رسالة إلى الجنرال فرانكو Quotes
رسالة إلى الجنرال فرانكو
by
Fernando Arrabal796 ratings, 3.97 average rating, 208 reviews
رسالة إلى الجنرال فرانكو Quotes
Showing 1-12 of 12
“وبعد شهور وفي عام 1946 استجدّ حدثٌ سياسيٌّ آخر، الحدث الذي أذكره بكثيرٍ من المشاعر. نُظِّمَ حينها استفتاءٌ لا أذكر سببه وتمّ اعتقال جميع من قاد حملات الامتناع
عن التّصويت أو التّصويت (بلا).
في ذلك الوقت وخلال أسابيع قليلة كانت البلاد مدعوّةً بأسرها وفق الحملة الرسميّة "صوّت بنعم".
وبشكلٍ طبيعيّ لم يتجرّأ أحدٌ حتّى في سرّه أن يقترح الرّفض.
في شارع ماديرا وبالقرب من منزلي، كان ثمة مركز للتصويت تماماً في الشّارع المقابل.
في صباح الاستفتاء قرب مكتب التّصويت كان طابورٌ لا يُصدّق يملأ الطّريق.
جميع هؤلاء الرجال والنّساء من الأحياء الشّهيرة (بيث سان روكيه.. إلخ) اصطفّوا كلٌّ مع بطاقته الانتخابية مرئيةً بوضوح تقول: (نعم).
كيف لي أن أنسى التّعابير المرتجفة لجيراني الذين كانوا يخشون عدم الوصول إلى التّصويت.
حرّك ذعر هشاشتهم في نفسي مشاعر المهانة، يريدون الهرب من عقابٍ كانوا سيتلقونه (بحسب معلوماتٍ رسميّة تدور من فمٍ لآخر) أناسٌ مساكين!..
كبارٌ كِبَرَ الأرض ومهدّدين بقدر هذا الكِبَر.
هكذا كانت السّياسة تتداولُ باسمك في إسبانيا.
كان الجميع حزينين، غريبي الأطوار. نقاشاتٌ حول تواطؤ الماسونية- الليبرالية- اليهودية- الديمقراطية- الماركسية- الاعتداءات الرافضة للأجانب- الانكليز- الروس
الملحدون وغيرهم.
في مناخ الانتقام والخوف والكذب هذا خرجنا إلى الحياة.
منعت علينا كل أشكال النّقد.”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
عن التّصويت أو التّصويت (بلا).
في ذلك الوقت وخلال أسابيع قليلة كانت البلاد مدعوّةً بأسرها وفق الحملة الرسميّة "صوّت بنعم".
وبشكلٍ طبيعيّ لم يتجرّأ أحدٌ حتّى في سرّه أن يقترح الرّفض.
في شارع ماديرا وبالقرب من منزلي، كان ثمة مركز للتصويت تماماً في الشّارع المقابل.
في صباح الاستفتاء قرب مكتب التّصويت كان طابورٌ لا يُصدّق يملأ الطّريق.
جميع هؤلاء الرجال والنّساء من الأحياء الشّهيرة (بيث سان روكيه.. إلخ) اصطفّوا كلٌّ مع بطاقته الانتخابية مرئيةً بوضوح تقول: (نعم).
كيف لي أن أنسى التّعابير المرتجفة لجيراني الذين كانوا يخشون عدم الوصول إلى التّصويت.
حرّك ذعر هشاشتهم في نفسي مشاعر المهانة، يريدون الهرب من عقابٍ كانوا سيتلقونه (بحسب معلوماتٍ رسميّة تدور من فمٍ لآخر) أناسٌ مساكين!..
كبارٌ كِبَرَ الأرض ومهدّدين بقدر هذا الكِبَر.
هكذا كانت السّياسة تتداولُ باسمك في إسبانيا.
كان الجميع حزينين، غريبي الأطوار. نقاشاتٌ حول تواطؤ الماسونية- الليبرالية- اليهودية- الديمقراطية- الماركسية- الاعتداءات الرافضة للأجانب- الانكليز- الروس
الملحدون وغيرهم.
في مناخ الانتقام والخوف والكذب هذا خرجنا إلى الحياة.
منعت علينا كل أشكال النّقد.”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
“كنت أعيش في مدريد في عام 1946حين كنت في الرابعة عشرة من عمري، وفي أحد الأيام الصاحية في مدرسة سان أنطون قال لنا أستاذ التّربية القومية (الإلزامية) هذا
الشّخص الذي كان يحاول أن يجعل منّا جميعاً فاشيين:
يجب أن نخرج في مظاهرةٍ "لدعم إسبانيا" في وجه الأمم المتّحدة، التي طلبت مقاطعة البلاد، قال إننا سنذهب مع "كل سكّان مدريد إلى ساحة الشّرق".
وتحت وطأة العقاب الحاد، مصطفّين، وضعونا في تشكيلاتٍ لنمضي نحو هذه السّاحة.
وبدلاً من الذّهاب مباشرةً جعلنا من كان يقودنا ويحرسنا نمرّ من ساحة كولون، لسيبيليس لساحة القلعة.. إلخ.
لاحقاً، فهمت لماذا علينا قطع كلّ هذه المسافة: لتعجّ مدريد بأسرها بالمواكب "العفوية".
أرغمونا على الهتاف عالياً بشعاراتٍ لم نفهم معظمها على الإطلاق.
والمعجزة هي أنني أيها الرئيس أذكر بعضها إلى الآن:”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
الشّخص الذي كان يحاول أن يجعل منّا جميعاً فاشيين:
يجب أن نخرج في مظاهرةٍ "لدعم إسبانيا" في وجه الأمم المتّحدة، التي طلبت مقاطعة البلاد، قال إننا سنذهب مع "كل سكّان مدريد إلى ساحة الشّرق".
وتحت وطأة العقاب الحاد، مصطفّين، وضعونا في تشكيلاتٍ لنمضي نحو هذه السّاحة.
وبدلاً من الذّهاب مباشرةً جعلنا من كان يقودنا ويحرسنا نمرّ من ساحة كولون، لسيبيليس لساحة القلعة.. إلخ.
لاحقاً، فهمت لماذا علينا قطع كلّ هذه المسافة: لتعجّ مدريد بأسرها بالمواكب "العفوية".
أرغمونا على الهتاف عالياً بشعاراتٍ لم نفهم معظمها على الإطلاق.
والمعجزة هي أنني أيها الرئيس أذكر بعضها إلى الآن:”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
“في هذا الزمن وفي كلّ السّجون كان المعتقلون يصيحون وكانت صيحاتهم جزءاً من يومياتهم الاعتيادية، فظروف الاعتقال كانت "دانتسكية".
وفي أحسن حالاتها كانت لا تطاق بالنّسبة لإنسان متحضّر.
فأنا كنت قد تبادلت الحديث مع معتقلٍ سابق وبعض المعارف المشتركين، أخبروني عن المعسكرات والمعتقلات في ذلك الوقت.
في الوقت الذي كان فيه العالم، منشغلاً بالحرب العالميّة، ناسياً إسبانيا وآلامها في السّجون دون أية رقابة، هذا الرجل عاش في ظروفٍ لا إنسانية في أوقاتٍ استقبلت
فيه السّجون خمسين ضعفٍ عن طاقتها الاعتيادية.
كلّ واحدٍ له بالكاد ثلاثين سنتيمترا، المئات في الممرات يلتصق أحدهم بالآخر دون حراك لألّا يوقظ جيرانه.
ومن حينٍ لآخر يغيرون وضعياتهم كلّما تأوّه أحدهم.”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
وفي أحسن حالاتها كانت لا تطاق بالنّسبة لإنسان متحضّر.
فأنا كنت قد تبادلت الحديث مع معتقلٍ سابق وبعض المعارف المشتركين، أخبروني عن المعسكرات والمعتقلات في ذلك الوقت.
في الوقت الذي كان فيه العالم، منشغلاً بالحرب العالميّة، ناسياً إسبانيا وآلامها في السّجون دون أية رقابة، هذا الرجل عاش في ظروفٍ لا إنسانية في أوقاتٍ استقبلت
فيه السّجون خمسين ضعفٍ عن طاقتها الاعتيادية.
كلّ واحدٍ له بالكاد ثلاثين سنتيمترا، المئات في الممرات يلتصق أحدهم بالآخر دون حراك لألّا يوقظ جيرانه.
ومن حينٍ لآخر يغيرون وضعياتهم كلّما تأوّه أحدهم.”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
“حتّى الأعياد ضُرّجت بالدماء وكلّلت بالموت:
في المواكب المقدسّة، أوهمتم العذراء بقدرتها على صنع المعجزات، واضعين حماماتٍ لا تطير على قدميها من شدّة قوّة العذراء الروحية، في حين دير أنكم في الحقيقة
كنتم تثقبون عيون الطيور المسكينة بالدبابيس وتقطعون أعصاب أجنحتها فتترنّح الطيور المسكينة عمياء مذعورة عند قدمي صورة.
هذا الزّمن لا يمكن إنكاره حين ادّعت أجهزة استخباراتك أن العذراء كانت قد غطّت بعباءتها السّحرية عبور مرتزقتك من مضيق جبل طارق.
وفي الواقع: جنود هتلر من قاموا بتأمينهم.
هذا كان جوّ الكراهية والخوف والكذب الذي عشنا فيه خلال سنين الحرب الثلاثة.
وإن (انتصاراتك الدّائمة) أحكمت السّياج حولنا بسكاكينها البكماء لتزيد من عزلة إسبانيا.”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
في المواكب المقدسّة، أوهمتم العذراء بقدرتها على صنع المعجزات، واضعين حماماتٍ لا تطير على قدميها من شدّة قوّة العذراء الروحية، في حين دير أنكم في الحقيقة
كنتم تثقبون عيون الطيور المسكينة بالدبابيس وتقطعون أعصاب أجنحتها فتترنّح الطيور المسكينة عمياء مذعورة عند قدمي صورة.
هذا الزّمن لا يمكن إنكاره حين ادّعت أجهزة استخباراتك أن العذراء كانت قد غطّت بعباءتها السّحرية عبور مرتزقتك من مضيق جبل طارق.
وفي الواقع: جنود هتلر من قاموا بتأمينهم.
هذا كان جوّ الكراهية والخوف والكذب الذي عشنا فيه خلال سنين الحرب الثلاثة.
وإن (انتصاراتك الدّائمة) أحكمت السّياج حولنا بسكاكينها البكماء لتزيد من عزلة إسبانيا.”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
“ما أكثر الّذين خسروا حياتهم بصمت التّرباس وسحقهم النّسيان وكأنّهم قاطرةٌ دون ذاكرة.
رجالٌ ابتلعتهم الأرض إلى الأبد ولم يبقَ لهم أثرٌ في أيِّ قوس نصر، في أيٍّ من كتب التاريخ، ولا حتى في ذاكرتنا.
ماتوا وهم يصرخون: (فلتحيا الحريّة)، هؤلاء هم الّذين لم يتكلم عنهم أحدٌ أبداً. فيبقى استشهادهم مخفيّاً من قِبل عائلاتهم خوفاً من القمع فيتلاشى من الذّاكرة.
هؤلاء هم آباء الكثيرين من رجال جيلي، جيل ما بعد فرانكو.
نعم، صحيح أن علينا نسيان كلّ هذا كما يُقال الآن... ولكنّي لا أنساه .”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
رجالٌ ابتلعتهم الأرض إلى الأبد ولم يبقَ لهم أثرٌ في أيِّ قوس نصر، في أيٍّ من كتب التاريخ، ولا حتى في ذاكرتنا.
ماتوا وهم يصرخون: (فلتحيا الحريّة)، هؤلاء هم الّذين لم يتكلم عنهم أحدٌ أبداً. فيبقى استشهادهم مخفيّاً من قِبل عائلاتهم خوفاً من القمع فيتلاشى من الذّاكرة.
هؤلاء هم آباء الكثيرين من رجال جيلي، جيل ما بعد فرانكو.
نعم، صحيح أن علينا نسيان كلّ هذا كما يُقال الآن... ولكنّي لا أنساه .”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
“هناك رجال حُكِمَ عليهم بالإعدام مراراً، فكيف سيتّسع جدار قبرٍ لهذه الإعدامات.
أو خذ مثلاً حالة رجلٍ حُكِمَ بالإعدام في محكمةٍ عسكرية بتهمة قتل راهب القرية حيث كانت محاكمته المختصرة على وشك التنفيذ حين اقتحم قاعة المحكمة كاهنٌ قال
للقضاة أنه الرّاهب المزعوم وأنه لم يكن قد قُتل في المنطقة الحمراء بفضل تدخّل المتّهم لإنقاذه، التأمت المحكمة للتداول مجدداً وبعد لحظات صدر حكمها الجديد:
تخفيف الحكم من الإعدام إلى السّجن المؤبّد (تقديراً له).
فإن رجلاً استطاع إنقاذ راهبٍ في المنطقة الحمراء يستحقُّ قضاء ما تبقّى من حياته في السّجن.”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
أو خذ مثلاً حالة رجلٍ حُكِمَ بالإعدام في محكمةٍ عسكرية بتهمة قتل راهب القرية حيث كانت محاكمته المختصرة على وشك التنفيذ حين اقتحم قاعة المحكمة كاهنٌ قال
للقضاة أنه الرّاهب المزعوم وأنه لم يكن قد قُتل في المنطقة الحمراء بفضل تدخّل المتّهم لإنقاذه، التأمت المحكمة للتداول مجدداً وبعد لحظات صدر حكمها الجديد:
تخفيف الحكم من الإعدام إلى السّجن المؤبّد (تقديراً له).
فإن رجلاً استطاع إنقاذ راهبٍ في المنطقة الحمراء يستحقُّ قضاء ما تبقّى من حياته في السّجن.”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
“لكنّ ذاك التّسامح البنّاء الذي تشرّبته العصور الوسطى كان مصيره الزوال بوحشية.
أتى ملوك الكاثوليك وطردوا اثنين من الأديان الثلاث، فرضوا اعتناق المسيحية بالدم والنار لإفناء اليهود والمسلمين.
بدأت الليلة الأكثر سواداً في تاريخ إسبانيا، اشتعلت محارق الاستبداد ولم ينطفئ تعصّبهم اليساريُّ وعمّ صمتٌ من زهورٍ متكلّسةٍ، من قضبانٍ لا نهائيةٍ وكأنها
سرب من العناكب في أدمغتنا.
ومازال الناس في إسبانيا يتعفّنون في الزّنازين لأنهم أبدوا رأياً، وبسبب البوح بمثاليةٍ تحرق قلوبهم رغبةً صادقةً بنظامٍ مختلف.”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
أتى ملوك الكاثوليك وطردوا اثنين من الأديان الثلاث، فرضوا اعتناق المسيحية بالدم والنار لإفناء اليهود والمسلمين.
بدأت الليلة الأكثر سواداً في تاريخ إسبانيا، اشتعلت محارق الاستبداد ولم ينطفئ تعصّبهم اليساريُّ وعمّ صمتٌ من زهورٍ متكلّسةٍ، من قضبانٍ لا نهائيةٍ وكأنها
سرب من العناكب في أدمغتنا.
ومازال الناس في إسبانيا يتعفّنون في الزّنازين لأنهم أبدوا رأياً، وبسبب البوح بمثاليةٍ تحرق قلوبهم رغبةً صادقةً بنظامٍ مختلف.”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
“إن كلماتي في هذه الرسالة كانت لتأتيك من أغلبية الإسبان لو لم تكن أفواههم مقفلة.
هذا ما يتداوله الشعراء في الخفاء لكنّهم لا يفصحون عمّا تصرخ به قلوبهم.
يجازفون بالسجن ومن أجل هذا رحل الكثيرون .”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
هذا ما يتداوله الشعراء في الخفاء لكنّهم لا يفصحون عمّا تصرخ به قلوبهم.
يجازفون بالسجن ومن أجل هذا رحل الكثيرون .”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
“فخامة الرئيس:
أكتب لك هذه الرسالة مع الحب، دون أدنى درجات الكره أو الحقد، رغم أنه عليّ القول أنك الرجل الذي تسبب لي بالأذى كما لم يفعل أحدٌ قط.
أخاف أن أشرع لك بالكتابة، وأخشى أن تكون رسالتي المتواضعة هشّةً فلا تصل إلى حضرتك ولا تقع بين يديك.
أعتقد أنك معذّبٌ بلا حدود، ففقط الإنسان المقهور يستطيع فرض القهر من حوله.
الألم يتملكك، ليس كرجلٍ سياسيٍ وعسكريٍ فحسب، بل وفي انحرافك أيضاً: أنت ترسم حطام السّفن ولعبتك المفضّلة هي قتل الأرانب والحمام وسمك التّونة.
كم من جثّةٍ في سجلّك؟.. في "أستوريا" وأفريقيا وفي الحرب الأهلية ومابعدها!....
حياتك متّشحةٌ بالحداد. أتخيّلك محاطاً بحمام بلا أرجل، بأكاليل سوداء، بأحلامٍ تطحن الدم والموت.
أتمنى أن تتحوّل، تتغيّر، أن تنقذ نفسك. أن تكون بالأحرى سعيداً في النهاية، أن تهجر عالم القمع والضغينة، وتقلع عن السّجن وعمّن حولك من أشرارٍ وأخيار.
ربما هناك أملٌ ضئيلٌ بأن تسمعني. عندما كنت صغيراً اصطحبوني إلى حدثٍ رسميٍّ كنت تترأسه، وصلت يومها بين التصفيقات والهتافات وخرجت فتاةٌ صغيرةٌ طيّعةٌ لتقدّم
لك الزهور، ثم بدأت بإلقاء قصيدةٍ كانت قد تدرّبت عليها ألف مرّة، وفجأةً أجهشت الفتاة بالبكاء، فداعبت وجنتها وقلت لها: لا تبكِ لا صغيرتي فأنا رجل أمامك ككلِ الرّجال.
فهل يعقل أن هناك ما يثير السّخرية أكثر من كلماتك؟..”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
أكتب لك هذه الرسالة مع الحب، دون أدنى درجات الكره أو الحقد، رغم أنه عليّ القول أنك الرجل الذي تسبب لي بالأذى كما لم يفعل أحدٌ قط.
أخاف أن أشرع لك بالكتابة، وأخشى أن تكون رسالتي المتواضعة هشّةً فلا تصل إلى حضرتك ولا تقع بين يديك.
أعتقد أنك معذّبٌ بلا حدود، ففقط الإنسان المقهور يستطيع فرض القهر من حوله.
الألم يتملكك، ليس كرجلٍ سياسيٍ وعسكريٍ فحسب، بل وفي انحرافك أيضاً: أنت ترسم حطام السّفن ولعبتك المفضّلة هي قتل الأرانب والحمام وسمك التّونة.
كم من جثّةٍ في سجلّك؟.. في "أستوريا" وأفريقيا وفي الحرب الأهلية ومابعدها!....
حياتك متّشحةٌ بالحداد. أتخيّلك محاطاً بحمام بلا أرجل، بأكاليل سوداء، بأحلامٍ تطحن الدم والموت.
أتمنى أن تتحوّل، تتغيّر، أن تنقذ نفسك. أن تكون بالأحرى سعيداً في النهاية، أن تهجر عالم القمع والضغينة، وتقلع عن السّجن وعمّن حولك من أشرارٍ وأخيار.
ربما هناك أملٌ ضئيلٌ بأن تسمعني. عندما كنت صغيراً اصطحبوني إلى حدثٍ رسميٍّ كنت تترأسه، وصلت يومها بين التصفيقات والهتافات وخرجت فتاةٌ صغيرةٌ طيّعةٌ لتقدّم
لك الزهور، ثم بدأت بإلقاء قصيدةٍ كانت قد تدرّبت عليها ألف مرّة، وفجأةً أجهشت الفتاة بالبكاء، فداعبت وجنتها وقلت لها: لا تبكِ لا صغيرتي فأنا رجل أمامك ككلِ الرّجال.
فهل يعقل أن هناك ما يثير السّخرية أكثر من كلماتك؟..”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
“أنا لست سوى منفيٍّ مشوّش خارج أرضي، بعيدٍ عمّا أحب وأرغب.
لذا فلا لن أكون كبش الفداء، كوالدي.
أنا فقط أريد الحياة، إلى حين ترغب آلهة الخبز.”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
لذا فلا لن أكون كبش الفداء، كوالدي.
أنا فقط أريد الحياة، إلى حين ترغب آلهة الخبز.”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
“لا أعتقد أن ثمة هناك حياةٌ يمكن مقارنتها بحياة والدي، أو "نادجا"، فكلاهما اختفوا في شتاء (1940-1941) عندما كانا في الثامنة والثلاثين من العمر.
كلاهما
أمضى أيامه الأخيرة محبوساً في مشفى المجانين، وفقط قبل النهاية بقليل، كانا مقيدي الأيدي طوال الأربع وعشرين ساعةً الأخيرة بقيودٍ قويةٍ ورطبة.
في ذلك الشتاء
القارس كانت "ليل البيتينيسية" وبروغوس الفرانكوية مغطاتين بالثلوج، ولم تتوفّر التدفئة في أيٍّ من المشفيين. فألم يكن السجن خيرٌ لهما؟..”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
كلاهما
أمضى أيامه الأخيرة محبوساً في مشفى المجانين، وفقط قبل النهاية بقليل، كانا مقيدي الأيدي طوال الأربع وعشرين ساعةً الأخيرة بقيودٍ قويةٍ ورطبة.
في ذلك الشتاء
القارس كانت "ليل البيتينيسية" وبروغوس الفرانكوية مغطاتين بالثلوج، ولم تتوفّر التدفئة في أيٍّ من المشفيين. فألم يكن السجن خيرٌ لهما؟..”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
“لا، لا أريد أن أكون كبش الفداء، كما كان والدي.
ومن أنا لأحكم؟... . كما يقول لي البعض، من أنا لأسامح؟... .
لست جديراً بالغفران. وفي الواقع: لست جديراً بشيء.
أنا أطلب الشفقة ـ لي على وجه الخصوص ـ أو بالأحرى: أطلب النسيان، ألّا أتذكّر، في النهاية، مشاهد عام 1936 والتي سممّت حياتي.
سأكون سعيداً يوم أقلع عن الكتابة، ويتوقّف شريط ذكرياتي عن عرض الصور البسيطة للمآسي، مآسي الحرب الأهلية.”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
ومن أنا لأحكم؟... . كما يقول لي البعض، من أنا لأسامح؟... .
لست جديراً بالغفران. وفي الواقع: لست جديراً بشيء.
أنا أطلب الشفقة ـ لي على وجه الخصوص ـ أو بالأحرى: أطلب النسيان، ألّا أتذكّر، في النهاية، مشاهد عام 1936 والتي سممّت حياتي.
سأكون سعيداً يوم أقلع عن الكتابة، ويتوقّف شريط ذكرياتي عن عرض الصور البسيطة للمآسي، مآسي الحرب الأهلية.”
― رسالة إلى الجنرال فرانكو
