رحلة التغيير في رحاب سيرة الأمين Quotes

Rate this book
Clear rating
رحلة التغيير في رحاب سيرة الأمين رحلة التغيير في رحاب سيرة الأمين by أمل أحمد طعمة
39 ratings, 4.13 average rating, 9 reviews
رحلة التغيير في رحاب سيرة الأمين Quotes Showing 1-8 of 8
“لسْتُ أعجبُ إنْ دخلَ كافرٌ خيمتَكَ الشَّريفةَ فخرجَ منْها مُؤمِناً مُحِبَّاً، فها أنَذا يا حبيبَ اللهِ قد جئتُكَ مِنْ أرضِ الشَّامِ، مُقْفَلَ القلبِ بعيداً عنْ تلكَ المعاني الرَّاقيةِ، فلم تلبثْ أنوارُكَ المحمَّديَّةُ العلويَّةُ إلا أنْ وصلَتْ إلى هذا القلبِ الأرضيِّ البعيدِ، فأحيَتْ سيرتُكَ قلبي في غضونِ ساعاتٍ دونَ أنْ أحظى برؤيتِكَ الحبيبةِ، فكيفَ لو وقعَتْ عيني على وجهِكَ الحبيبِ؟ وداخلَ نورُكَ صدرِي عنْ قُربٍ ومُشافهةٍ؟
لقد نظرْتُ إلى قلبيَ الآنَ فهو ليسَ على هيئتِهِ يومَ سافرْتُ بالطَّائرةِ، ما أظنُّ أنِّي كنْتُ أحمِلُ قلباً بينَ أضلُعي...الآنَ عرفْتُ قلبي مُنْذُ أبْصَرَتْ عُيوني أسطرَ سيرتِكَ النيِّرةِ، وحاولَتْ روحي تتبُّعَ أنوارِكَ المضيئةِ، وحلَّقَتْ معَكَ في أجوائِكَ السَّماويَّةِ، وكأنِّي كنْتُ على موعدٍ معكَ بالأمسِ.”
أمل أحمد طعمة, رحلة التغيير في رحاب سيرة الأمين
“إنَّ الرّوحَ هي الجزءُ الحيُّ الباقي، أمّا الجسدُ فكأنّهُ وعاءٌ فقط! سُكِبَتْ فيهِ الرّوحُ لأَجَلٍ محدَّدٍ، فما بالُنا نهتمُّ بالجسدِ ومتطلّباتِهِ وهو مُجرّدُ وِعاءٍ أو جسمُ آلةٍ!
لقد غيّرَتْني هذهِ المعرفةُ، إنّي أنظرُ بشكلٍ مغايرٍ تماماً عنْ ذي قَبلُ لطبيعةِ الدّينِ ومكانتِهِ ولحقيقةِ ذاتي، أستشعرُ بروحي وميثاقيَ الأوّلِ، وكأنّها أزالَتْ مِنْ نفسيَ الوهمَ والغفلةَ، فنَشِطَتْ روحي وباتَتْ مركزَ اهتمامي.

إنّي أُشبِّهُ الفِطرةَ وعملَها بعملِ (DNA) الّذي يحتفِظُ بالخواصِّ الوراثيّة، أمّا الفطرةُ فتحتفظُ بـ(الشِّيفرةِ) الأصليّةِ للمَداركِ والمعارفِ الحقيقيّةِ عنِ الكونِ والإلهِ والأخلاقِ الأساسيّةِ الّتي تُوصِلُ للحقِّ وتبني مجتمعاً سليماً.
كما ساعدَتْني هذهِ المعرفَةُ في اجتثاثِ بقايا الغُرورِ والعُجْبِ بما أنعمَ اللهُ على الإنسانِ مِنْ قُدراتٍ وذكاءٍ ونِعَمٍ، فكلُّ هذهِ النِّعَمِ هي مِنَ القُدراتِ الّتي أُودِعَتْ في النّفْسِ بنِسبٍ مُتفاوتَةٍ بينَ الخَلقِ لتؤدِّيَ مَهامَّ محدّدةً، فهي مَحْضُ إفضالٍ مِنَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وليس للعبدِ سوى أنْ يَنسِبَها لخالقِها فيستخدمَها فيما يحبُّ ويرضى، ويجعلَ مِنْ رُوحِهِ وفطرتِهِ المُوجِّهَ لها،
لذلكَ جاءَ الدّينُ ليُساعدَ النّفْسَ في مسحِ غُبارِ الغفلةِ عنْها، لتُشرقَ روحُهُ وتستعيدَ الفطرةُ مكانَها الحقيقيَّ في توجيهِ ذاتِهِ نحو الخيرِ والحقِّ، مؤدِّياً بذلكَ مِيثاقَ العهدِ الأوّلِ بينَ رُوحِهِ وخالقِهِ. فالدّينُ ليس موافِقاً للفطرةِ البشريةِ فَحَسْبُ، بل جاءَ ليحميَها منْ طُغيانِ المادّةِ وظلمِ النّفْسِ وغفلةِ الشّهواتِ، جاءَ ليُوقِظَ الرُّوحَ قبلَ أنْ يصفعَها الموتُ!”
أمل أحمد طعمة, رحلة التغيير في رحاب سيرة الأمين
“أيُّ صدقٍ وأيُّ ثباتٍ! وأيُّ وضوحٍ للهدفِ تهونُ مِنْ أجلِهِ النُّفوسُ والملذّاتُ! وأحدُنا لا يقوى على تركِ عادةٍ اعتادَها أو التَّنازلِ عنْ راحةٍ أو دَعَةٍ... بل لربَّما كانَ ترْكُ القِيَمِ والمبادئِ أسهلَ مِنْ شُربةِ ماءٍ، فيُمكنُ أنْ يلويَ عُنقَ الكلماتِ، فيكذبُ حتّى يظهرَ أمامَ النَّاسِ بمظهرٍ يليقُ بهِ، أو ينسى وعدَهُ لغنيمةٍ أكبرَ، أو لا ينصرُ أخاه خوفَ ضياعِ فرصةٍ أو حدوثِ نقمةٍ.
آلافُ الأمثلةِ الّتي نراها كلَّ يومٍ في كلِّ مكانٍ إلا مَنْ رحمَ ربّي، والبَونُ شاسعٌ يا سيِّدي يا رسولَ اللهِ بينَ ثباتِ أصحابِكَ ومرونةِ أحدِنا في موضعٍ يجبُ الثّباتُ فيهِ، وقد يثبُتُ ويعاندُ في موضعٍ تجوزُ السَّماحةُ والمرونةُ والاجتهادُ فيه.”
أمل أحمد طعمة, رحلة التغيير في رحاب سيرة الأمين
“فِعْلاً أرضُ المدينةِ تعودُ بكَ لآلافِ السّنين مِنْ غيرِ أنْ تأخذَ إذنَكَ،
إنّها تأخذُكَ قَصْراً بلا استئذانٍ إلى أماكنَ تباهَتْ بقدَمِ الحبيبِ المُصطفى صلى الله عليه وسلّم يباركُ ترابَها، و بشجرٍ لامستْ أوراقُه كفَّ الحبيبِ .
أأغبطُكِ أيّتها الأرضُ وأيُّها الشّجرُ والرّملُ والحصى!
شاهدتِ ما فاتَني رؤيتُهُ، وتنعّمْتِ برؤيةِ مَنْ لا أحلمُ بلقياهُ إلا في الجنّة؛ إنّ روحي تستشعرُ هُنا أقدامَ الصّحابةِ وتضحياتِهم ومواضعَ خيولِهم وأصواتَ هتافِهم. ما أجملَكِ يا مدينةَ رسولِ اللهِ.
و ياالله! ما أروعَ وفاءَ الصّحابةِ رضوانُ اللهِ عليهم أجمعِين: " فامضِ لما أردتَ فنحنُ معكَ، فو الّذي بعثَكَ بالحقِّ لو استعرضْتَ بنا هذا البحرَ فخضتَهُ لخضناهُ معكَ"
بمثلِ هذا الوفاءِ ووضوحِ الهدفِ كانَ جوابُهم معَ أنَّ قبائلَ شبهِ الجزيرةِ عموماً ويثربَ خصوصاً لم يخوضُوا بحراً قطّ !
حماسٌ لم يْخبُ عبرَ السّنين بلْ يزدادُ اشتعالاً وتأجُّجاً، لأنّهُ لم يكنْ وليدَ لحظةٍ، بلْ كانَ نتيجةَ تفكيرٍ عميقٍ واقتناعٍ عقليٍّ ثمَّ استقرارٍ في القلبِ، فتحرّكَتْ جنودُ القلب مصدّقةً عمّا عقدَ في القلبِ فاندفعُوا في سبيلِ اللهِ لا تقفُ أمامَهم عقبةٌ.”
أمل أحمد طعمة, رحلة التغيير في رحاب سيرة الأمين
“(لا يؤمنُ أحدُكم حتّى أكونَ أحبَّ إليهِ مِنْ والدِهِ وولدِهِ والنّاسِ أجمعِين) .
فبدونِ هذا الحُبِّ لن تتفجّرَ ينابيعُ العطاءِ وتتحرّكَ الجوارحُ تعبيراً عنْ مكنونِ القلبِ، فيكونَ الولاءُ والاتّباعُ مظهراً مِنْ مظاهرِ الحُبِّ ودليلاً على صدقِ المحبّةِ؛
فلا بدَّ أنْ يعيشَ العقلُ والعلمُ والقلبُ في حضانةِ الحُبِّ وإشرافِهِ وتوجيهِهِ،
ولابدَّ أنْ يُغذّيَ الدّينَ عاطفةٌ قويّةٌ وحبٌّ منبعُهُ القلبُ المؤمنُ الحنونُ،
فإذا تجرّدَ الدّينُ عَنِ العاطفةِ والحُبِّ أصبحَ مجموعةً مِنْ طقوسٍ وأوضاعٍ وأحكامٍ فقدتِ الحياةَ والروحَ والحماسةَ وقوّةَ هذا الحبِّ الّذي صنعَ المعجزاتِ”
أمل أحمد طعمة, رحلة التغيير في رحاب سيرة الأمين
“حول الصحيفة التي سنّ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قانون الدولة الجديدة في المدينة المنورة و التي تعتير بعصرنا ( دستور البلاد) :
===============
وضِعَتِ أوّلُ معالمِ الحياةِ الاجتماعيّةِ لهذهِ الأمّةِ، فهم متساوونَ أمامَ الجميعِ.
(ذمّةُ اللهِ واحدةٌ، يُجيرُ عَلِيَهم أدْنَاهم، والمؤمنونَ بعضُهم مولى بعضٍ منْ دونِ النّاسِ)، متكافلون فيما بينَهم، يشدُّ بعضُهم بعضاً ويطمئنُّ إلى أنَّ إخوانّهُ سيعينُونه، ويأمنُ الغنيُّ بألّا يحقدَ أحدٌ عليهِ أو يحسدُهُ على ثروتِهِ، لأنَّهُ بكلِّ بساطةٍ يمدُّ يدَهُ لأخيهِ في جوٍّ أخويٍّ إيمانيٍّ راقٍ.
ثمّ كفلَ صلى الله عليه وسلم في دستورِ الأمّةِ حرّيّةَ العقيدةِ والدّينِ :
( لليهودِ دينُهم، وللمسلمِينَ دينُهم، مواليهم وأنفسُهم، إلا مَنْ ظَلمَ وأثِمَ، فإنّهُ لا يُوتِغُ إلا نفسَهُ، وأهلَ بيتِهِ).
هذا أوّلُ تطبيقٍ عمليٍّ -في التّاريخِ- لحرّيّة المُعتقدِ والدّينِ، لم يشهدْهُ التّاريُخ مِنْ قبلُ، ولم تعرِفْهُ الشّعوبُ إلّا في ظلِّ الدّولةِ الإسلاميّةِ، ومَنْ يقرأِ التّاريخَ يجدْ صدقَ ذلكَ، فاليهودُ خرجوا مع المسلمينَ عندما غادرَ المسلمون الأندلسَ، خوفاً على أنفسِهم مِنْ نصارى أوربا!”
أمل أحمد طعمة, رحلة التغيير في رحاب سيرة الأمين
“النّفسُ البشريّةُ تألفُ ما اعتادَتْ عليهِ، وتجدُ صعوبةً في التّغييرِ، وهذهِ حقيقة ٌهامّةٌ يجبُ عدمُ نسيانِها، فمعرفتُها تضعُ في حسبانِ المرءِ ألا ييئسَ عندَ أوّلِ فشلٍ، فمِنَ الطّبيعيِّ أنْ يكونَ هذا الصّراعُ النّفسيُّ حتّى ترتاضَ النّفسُ وتقبلَ بالتّغييرِ، لأنَّ رفضَ الجديدِ وغيرِ المعتادِ مِنْ طبيعةِ النّفسِ البشريّةِ. والأمرُ ذاتُهُ، بل ربّما أصعبُ، عندما يريدُ تغييرَ قناعاتِ الآخرينَ أو طريقةِ تفكيرِهم أو سلوكِهم.”
أمل أحمد طعمة, رحلة التغيير في رحاب سيرة الأمين
“إنَّ الرّوحَ هي الجزءُ الحيُّ الباقي، أمّا الجسدُ فكأنّهُ وعاءٌ فقط! سُكِبَتْ فيهِ الرّوحُ لأَجَلٍ محدَّدٍ، فما بالُنا نهتمُّ بالجسدِ ومتطلّباتِهِ وهو مُجرّدُ وِعاءٍ أو جسمُ آلةٍ!
لقد غيّرَتْني هذهِ المعرفةُ، إنّي أنظرُ بشكلٍ مغايرٍ تماماً عنْ ذي قَبلُ لطبيعةِ الدّينِ ومكانتِهِ ولحقيقةِ ذاتي، أستشعرُ بروحي وميثاقيَ الأوّلِ، وكأنّها أزالَتْ مِنْ نفسيَ الوهمَ والغفلةَ، فنَشِطَتْ روحي وباتَتْ مركزَ اهتمامي.
إنّي أُشبِّهُ الفِطرةَ وعملَها بعملِ (DNA) الّذي يحتفِظُ بالخواصِّ الوراثيّة، أمّا الفطرةُ فتحتفظُ بـ(الشِّيفرةِ) الأصليّةِ للمَداركِ والمعارفِ الحقيقيّةِ عنِ الكونِ والإلهِ والأخلاقِ الأساسيّةِ الّتي تُوصِلُ للحقِّ وتبني مجتمعاً سليماً.”
أمل أحمد طعمة, رحلة التغيير في رحاب سيرة الأمين