قضية الأغلبية من الوجهة الشرعية Quotes

Rate this book
Clear rating
قضية الأغلبية من الوجهة الشرعية قضية الأغلبية من الوجهة الشرعية by أحمد الريسوني
127 ratings, 3.51 average rating, 32 reviews
قضية الأغلبية من الوجهة الشرعية Quotes Showing 1-2 of 2
“ودعك ممن يدافع عن حق الأمير في التفرد ومخالفة الجميع، ثم يقول لك: " إن الأمير عندما أعطي هذا الحق في الإسلام، ضربت عليه رقابة الشريعة، وملأت صدره التقوى، وأحاطت به نصيحة العلماء، فليس له سبيل إلى التسلط والطغيان" .

عجيب هذا الكلام، كأن التاريخ لا وجود له، أو كأنه يزدحم بالأمراء تلو الأمراء، الذين تفيض صدورهم بالتقوى، ويستيقظون وينامون على نصائح العلماء، وهم بها محتفون، ومنها وجلون، وأحكام الشريعة نصب أعينهم، وفوق رؤوسهم، لا يقر لهم قرار ولا يغمض لهم جفن حتى ينفذوا أحكامها، ويقيموا حدودها، ويعلوا كلمتها، ويحققوا مقاصدها..

إن ما يذكره الكاتب إنما هو في التاريخ فلتات واستثناءات، وأما الذي يعج به التاريخ فهو عكس هذا تماما؛ ذلك أن إهدار الشورى الملزمة، كان دائما قرين الاستبداد والاستخفاف بالأمة وعلمائها وذوي الرأي فيها، والاستبداد طالما يلد التجبر والطغيان والفساد والسفه.

صحيح أن العلماء لم يفتأوا يبذلون النصح والتنبيه، ويخلصون في بذل الرأي والمشورة، كلما سنحت لهم فرصة لذلك. ولكن هذا ظل دائما ضئيل الأثر، إن كان له أثر، ما دام الأمير يستشير من شاء، ومتى شاء، ويفعل بعد ذلك ما شاء.”
أحمد الريسوني, قضية الأغلبية من الوجهة الشرعية
“وإذا كان الخلفاء الراشدون، وهم أعلم الأمة بأحكام الله تعالى، وبسنن نبيه - صلى الله عليه وسلم - وهم أصلح الناس وأتقاهم، قد أخذوا بمبدأ التشريع الجماعي فيما لا نص فيه، والحال أن مشاكلهم ومستجداتهم، كانت قليلة وبسيطة، والخطب فيها يسير، فكيف بالأزمان اللاحقة والمتأخرة، حيث الأمراء أقل منزلة بمرات ومرات، وحيث المشاكل والنوازل أضخم وأعسر بمرات ومرات.

وأما اليوم فقد أصبح من آكد الضروريات، الاعتماد على الاجتهاد الجماعي، والتشريع الجماعي، والافتاء الجماعي.”
أحمد الريسوني, قضية الأغلبية من الوجهة الشرعية