هذا لموجع يا أبت! ، موجع للغاية.

وتبقّى لي الأمل الأخير في (حمدان).. ذلك الذي يهوى تربية الكتاكيت.. كتاكيته التي تناديني كي آخذها وأضمها لحجرتي.. لا أخفى طمعي وجشعي ورغبتي المُلحّة في الاستيلاء عليها.. وكعادتي، أرّقني التفكير في كيفية إقناع (حمدان) بأن آخذها..
علىّ أن أقابل ثورته بأسباب تقنعه، علىّ أن أستعد لامتصاص غضبه.. تُرى هل سيوافق بسهولة ويسر؟!!..
وعلى هذا الحال قضيتُ ليلتي..
وفى الصباح أتيتُ (حمدانَ) باسم الثغر.. أخبرتُه برغبتي وتحفزت خلايا مخي للمعركة الكلامية.. فإذا به يخبرني أنها هدية منه إليّ، سيسعده أن أقبلها.. يا للشيطان!.. عندها لم أستطع التحمل وكظم غيظي يا أبت.. صفعتُه على وجهه وكدتُ أبصق عليه من فرط السخط..
أخذَته المفاجأة لبرهة وما لبث أن لانت ملامحه، وأخبرني كم أنا مهزار خفيف الظل، وأخطرني بأنه قد قبل مزاحي، وأن صفعتي لم تكن ثقيلة عليه قط، غير أنه كان يفضلها على قفاه مما سيوطد العلاقة بيننا، ومما سيضفى ظرفاً أكثر..
عندها كدتُ أخرّ صريعاً بصدق.. أقسم على هذا.
أدركني يا أبت، أنا منهار، لم أعهد في نفسي تلك الخيبة من قبل.. أبتاه أغثني أرجوك."

نحت الأسى ملامحه على صخرة وجه الأب.. صوّب بصره شطر ولده في إشفاق وقال: " (داوود) صغيري.. فلتهدأ..
لكن.. . أتعلم؟.. يا لفاجعتك وعذابك حقاً!.. يا لك من تعس!.. لقد كُتب عليك الذل بملاقاة أناس كهؤلاء.. ليس أشق على المرء من أن يكون عدوه غبياً ساذجاً أبلهاً أجوفاً أخرق؛ فهذا يحرمه لذة النصر عليه.. يا للشر الذي أحاق بك يا بنى.. إنهم متساهلون معك بدرجة غير محتملة فعلاً..
هل بلغ الحمق هذه الدرجة؟!!.. تظل ترسم، وتخطط، وتدبر، وتجهز، وتفكر كي تنال مرادك، وبعد هذا الجهد تجد عدوك الأرعن الأحمق يقدم لك ما تريد بكل سهولة وعلى شفتيه ابتسامة بلهاء!!.. إن هذا لمؤلم!.. إن هذا ليدفع للانتحار.. لم يُذكر في تاريخ عائلتنا بأسره أن لاقت خصماً بمثل هذا البله!.. ألا من عدوٍ حاذق؟!!.. ألا من عدوٍ يستحق التخطيط والتدبير؟!!.. يا لسوء حظك يا (داوود).. يا لسوء حظك يا بنى! "

سكت الأب قبل أن يطرق برأسه..
لم تستطع أم الصبي الصمت على هذا.. للسماء رفعت ذراعيها وصاحت تدعو الله:
" اللهم ردّ أعداء (داوود) إلى صوابهم، وقوِّهم، واجعلهم متحدين ثابتين..
اللهم اجعلهم رجلاً واحداً يقف في وجه (داوود)، وأصلح أحوالهم لكي يستعيدوا توازنهم ويصبحوا خصوماً أقوياء جديرين به.. حتى يهنأ (داوود) بنصره عليهم..
اللهم استجب دعاء أم (داوود)."

* * *

أحمد صبري غباشي
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 19, 2009 09:08 Tags: أحمد, أم, القط, خرج, داوود, صبري, غباشي, فلتدعي, كتاب, من, نادماً, يا

ما بين موجتين .. كلتاهما على صواب !

كان لابد أن أكتب هذا المقال لأن الصراع داخلي قد اشتد مؤخراً ، ووجدتُ نفسي على قدر لا بأس به من الارتباك : أشتركُ عصراً في جروب على الفيسبوك اسمه "دقوا الجزائر" ، وعندما يأتي المساء أروّجُ لجروب آخر يدعو للتهدئة بين الشعبين المصري والجزائري .. (!!)

حسناً .. فلنحاول أن نتجاهل الكميات الهائلة من أدرينالين الغيظ والانفعال بداخلنا .. ولنأخذ نفساً عميقاً .. ثم نفكر معاً بهدوء ..

ليس الصراع في قضية (مصر والجزائر) صراعاً بين جمهورين فحسب .. بل تطور ليصبح صراعاً بين رأيين في كل جمهور على حدة .. بل صراعٌ بين موجتين قويتين داخل نفس كل منا ..
إن ما يحدث الآن لهو اختبار قوي نادراً ما نصطدم به بمثل هذا العنف .. تجربة عملية شديدة القسوة تجعلك تسأل نفسك : هل أنت مصري عربي ؟ أو مصري (عروبي قومي) بمعنى أصح ؟
إنه انفصال – غير طبيعي - مخزٍ مؤقت بين مصريتك وعروبيتك .. يجعلك تحدد موقفك الواضح تجاه كلٍ منهما .. ولكن .. هل يوجد أدنى تعارض بين الانتمائين ؟

ما هي المشكلة ؟ وما أسبابها ؟

مباراة كرة قدم بين مصر والجزائر – وهو ما سيجعل الأجيال القادمة فعلاً تضحك منا حتى تستلقي على قفاها - .. قامت المشكلة بسبب تطاول بعض الهمج البلطجية الجزائريين على الجمهور المصري في السودان وإهانته وإهانة رموزه في الفن والثقافة ، وتدنيس العلم المصري. ثم بالتبعية حدوث حالة غليان عارمة في الشارع المصري للمطالبة برد الاعتبار واستعادة حقنا .

وأسباب هذه المشكلة تنقسم إلى قسمين :

- الأول (قبل المباراة) : في رأيي أن الإعلام في كلٍ من البلدين هو المسئول الأول والمجرم الأعتى الذي تسبب في حدوث هذه الأزمة .. إعلام رخيص تافه تم تسطيحه .. عمليات شحن جبارة للجمهورين – المصري خاصةً – لتحويل انتباهه عن مهازل داخلية تتم في مصر .. إعلام صنع من يوم المباراة يوماً مصيرياً بشكل مبالغ فيه .. في كل القنوات لا حديث إلا عن المباراة وأبطالها وعن (الجزائريين الوحشين) .. أغاني وطنية وأحاديث عن مصر عالية الهامة وانتصاراتها وأولاد بلدها الجدعان !! .. ما هذا العبث ؟؟؟
انساق الجمهور المصري طبعاً وراء هذا التغييب الإعلامي المُلحّ ، وأصبح يرى الحياة من منظور الإعلام .. ولا ألومه على هذا كثيراً فنحن شعبٌ لم نسمع عن الانتصارات منذ زمنٍ بعيد ، ولم نذق طعم فرحة حقيقية عارمة تجتاح الشعب منذ دهر .. حتى ولو كانت في عبثٍ كهذا .

وعلى الجانب الآخر في الجزائر جرت كارثة حقيقية .. فلقد اندهشت جداً من كتابات الصحف في الجزائر !! لم أتصور تدنياً في القول والفكر إلى هذا الحد !! إساءات لمصر ولشعبها ولتاريخها بتلفيقات لا تخدع طفلاً صغيراً .. لكن المشكلة أنها خدعت الجمهور الجزائري فعلاً وصدقها !! .. صدّق كتابات الصحف التي تقول أننا كمصريين قتلنا أفراداً من جمهور الجزائر .. وصدّق أننا (يهود) ونسى أننا نحن الذين هزمناهم ! .. ناهيك عن تصديقهم للتمثيليات التي قام بها فريقهم هنا في مصر ليقنعهم أنهم ظُلموا ولم يُرحب بهم !
عمليات الشحن هذه من الجانبين هي التي أدت لحدوث الكارثة في السودان .

- الثاني (بعد المباراة) : حالة الغليان – التي كنتُ جزءً منها – والتي أصابت كل أهل مصر .. وتشويه صورة مصر في الإعلام العربي والجزائري والعالمي .. وغباء الإعلام المصري كالمعتاد الذي ناقش المسألة محلياً فقط فأظهر كل رموزه المثقفين الناضجين – حتى الوقورين منهم – حانقين صارخين .. هذا طبعاً حقهم .. لكن ألم تسأل نفسك كيف ستظهر الصورة ؟ .. اعمل (zoom out) بلغة السينما وشوف الصورة من برة ..
في رأيي أن ثلث المشكلة مع الجزائر ؛ بينما ثلثيها عندنا هنا في مصر .. حالة الغليان والثورة في مصر تضاعفت بعدما اكتشف الشعب المصري أن حكومته لم تعبأ به ولم تثأر لحقه .. وأن المواطن المصري "هان على حكومته فهان على الجميع" كما قال إبراهيم عيسى .. انتظر المصريون تحركاً رسمياً فلم يتم .. تابعوا خطاب الرئيس فوجوده لا يغني ولا يسمن من جوع .. تظاهر المواطنون بشكل سلمي في مصر احتجاجاً فتم اعتقالهم ..
هذا كله ضاعف من كرههم للجزائريين على سبيل (فشّ الغل) ..
وأتفق مع د. جلال أمين تماماً هنا عندما قال : إن الحماس الشديد قبل المباراة وأثناءها وبعدها ليس سببه الحب الشديد للوطن، بل سببه هو نفس هذه الظاهرة التى أتكلم عنها: ظاهرة الجماهير الغفيرة. الحماس يشتد لمجرد أنك أصبحت جزءا من جماعة كبيرة جدا، والصياح يعلو لأنك ترى وتسمع آلاف من الناس يقومون بالصياح مثلك، والزمامير تشتد لأنك تعرف أنك واحد من آلاف الزمارين والطبالين


وكالعادة في النقاشات التي تابعتُها هنا وهناك بخصوص العرب وردود الفعل : افتقار تام للغة الحوار ، وانعدام المنطق ، ومنتهى الهمجية في الأسلوب ، وانسياق تام مع الموجة .. أنا ضد التعميم ، لذلك كرهت بعنف لهجة "كفايانا عروبة وأخوة ما دام ده اللي بيجيلنا من وراها" .. من يقول هذا الكلام هل يعي حقاً ما يقول ؟ هل يعرف حجم المصيبة التي يروّج لها ؟
يا أهل مصر لنا حق .. فلا تضيعوه بغضبكم وسخطكم الزائد .. لأهالينا الذين ضربوا وأهينوا في السودان حقوق ، و رد اعتبار واجب .. فلا تردوا على السباب بالسباب .. وأرجوكم كفانا ترديداً لنغمة "مصر عملت وسوت وانتوا لحم كتافكو من خيرنا" .. إن ما فعلته مصر لكل دول العرب كان واجبها باعتبارها الشقيقة الكبرى لهم سواء شاء الكل أم أبى .. إن مصر لم تفعل ما فعلته لكي تُباهي به بعد ذلك كما نفعل الآن ، فلا تُتبِعوا إحسانكم بالمن والأذى ..
الشقيقة الكبرى عندما تُذكّر الكل دوماً أنها الشقيقة الكبرى ؛ فهذا يعني أن الشقيقة الكبرى تعاني من مشاكل نفسية !
أجل طبعاً سيظل العرب على اليوتيوب والفيسبوك يسبون مصر ويسيئون لها .. لكن نظرة واحدة بسيطة منك لـ لغتهم في التعبير تجعلك تدرك أنهم مجموعة من الرعاع لا خطر منهم ولا ضرر .. لنا أخوة عرب يهيمون عشقاً بمصر ويدافعون عنها فلا تصدوهم هكذا.

ما هو موقفي النهائي من هذا كله ؟

أنا غاضب بسبب الانتهاكات التي حدثت للمصريين في السودان ولن أهدأ حتى أرى الضرر يصيب من فعل هذا من همج الجزائر .. وانا ساخط على سياسة دولة الجزائر التي دعمت هذا كله وأطلقت البلطجية من سجونها ليتم شحنهم للسودان ليفعلوا بنا ما فعلوا ..
وفي نفس الوقت لا أخفي غضبي الشديد من تمزيق معنى العروبة في الآونة الأخيرة والفصل التام الغريب الذي حدث بين انتمائنا لمصر وبين كوننا عرب أشقاء .. أثار جنوني ما تكتبه عنا إسرائيل ساخرةً في صحفها !

لذلك .. أنا مع مقاطعة كل ما يمثل الجزائر (رسمياً) بسبب موقف حكومتها العدائي حتى نحصل على رد اعتبار .. لكني لا أحمل في قلبي ضغينة لشعب الجزائر ولمثقفيها .. قرأت الكثير من تعليقات أهل الجزائر الذين يؤكدون أنه لا علاقة لهم بما حدث ويعيشون حالة اكتئاب بسببه ..
ولن أصرف انتباهي أكثر من هذا لقضية كهذه نالت أكثر بكثير من حجمها بسبب إعلام غبي مضلل ..

ورداً على السؤال المهم والأساسي في القضية : نعم .. انا مصري عربي .. ولا أستطيع العيش بغير الصفتين .

ثمة أمنية صادقة أخيرة من قلبي لكل مشجعي الجزائر الذين أهانونا في السودان : أتمنى أن أرى في القريب العاجل كل واحدٍ منهم مستريحاً في جلسته تماماً كما سليمان الحلبي في آخر لحظات حياته !

هذه كلمتي النهائية في الموضوع الذي لن أفتحه ولن أعبأ به بعد اليوم !

أحمد صبري غباشي

الأحد 22 نوفمبر 2009
http://www.facebook.com//note.php?not...

أحمد صبري غباشي
 •  6 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 22, 2009 07:24 Tags: أحمد, بين, صبري, صواب, على, غباشي, كلتاهما, ما, موجتين

كيف تكون مدوِّناً ؟

- هذا المقال كتبته منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام ، وأُعيد نشره هنا نظراً لأنه يناسب أيضاً ما يحدث الآن

(كيف تكون مدوِّناً ؟)

في البدء هل سمعتم عن (عبد الكريم نبيل) ؟! .. أول شخص حاكمه القضاء بتهمة التدوين ؟! .. التدوين .. تلك الظاهرة البريئة التي بدأت تظهر – ثم تجتاح – أوساط المثقفين وأنصاف المثقفين في الوطن العربي على الإنترنت ..
يا لهم من ظالمين ! .. تم الحكم عليه بالرغم من أن السبب تافه للغاية .. لقد كتب (عبد الكريم) في مدونته كلاماً يثور فيه على الأزهر ويسب فيه النبي وأصحابه ، ويحقّر من قيمة شهر رمضان واصفاً إياه بشهر النفاق .. فقط هذا كل ما في الأمر .. ما ذنبه كي يضيعوا من عمره سنيناً أربعة ؟! ..

هل (عبد الكريم) مخبول وأحمق وقذر الفكر والشخصية ويمتاز بسفالةٍ متطورة المستوى ؟! .. نحن معشر المدوّنين لا نعتقد ذلك .. نحن معشر المدونين علينا أن نثور لأجل حق زميلنا المنكوب .. كيف يسمحوا لأنفسهم أن يقيدوا حرية الكلمة ؟!!

وإجابةً لتساؤل الكثير من الحيارى .. هل (عبد الكريم) شخص سيء ؟! ولماذا ثار عليه أهل بيته عندما فعل فعلته وقسوا عليه ؟!
كلا يا أعزاء بالطبع .. (عبد الكريم) هو الانطلاقة الحقيقية .. هو أول الغيث الذي ينذر بقدوم سيل المدوّنين الأحرار الشجعان .. لماذا علينا أن نلتزم بالتقاليد والأعراف على الرغم من أننا لم نخترها ؟! .. لقد فُرضت علينا فرضاً .. وبالنسبة لموضوع أهله فتلك مسائل عائلية لا دخل لنا بها ..

وبهذه المناسبة .. قررنا نحن – معشر المدوّنين – أن نقدم بعض النصائح ..

عزيزي المدوّن .. إليك نصائحنا الذهبية كي تصير واحداً من أفضل المدوّنين العرب قاطبة ..
فقط اتبعها ، وثق أنه بالتنفيذ يأتي إبهار النتائج ..

مبدئياً وقبل أي شيء .. أنت متشائم .. تنعزل عن الناس وترى أن الصداقة الحقيقية تشعّ من شاشة جهاز كمبيوتر ..
كما لابد أن تكون مُعارضاً – بشراسة شديدة – لنظام الحكم في بلدك .. وإن أردتَ التميز فعارض الأنظمة العربية جميعها وسُبّ الشعوب والحكام ..
لن تتحقق فيك الشروط الكاملة ما لم تشعر بالخزي لكونك عربي .. تؤمن بتخلف فكر شعوبنا وفساد عقول شبابنا .. الدنيا مظلمة يا عزيزي . لا محالة ..
لن يتم قبولك بيننا – معشر المدوّنين – ما لم تكن بذيئاً في القول والعمل ..
لكن إياك ثم إياك أن تصدر بذاءتك دون خلفية ثقافية من العيار الثقيل .. استعرض ثقافتك بقدر الإمكان .. لو صرت بذيئاً فحسب فإن هذا يشوّه صورتنا أيها الأحمق ويُظهرنا كـ شتّامين لعانين ..
تحدث في الجنس والسياسة والدين واكسر كل التابوهات ..

إن كنتِ عزيزتي مدوِّنةً أنثى .. فأنتِ تؤمنين بالصداقة المطلقة غير المقيدة بين الولد والبنت طبعاً ..
هل تتحدثين في الجنس بحرية ؟! هل تروين تجاربك بكل جرأة بخصوص من تحرشوا بكِ هنا أو هناك وتصفين الأمر بمنتهى الدقة وتنقلين للقارئ إحساسك وتعليقاتك الفذة بصدد الأمر ؟! .. لا ؟!! .. أنتِ ساذجة بالفعل ولا تدركي أصول التدوين .. هذه أمور بديهية يا حمقاء ولا يجوز أن نتحدث فيها من الأساس لأنها ثوابت .. حاولي أن تكوني صفيقة فتتميزي ويصير لك جمهورك الذي يلتف حولك .. - اشتهاءً لكِ بالتأكيد - ..

لا تنسوا الجانب الرقيق في الأمر .. أنتم دوماً متعجبون مستاءون متقوقعون .. لأن البشر في الخارج غيلان ، وأنتم لستم في مثل شراستهم .. أنتم دوماً متأملون .. تعلّقون وتحللون كل المواقف التي تمر بكم وأتفهها .
شاهدتم رجلاً في الظهيرة يركل حجراً على الرصيف أثناء سيره ؟! .. يا إلهي ! هل الرجل شرس وهمجي إلى هذا الحد ؟! والحجر المسكين .. هل تراه تأذّى ؟! .. لن تتقدم مجتمعاتنا وفيها مثل هذه النماذج !
وكل الحمقى المعتوهين ذوي الأسلوب الفظ الذين يزيحوننا من الطريق عند ركوب المواصلات .. إنهم يجرحوننا ويهينون آدميتنا .. إننا نبكي أياماً متواصلة بسبب فعلتهم هذه ونحتاج لوقت طويل حتى نخرج من حالة الاكتئاب التي سببوها لنا ..
أمس شاهدتم ورقة تطير في الهواء وتسقط في التراب .. تأملوا هذا المشهد العبقري واستخرجوا منه الجوانب المؤلمة .. اكتبوا عن الشعب الجاهل الذي لا يقدر قيمة الأوراق .. هذا بالطبع يشير إلى انعدم الثقافة التام والاستهانة بكل المثقفين والكيانات الثقافية القليلة عندنا ..

يا كل مدوّني العرب .. استمروا فيما أنتم عليه .. ثوروا .. عارضوا وأثيروا الصخب .. حوّلوا حرية الرأي والتعبير إلى مرض ..
حوّلوا التدوين إلى سرطان يسري في جسد ثقافة هذه الأمة .. كوّنوا وجهات نظركم في كل شيء في هذه الحياة حتى لو كان تافهاً لا يستحق .. هذه هي القاعدة الأساسية ..
املئوا صفحاتكم الخاصة على الإنترنت بكتاباتكم الفريدة .. وأثروا حياتنا الثقافية أكثر وأكثر ..

انشروا فكركم الوقح بشأن الدين والسياسة والجنس بكل حرية .. فبهذا وحده – صدقونا – يأتي الإصلاح ..

آه ! .. الإصلاح !
كان من المفترض أن تكون أولى نصائحنا بخصوصه .. لكننا نسينا .. عفواً ..
عموماً تذكروه !

* * * *

هل تعلمون ما المشكلة ؟*
المشكلة أن بعض قراء هذا المقال قد يأخذون الحديث السابق مأخذ الجد ، ويعتبرون هذه النصائح التي أوردتها سلفاً – في محاولة للسخرية والاستهزاء – نصائح حقيقية عليهم العمل بها واتباعها ؛ فأموت أنا في الحال بجلطة في المخ على أقل تقدير !
المشكلة أن (عبد الكريم) هذا قد تم تأطيره داخل إطار بطل ، وهو منه براء ..
المشكلة أن ثمة فئة قذرة من المدوّنين قد شوّهت صورة المدونين جميعاً لتطغى على كتابات أناسٍ في غاية النزاهة والإيجابية ..

والكارثة الحقيقية .. أننا لا زلنا قادرين على تشنيع كل شيء جميل – ثقافي خاصةً – يظهر في حاضرنا ..
وجلّ ما أرجوه أن نكون جميعاً في منأى عن مسئولية ما حدث – وإن كنت لا أعتقد ذلك - .. وألا يكون الارتواء من يد النبي الحبيب – ويكون الارتماء في صدره – حلماً بعيد المنال !

أحمد صبري غباشي


الاثنين - 27 فبراير 2007


---------------------------------------

* طبعاً من الواضح أن معظم ما ورد في المقال لا يعبر عن رأيي الحقيقي وإنما فقط هي محاولة للسخرية من أمثال (عبد الكريم).. ولم أكن أحبذ أن أنوّه لهذا .. لكني أكتب هذا التنويه اتقاءً لسوء الفهم .. فسوء الفهم في هذه القضية بالذات قد يكون سبباً في توجيه اتهامات بشعة لي ! .. كما أنوّه أيضاً أني أتعرض هنا لشريحة بعينها من المدوّنين وليس الجميع طبعاً .


http://www.facebook.com/notes/ahmad-s...
3 likes ·   •  5 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 13, 2009 03:20 Tags: ؟, أحمد, تكون, صبري, غباشي, كيف, مدوِّناً