أصعب ما يواجه الانسان في وجوده المحدود المؤطر بقدره رؤيته اهتزاز كل ما نشأ عليه هكذا تسري الغربة
تكتمل الفجوة بين المرء وبين ما يحيطه ما يتحرك فيه ما يتنفسه من هواء ما يطالعه من وجوه تغيب عنه ملامحها مع انه ظل يطالعها عمره كله
ما يصله بالآخرين يهن ,يضعف ,حتى يصل الى لحظة بعينها يتمنى عندها المفارقة بل ويسعى الى اكتمالها فبتغير الأماكن وزوال المعالم وافتقاد الصحبة وضياع العلامات وتداخل الاشارات يصبح ما يدل على الغرب جواز مرور الى الشرق
لكل منا مدينته وماعليه الا بذل الجهد لاكتشافها اما بالرحيل اليها و الولوج فيها واما يتمثلها واستحضارها البعض يفني عمره من اجل دخولها ولا يصل الى تحقيق ذلك وقلة يستدعونها اليهم ويفنون كل ما يشكلها من عناصر وموجودات
ولو اطلع البصر على الجنين فسيفنى وبعد الميلاد يصبح شرط الحياة في الغياب نقيضا لتمام الظهور واستمرار التوالي حتى يتم الرحيل الأبدي وما بين اختفاء ندرك بعضه- حيث يستقر الجنين -وغياب نجهله- يكون له التجهيز- يجري السعى تماما مثل العمارة فكل بناء الى اختفاء مهما طال ظهوره