رأفت رحيم's Blog, page 20

March 4, 2020

الثلاثاء الكبير


فوز جو بيدن بمعظم الولايات أمس دليل على أن لا أحد يريد برني ساندرس. كيف لهذا الاشتراكي الذي يريد أن يحارب الشركات الكبري وشركات التأمين وول ستريت أن يقضي على الراسمالية في عاصمتها الأم. في النهاية سوف يتفق الجميع على هزيمته حتى يفوز جو بيدن بتذكرة الحزب الديمقراطي. هل يستطيع جو بيندن هزيمة ترامب؟ فيروس كرونا لازال منتصرًا. لا نعرف في مصر السبب الأساسي لزيارة وزيرة الصح إلى الصين. لا نعرف عدد المصابين، لا نعرف الخطة القادمة لمواجهة أي مصيبة.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 04, 2020 11:17

February 21, 2020

زوجًا من الأحذية هو أكثر نفعًا من شكسبير كله



[image error]
قال الكاتب الأرجنتيني أرنستو ساباتو:" أنه فى زمن الانقلابات الكبرى يكون الفنان أو الإعلامي أو المثقف الحقيقي عمومًا متمرد تراه الدولة خطرًا يجب إزالته. الدولة ترى أن الفنان وظيفته خدمة مصالحها. مثلًا لقد ثمّن الفيلسوف الصيني كونفوشيوس الفن على قدرة خدمته للدولة. أي أن الفن الذي لا يخدم الدولة لا قيمة له. ولم يسمح أفلاطون إلا للشعر بتمجيد الأبطال الآلهة وفي الدولة منع أي نشاط فني لا يكون ذا نفع لعموم الناس!  نحن إذن لا نستغرب أحوال التطرف التي نشأت فى روسيا. وكان روسو قد أتهم الفن بالفساد وبعدها يطالب سان-جيس بأن يتجسد العقل في الشخص الفاضل وليس الشخص الجميل. وكنسّت الثورة الفن بينما لم تنجب أي كاتب هام حيث أرسلت إلى المقصلة الشاعر الوحيد للعصر في حين كانت المسارح تقدم أعمالا مبتذلة مثل (الزوج الجمهوري) أو (المرأة الجمهورية). وطالب أنصار سان سيمون بفن (مفيدًا اجتماعيا). وتقدميو العالم كله مازالوا يطالبون العمل الفني بخدمة تطور البشرية وتقدمها حتى أن الحال وصلت إلى الحد الذي اعتبر فيه الفوضويون الروس زوجًا من الأحذية هو أكثر نفعًا من شكسبير كله"
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 21, 2020 09:48

February 11, 2020

لورانس داريل عن هنري ميللر





قال لورانس داريل فى حوار له عن هنري ميللر:"إذا صح القول هنري ميللر من اخترعني. لقد منحني الشجاعة كي أواصل الحياة. لم يكن لدي أصدقاء ولم أحب والديّ كثيرًا وعائلتي لأنهم لم يكونوا يهتمون بالأدب ولن يستطيعوا فهمي فى هذا المجال وعندما ننطلق فى مغامرة الكتابة مع الرغبة في إنجاز عمل أصيل، غياب أصدقاء للبوح قد يكون قاتلا.  تعرف قصة اكتشافي لمدار السرطان لميللر. حدث هذا فى كورفو. بعض السياح وجدوا هذا الكتاب مقزز بحيث انهم القوا به فى المراحيض العمومية فى يوم ذهبت لقضاء حاجتي فالتقطت الكتاب .كان علىّ أن أنظفه اولا ثم قرأته فأسرني كليا. فسألت نفسي من هو هذا الحيوان الذي ألف هذا الكتاب الرائع. أرسلت رسالة الكاتب فى محاولة لمعرفة المزيد. وكم كانت دهشتي كبيرة حين توصلت بالجواب. كان هذا بداية صداقة كبيرة علاقة مليئة بالحرارة والسخاء تستجيب بالتمام لضروراتي كفنان. هنري وأنانييس نين حولا جذريا طبيعتي الثقافية كنت قد زرتهما في باريس فنلت هناك امتياز مشاركتهما حياتهما. عندما أفكر فى ذلك اليوم أيضا لا أصدق نفسي. كانت ضربة حظ مستحيلة. لقد منحاني الشجاعة لكي أباشر الرباعية. ماذا كنت سأفعل لولا هذا اللقاء. دون شك كنت سأكتب قصصا صغيرة جدا ورديئة وبلا معنى كليا. نعم معاشرة هنري ميللر وأنانيس نن كانت بالنسبة لي نعمة مباركة
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 11, 2020 09:45

February 3, 2020

سؤال صعب جدًا



أعرف جيدًا أن الأسئلة مؤلمة، ولكل سؤال إجابتان، الإجابة الحقيقية والإجابة الأخرى التي يترجاها صاحب السؤال. وهناك طبعًا أسئلة تطير في مكانٍ مسحور تنتظر حدوث المعجزة وأن نجد لها إجابة شافية ترضي الطرفين. لذلك كانت حروفي قليلة ليس لي وراءها من غاية سوى تلك المجاملة التي نقوم بها عندما نلتقي الماضي كله متجسدًا أمامك. أتذكر جيدًا أن سؤالي لم يكن بكل هذه الصعوبة، مجرد كلمتين وعلامة استفهام التقيتُها صُدفة دون ميعاد لأن - كما علمتنا الحياة - وعود اللقاء دائمًا ناقصة، كثيرًا ما نتبادل العناوين وأرقام التليفونات للترتيب للقاءات نعلم مسبقًا أنها لن تحدث. بعد السلامات وإبداء أشواق فاترة وابتسامات مؤقتة تتأرجح بين المجاملة والرغبة في الهروب، سألتها: - عامله ايه؟ توقعت أن تستخدم الإجابة السهلة المستهلكة التي نسوقها دائمًأ عند الكذب وهي: " الحمد لله. كل شيء على مايرام" لكنها لم تنطق بحرف. هبط علينا صمت مُطلق ونحن نتأمل ضوضاء المدينة التي تحيطنا من كل اتجاه. بدت كأنها تستحضر أبجديات مُستعصية من لغةٍ ميتةٍ لا تجيدها. فجأة، انفرجت أساريرها ورسمت على وجهها ابتسامة لا تُفسّر نبرة صوتها وهي تُجيبينى كمن ظفر بنصرٍ مبين: - عايشه فعل "العيش" في هذه المرحلة هو انتصار يستحق الاحتفال به. لا يهم كيفية العيش ولكنها النجاة. زفير وشهيق وأنفاس يرسم بخارها عدد الدقائق والأيام التي سوف تُشكّل التاريخ المكتوب على شاهد القبر، هنا عاش فلان الفلاني من سنة كذا لسنة كذا. لن يُكتب أبدًا كيف عاش!

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 03, 2020 11:02

January 31, 2020

أن تحيا دون انتظار



الانتظار عقوبة لا تنقضي بزوال التهمة أو اعلان البراءة. نحن في حالة انتظار دائم: ننتظر حدث، لقاء، وداع، حكاية، أو حتى حرف في كلمة عتابأسوأ ما يحدث للإنسان هو الانتظار. تخيل أن تحيا دون انتظار، أن تكون الفعل والمبادرةالانتظار سجن بلا زوّار، بلا شبابيك، بلا أبواب. جدران باردة تموت في تفاصيلها الأحلام وتفقد الأرواح بريقها.يمشي الانتظار متأبطًا ذراع التردد والموتالموت في الأصل خوف، والخوف جُبن، والجبن كان في الأصل انتظار
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 31, 2020 11:10

December 11, 2019

لا يوجد يوم جيّد للفراق #قصة





كان هناك شوقا غير مفهوم عندما جلستْ على مقعدها أمامي. لكني توصلت في لحظة ما إلى أن الشوق ربما يأتي من معرفتنا بأنها المرة الأخيرة.كانت الطاولة بجوار شباك زجاجي كبير. في الشارع، خلف الزجاج، كان هناك حياة وفي المطعم كان الموت يتسلل ببطئ مثل بخار الطعام القائم أمامنا. لم يتحدث أي منا، مجرد محاولات لمضغ الطعام واستهلاك دقائق من الزمن يتم وصفها فيما بعد بمحاولة لم يُكتب لها النجاح.
كلما أردت الانتصار على الصمت الذي يشاركنا الطعام، هربت بنظري إلى الشارع خلف الشباك الزجاجي. قطرات المطر تغسل المباني في همّة ثم تتساقط، بعد أن تفقد عنفوانها، في سكينة جسد يحتضر دون صخب. اشتدت الريح قليلا لتحمل المطر في الهواء قبل أن يصل إلى الأرض وتصنع منه موجات مستديرة. ربما كان الجو الجنائزي بالخارج هو امتداد للموت الذي نتنفسه داخل المطعم، ولكنني نفيت هذا الاستنتاج الساذج في الحال. السماء حيادية لا تشرق شمسها لأفراحنا ولا تُغيم سُحبها لأحزاننا. نحن الأغبياء، نفسر الطبيعة طبقا لأهواء قلوبنا.
قامت من مقعدها بعد أن شخبطت هذه الدقائق في دفاتر العشاق. بكل هدوء، بدأت في لمّ  شعرها للخلف، ومع خصلات شعرها الأسود الطويل، كانت  تُلملم بقايا الزمن وكل ما كان لها هنا، كانت مُصممة ألا تترك خلفها شيئًا لي أتذكرها به.
نظرت إليّ وهي واقفة وأنا جالس مكاني في مظهر المذنب. بدت عملاقة، رغم قِصر قامتها الذي أحبه فيها. أغلقت عيونها الواسعة لثواني لتحتفظ بصورتي وأنا جالس أمامها على مقعد البؤس في انهزام. بالتأكيد سوف تُلقي بصورتي هذه في منطقة غير مؤهلة بالحياة في ذاكرتها التي لا تعرف الصفح أو النسيان. لم أتحرك. اخذت حقيبتها ومظلّة المطر وذهبت. لن تعود أبدًا بعد هذه الليلة.
كان المطر في النهايات عندما ظهر متشرد في الشارع في يده ساندوتش يريد أن يبيعه. يأكل منه جزءا ويقوم بعرض الباقي منه على المارة الذين تأففوا ونهروه وهم يتفادون المطر في استعجال.
تابعت النظر للمتشرد، كلانا يحاول عقد صفقة رابحة بشروط مستحيلة. حاولت حينها استحضار فكرة لامعة وحزينة تناسب حالة الفقدان التي تمت منذ دقائق أو على الأقل تُشعرني بأن كل شيء سيكون على مايرام ولكن شيئًا لم يحدث!دفعت حساب المطعم وذهبت. طبعًا لم أُفكر في احضار مظلة للمطر وكان هذا النسيان تجسيدا ثلاثي الأبعاد لعلاقتنا: هي تخطط وتحسب كل خطوة. كل فعل وكل شيء هو معادلة متساوية الأطراف فيها ربح وخسارة؟ أما أنا فقد نسيت حتى أن أحضرالجاكتب في أسوأ ليالي نيويورك شتاءا
دفعت للمتشرد دولارين وأخذت منه الساندوتش وجعلته الرابح الوحيد في ليلةٍ كلها خسائر. على عتبات المترو وجدت متشرد آخر يستجدي مالًا. تركت له بقايا الساندوتش وركبت أول مترو قادم دون جهة محددة.
جلستُ على أحد المقاعد مُبللًا مثل عصفور خرج لتوّه من بحر الوحل. ثبتُ نظري على قطرات الماء وهي تتساقط من جسدي على أرض المترو ومع كل قطرة مطر تسقط، كان يسقط معها أشياء كثيرة لن تعود.  قطع خلوتي مع تعداد قطرات المطر صوت فتاة كانت تجلس على المقعد المقابل. لم الاحظ جمالها عندما دخلت العربة. قالت:- يا له من يومٍ سيئاتفقت معها :- نعم إنه يوم سيئثم أكملت الجملة لنفسي بصوت خفيض:- إنه يوم سيئ للفراقسألتني:- ماذا قلت؟ لم أسمعكأعدت عليها ما قلته بصوتٍ عالٍ كاد ينتصر على صوت عجلات القطار وهي تضرب القضبان:- إنه يوم سيئ للفراقضحكت وهي تُلملك أشياءها استعدادا للنزول في المحطة القادمة:- لا يوجد يوم جيد لتلك الأشياء. مساءك سعيد
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 11, 2019 09:59

December 2, 2019

الحكاية الحقيقية

لكن الحكاية، الحكاية الحقيقية، لا يعرفها أحد. هي بسيطة وقاسية ويجب أن تثير ضحكنا، ربما تقتلنا من الضحك  لكننا نعرف البكاء فقط، الشيء الوحيد الذي نفعله باقتناع هو البكاء.

- روبرتو بولانيو، ليل تشيلي٢٠١٤ 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 02, 2019 10:05

November 8, 2019

يولد الإنسان قلبًا


يُولد الإنسان قلبًا: مجرد قلب كبير وتفاصيل أخرى صغيرةومع كل يوم على هذه الأرض، تكبُر التفاصيل ويصغر القلب حتى يختفي.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 08, 2019 05:28

November 6, 2019

نحن نكره الحياة


الكفر لا يعني بالضرروة عدم الإيمان بالآلهة أو النبوة أو الشريعة. ولكن الكفر في هذه المرحلة هو شعور مُقيم ربما يعنى عدم المقاومة وفقدان الرغبة في تغير أي شيء. إذا شكلنا كلمة (كفر) إلى (كَفْرُ) فسوف يتغير معناها إلى (ظُلمة الليل واسوداده). عدم إيمان، ظُلمة، يأس، استسلام كلها أبجديّات صائبة لتعريف العالم في هذه اللحظة من عمرنا. تتجسد السذاجة أو حتى العبَط عندما نسأل عن هدف الإنسان من العيش في الحياة في المطلق؟ بناء أسرة، قرية، مدينة، دولة، حضارة؟ مافائدة كل هذا؟
لن نستطيع إصلاح شيء نحن السبب الرئيسي في خرابة. ننعنت بعضنا البعض بكلمة (حيوان) في حالات السباب. الحيوان لا يدعو للحرب والدمار بهدف البناء. لا توجد حرب مقدسة لأنه باختصار كل الحروب جرائم. هناك حروب بلا سلاح أو عتاد أو رصاص. ولكن في النهاية نرى نفس الدم الذي خلقه الله بنفس اللون حتى نعرف أن الدم واحد حتى ولو تعددت أسباب إراقته. نحن نقتل بعضنا البعض بسبب تذكرة قطار، رأي، كلمة، قصة، أغنية، فيلم، كتاب، فستان، طرحة! نجيد خلق أسباب القتل وتبريره بكلمات رنانة. نحن نكره الحياة!
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 06, 2019 06:07

October 30, 2019

! ظل يرقص

وجدته جالسا على عتبات مسرح بيرم التونسى ينظر إلى الجانب الآخر من الشارع حيث كازينو الشاطبى الذى راحت معالمه وأصبح خرابة. صار الكازينو استعارة حقيقية وانعكاسًا ملموسًا لحالته الجديدة، لحية كثة وهندام ضائع وعلى وجهه مسحة حُزن. أخذ يُدندن وهو يرثي الأطلال التي يراها أمامه:
عجبى على بنت بيضة
جايه من بــلاد المغــرب
تقلع وتلبس ..
وتتزوق من المغرب
وجوزها راجل عبيط
بينام من المغـــــرب

ابتسمت له وقبل أن أنطق بحرف، قاطعني شارحًا:

بهذا الموال كان يبدأ المطرب جابر النمر فقرته الغنائية. يقف فى الظلام خلف المسرح، وفى يده الميكروفون الهوائى، يشعل خيال الجمهور الذكورى بمواويل يمكن تأويل معظمها إلى أحلام ومشاهد جنسية. وبعد أن تشتغل الآهات وضحكات السكارى الذين يسخرون من هذا البغل الذى ينام من المغرب، يظهر جابر النمر كالفارس المنتصر، ويسحب خلفه الراقصة سحر حمدى التى كانت تقضى على ما تبقى من عقل فى الرؤس الثملة. جابر كان " مسخناتي" لم يكن هو النجم الأول. كان ظهوره دائما فى الثلث الأول من الليل حيث لا يزال الحضور خفيف.
عندما ينتهى جابر من مهمته فى تسخين الحضور، تخفت الأضواء وتتعدد ألوانها إستعدادا لظهور البدر. شاويش المسرح يصرخ من أعماقه بصوت مُتحشرج: طلع البدر علينا.. طلع البدر علينا….

كان ينظر إلى الكازينو وهو حزين ربما لأن ذكرياته الراقصة تختفي في جدران الكازينو الذي يحتضر أمامه.
واصل كلامه بنفس النبرة الثابتة:

فى الطفولة، كنا ننظر إلى سواد البحر ونرى نقطة مضيئة فى الآفاق البعيدة. كنا نعرف أنها سفينة ونتساءل، كيف لهذة السفينة أن تعرف طريقها فى الظلمات؟ كانت الفنانة شفيقة كتلك السفينة، واثقة، ثابتة عندما تظهر على المسرح. تحمل الميكروفون فى يد، وفى يدها الأخرى سيجارة حشيش أطول من ليل المظلوم. موسيقى جابر النمر وأغانيه كانت مثل ذلك الشعور الذى يعتريك بعد أن تشرب كأس ويسكي رخيص، خبطة مفاجأة فى الرأس ثم تهدأ بعدها ممسكا برأسك شاكياً من مُرّ الصداع. أما شفيقة فكانت مثل سيجارة الحشيش الفاخر، تطير بك بين السحب إلى عوالم. تبدأ شفيقة طقوسها على المسرح بأخذ نفس عميق من السيجارة التى لا تنتهى ، ثم تحى الحضور والجمع السعيد. تبتسم لذلك الأستاذ الجالس هناك، تبعث بقبلة هوائية طائرة لهذا المعلم الواقف بعيدا. ثم تبدأ تتنحنح قليلا، تغمض عيناها إعجاباً عندما يبدأ عازف الأكورديون فى لعب نغم عفوى حزين. يرد عليه عازف الكمنجة بنغم أكثر بؤسا. دائما وابدأ سأعشق الأكورديون والكمنجة. يوما ما سيأتى عالم موسيقى ليكشف لنا العلاقة بين البحر والكمنجة والأكورديون وتعاسة العُشاق.

فجأة يهدأ المكان ولا تسمع سوى أنين الكمنجة عندما يضاجع نغم الأكورديون على موجات البحر، وتبدأ شفيقة :
دق الهوى دقة
فتحت له الشقة
سألنى قال خالى؟
أنا قلت له لأه
بعد اللى هنانى
احب من تانى؟
دى حتى مش لايقه
دق الهوى دقة

كازينو الشاطبى كان بهجة رخيصة بالنسبة لي، انظر إليه الآن. يقول الناس، أن رجل أعمال اشتراه حتى يعيد ترميمه وافتتاحه. لكنه ضحك على الحكومة وتركه مُهمل حتى يقع ويبنى مكانه عمارة أو برج سكنى قبيح. القُبح دائما ينتصر!

صمت فجأة وكأنه يستحضر الذكريات من أعماق البحر الساكن أمامنا. بدت آلاء إبتسامة واهنة تشق طريقها بصعوبة في مساحات الحزن الذى يحتل وجهه. قام من جلسته مستندا على عصاه، وأخذ يرقص فى منتصف الشارع بدون موسيقى. وظّل يرقص!

نيويورك- 2014
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 30, 2019 14:29