فانلة داخلية تتسع لعدة أشخاص Quotes

Rate this book
Clear rating
فانلة داخلية تتسع لعدة أشخاص فانلة داخلية تتسع لعدة أشخاص by خالد بيومي
577 ratings, 3.39 average rating, 101 reviews
فانلة داخلية تتسع لعدة أشخاص Quotes Showing 1-2 of 2
“و كعودتي لزمن الشحاتين اللذيذ أتمنى أيضًا أن أعود لزمن المعاكسات اللطيف.. و هو الزمن الذي كان فيه الشاب لو لقى بنت حلوة يا دوب يديها كلمة و نخلص، و يبقى خايف لو حد شافه.. أما اليوم فقد انحرفنا عن مفهوم المعاكسات و صارت محافظة بأكملها على استعداد لقطع تذكرة قطر للحاق بفتاة في مكان آخر..

و أذكر أني في أحد الأيام وجدت فتاة تستنجد بجالسين على مقهى من شباب يطاردونها..فما كان من الجالسين إلا أن قاموا و طاردوا الفتاة بدورهم مع الفتيان... أما صاحب المقهى فقد كان يضرب كفًا على كف_ليس ترحمًا على الأخلاق و القيم و أن الفتاة غلبانه_بل لأن الزباين قاموا من غير ما يدفعوا الحساب..”
خالد بيومي, فانلة داخلية تتسع لعدة أشخاص
“لا أهوى العلاقات الاجتماعية و لا أحب مصادقة الجيران، و لكن في أيام ثورة الغضب اضطررت للتعرف و التودد إلى جاري في الدور السابع كي أستطيع رؤية أحداث الثورة من بلكونته المطلة على الشارع متحملًا في بسالة كثرة أحاديثه المملة عن الثورات لقديمة و شباب الزمن الجميل..

بلكونته تطل على شارع الهرم المليء بالأحداث..موقعٌ استراتيجيّ لرؤية ما يحدث في الشارع الأشهر على الإطلاق..

رأيت كل شيء...

رأيت التظاهرات السلمية و شبابها الرائع... و رأيت مجموعات العنف و البلطجة.. و رأيت أشخاصًا لم يكن لهم همُ سوى حرق كباريهات و كازينوهات شارع الهرم..علمت فيما بعد أن أحد هذه الكباريهات هو ملك للراقصة (لوسي) و التي صرحت بعدها: أن حرق الكباريه الخاص بها هو شيء ميرضيش ربنا على الإطلاق..و أن ( الهشك بشك) شغل محترم و له رسالة سامية لا تقل عن مطالب الثورة..

و وسط هذا رأيت أشخاصًا آخرين يدغدغون محلًا مشهورًا لبيع الخمور..وجوههم تحمل غيظًا رهيبًا..معهم حق فأنا أكره الخمور مثلهم... و لكني ما لبثت أن تراجعت عن إعجابي بعد أن رأيتهم يفتحون زجاجات الخمر و يشربون في نهم.. و أنا أعذرهم بشدة..فهم يحتاجون لنسيان ما حولهم من عنف و فوضى و ضرب و لو لبعض الوقت قبل أن يتابعوا نشاط السرقة من جديد...

و أخيرًا..رأيت دبابات الجيش و مدرعاته و عرباته تدخل شارع الهرم في استعراض لفرض القوة و حفظ الأمن.. رحب الثوار بالجيش ترحيبًا حارًا بينما فر البلطجية..أما الذين كانوا يشربون الخمور فقد سمعت و بصعوبة أعجب حوار...

-- "الصنف ده ممتاز"

--اشمعنى؟

-- بيخليك تشوف دبابات و حركات

-- دي دبابات حقيقية يا بأف مش خيال.. أنا شايف الناس بتشاور لها

-- لا مش معقول تكون حقيقية.. الناس بتشاور للعساكر اللي فوقيها.. إنما هي نفسها مش موجوده

-- يعني العساكر دي ماشيه عالهوا؟؟

-- بالظظظبط يا ابن الهبلة

-- إنت معاك ايه؟

-- كوكا كوستو يوناني.. و أنت؟

-- كوكا كولا مصري

-- قشطة

لم أستطع أن أسمع بقية الحوار و لكني وجدتهم يركضون في فزع بعد أن تأكدوا أنها دبابات و مدرعات و عربات جيش حقيقية.. و لكن ليست مصرية_ هكذا ظنوا_ بل إسرائيلية.. استغلت غياب الشرطة و جاءت لتحتل مصر على الفور...

بمجرد دخول الدبابات و المدرعات إلى الشارع رأيت دموع جاري تنهمر في غزارة.. فقد كان عقيدًا سابقًا في القوات المسلحة و بطلًا من أبطال الحروب.. كان يحكي لي الفارق بين الثورة و الانتفاضة و بين سلطة الجيش و سلطة الشرطة و كيف أنه فقد رجله اليمنى في حرب الاستنزاف و فقد اليسرى في حرب 73 و رغم ذلك كان يلعب الكرة بكل مهارة ليحافظ على رشاقته.. ثم أنه أخيرًا فقد عقله في عصر مبارك قبل أن يصاب بسكتة قلبية تسببت في تفجير رأسه و قضت عليه تمامًا... يعني أنا دلوقتي بكلم المرحوم...
و أذكر أنه بعد عدة أيام من قيام الثورة و بعد أن استتب الأمن قليلًا..جاءت إحدى زميلات العمل في انهيار تام و لما سألناها أخبرتنا أنها أرادت_ككل خلق الله في مصر_ أن تلتقط صورة مع الدبابة الرابضة على (أول الشارع).. ذهبت و طلبت من الجندي أعلى الدبابة أن ينزل و يقوم بتصويرها و لكنه رفض بلطف لأنه لا يستطيع أن ينزل من الدبابة إلا بأوامر القائد.. كادت تتراجع و لكنها لمحت ولدًا صغيرًا.. طلبت منه تصويرها( و هي واخداه الدبابة في حضنها)..
وقفت البنت وضع الاستعداد.. لكن الولد خطف الكاميرا و جري..صرخت الزميلة و توسلت للجندي أن يجري وراءه و يلحقه بالدبابة أو يضرب عليه طلقة من المدفع يخوفه عشان يقف.. رفض الجندي بلطف لأنه لا يستطيع التحرك بالدبابة إلا بأوامر القائد و أنه أيضًا لا يستطيع أن يضرب بالمدفع لأنه ( مش مسدس ميّه)_هكذا قال_ ده مدفع خمسة بوصة.. يعني مش هيخوف الواد بس.. ده هيخرم الواد بالشارع.. و الله يعوض عليكي يا ست...”
خالد بيومي, فانلة داخلية تتسع لعدة أشخاص