Mohamed > Recent Status Updates

ويا من لامني في حب من لم يره طرفي
لقد أفرطت في وصفك لي في الحب بالضعف
فقل هل تعرف الجنة يوماً بسوى الوصف

ومن غريب أصول العشق أن تقع المَحبة بالوصف دون المُعاينة، وهذا أمر يُترقَّى منه
إلى جميع الحب، فتكون المراسلة والمكاتبة والهم والوجد والسهر على غير الأبصار، فإن
للحكايات ونعت المحاسن ورصف الأخبار تأثيرًا في النفس ظاهرًا.
وأن تسمع نَغمتها من وراء جدار، فيكون سببًا للحب واشتغال البال.
وهذا كله قد وقع لغير ما واحد

يا ليت شعري من كانت وكيف سرت أطلعة الشمس كانت أم هي القمر
أظنة العقل أبداه تتدبره أو صورة الروح أبدتها لي الفكر
أو صورة مثلت في النفس من أملي فقد تخيل في إدراكها البصر
أو لم يكن كل هذا فهي حادثة أتى بها سبباً في حتفي القدر

رئى لغرامي بعد طول تمنع وأصبحت محسوداً وقد كنت أحسد

أقمت إلى أن جاءني الليل راجياً ... لقاءك يا سؤلي ويا غاية الأمل
فأيأسني الإظلام عنك ولم أكن ... لأيأس يوماً إن بدا الليل يتصل
وعندي دليل ليس يكذب خبره ... بأمثاله في مشكل الأمر يستدل
لأنك لو رمت الزيارة لم يكن ... (1) ظلام ودام النور فينا ولم يزل

المحبين إذا تكافيا في المحبة وتأكدت بينهما تأكدًا شديدًا أكثر بهما جدُّهما بغير معنًى،
وتضادُّهما في القول تعمدًا، وخروجُ بعضهما على بعض في كل يسير من الأمور، وتتبع
كلٌّ منهما لفظةً تقع من صاحبه وتأولها على غير معناها.

والأشياء إذا أفرطت في غايات تضادها
ووقفت في انتهاء حدود اختلافها تشابهت، قدرة من لله عز وجل تضلُّ فيها الأوهام؛
فهذا الثلج إذا أدمن حبسه في اليد فَعَل فِعْل النار، ونجد الفَرَح إذا أفرط قتل، والغم إذا
أفرط قتل، والضحك إذا كثر واشتد أسال الدمع من العينين،

ومنها أن يجود المرءُ ببذل كل ما كان يقدر عليه مما كان ممتنعًا به قبلَ ذلك، كأنه
هو الموهوب له، والمسعي في حظه. كل ذلك ليُبدي محاسنه، ويُرغِّب في نفسه؛ فكم بخيل
جاد! وقطُوب تطلَّق! وجبان تشجَّع! وغليظ الطبع تطرَّب! وجاهل تأدَّب! وتفِل تزيَّن!
وفقير تجمَّل! وذي سن تفتَّى! وناسك تفتَّك! ومصون تبذَّل!

ومنها بَهْت يقع وروعةٌ تبدو على المحب عند رؤية من يُحب فجأةً وطلوعه بغتةً.
ومنها اضطراب يبدو على المحب عند رؤية من يُشبه محبوبه، أو عند سماع اسمه
فجأة

ومنها الإقبال بالحديث، فما يكاد يُقبل على سوى محبوبه ولو تعمد غير ذلك، وإن
التكلف ليستبين لمن يرمُقه فيه، والإنصات لحديثه إذا حدَّث، واستغرابُ كل ما يأتي به
وكأنه عينُ المحال، وخَرق العادات، وتصديقه وإن كذب، وموافقتُه وإن ظلم، والشهادة
له وإن جار، واتباعُه كيف سلك وأيَّ وجه من وجوه القول تناول

وللحُب علامات يقفوها الفَطن، ويهتدي إليها الذكي؛ فأولها إدمان النظر؛ والعين باب
النفس الشارع، وهي المنقبة عن سرائرها، والمُعبِّرة لضمائرها، والمُعربة عن بواطنها،
فترى الناظر لا يطرف، يتنقَّل بتنقُّل المحبوب، وينزوي بانزوائه، ويميل حيث مال
كالحرباء مع الشمس،

“وأستلذ بلائي فيك يا أملى ولست عنك مدى الأيام أنصرف
إن قيل لي تتسلى عن مودته فما جوابي إلا اللام والألف”

وهذا بعينه موجود في البغضة، ترى الشخصين يتباغضان لا لمعنًى ولا علة،
ويستثقل بعضهما بعضًا بلا سبب. والحب — أعزك لله — داء عَيَاء، وفيه الدواء منه
على قدر المعاملة، ومقامٌ مستلذ، وعلة مشتهاة، لا يودُّ سليمُها البرءَ، ولا يتمنَّى عليلُها
الإفاقة، يُزيِّن للمرء ما كان يأنف منه، ويُسهِّل عليه ما كان يصعُب عنده، حتى يُحيل
الطبائع المركبة والجِبِلَّة المخلوقة.

وأما العلة التي توقع الحب أبدًا في أكثر الأمر على الصورة الحسنة، فالظاهر أن
النفس تولع بكل شيء حسن، وتميل إلى التصاوير المتقنة، فهي إذا رأت بعضها تثبتت
فيه، فإن ميزت وراءها شيئًا من أشكالها اتصلت وصحت المحبة الحقيقية، وإن لم تميز
وراءها شيئًا من أشكالها لم يتجاوز حبها الصورة، وذلك هو الشهوة

لا تجد اثنين يتحابَّان إلا وبينهما مشاكلة واتفاق
الصفات الطبيعية، لا بد في هذا وإن قل، وكلما كثرت الأشباه زادت المُجانسة وتأكَّدت
الأرواح جنود مجندة، ما » : المودة. فانظر هذا تراه عِيانًا، وقولُ رسول لله صلى الله عليه وسلم يؤكِّده
أرواح » : وقولٌ مرويٌّ عن أحد الصالحين «. تَعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف

قال: ما أحبني إلا وقد وافقتُه في بعض أخلاقه.

ومما يؤكِّد هذا القول أننا علمنا أن المحبة ضُروب، فأفضلها محبَّة المتحابِّين في لله
عز وجل؛ إما لاجتهاد في العمل، وإما لاتفاق في أصل النِّحلة والمذاهب، وإما لفضل عِلْم
يُمنحه الإنسان.

ومحبة القرابة، ومحبة الألفة والاشتراك في المطالب، ومحبة التصاحب والمعرفة،
ومحبة البر يضعه المرء عند أخيه، ومحبة الطمع في جاه المحبوب، ومحبة المتحابَّين لسر
يجتمعان عليه يلزمهما ستره، ومحبة بلوغ اللذة وقضاء الوطر، ومحبة العشق

ومن الصالحين والفقهاء في الدهور الماضية والأزمان القديمة مَن قد أستغني
بأشعارهم عن ذكرهم، وقد ورد من خبر عُبيد لله بن عُتبة بن مسعود وشعره ما فيه
الكفاية، وهو أحد فقهاء المدينة السبعة، وقد جاء من فُتيا ابن عبَّاس — رضي لله عنه
— ما لا يحتاج معه إلى غيره حين يقول: هذا قتيل الهوى لا عَقْل ولا قود.

مقدمة الكتاب ولا أروع

كتاب ولا أروع.....واحنا لسه في المقدمة
أظنه سيكون من افضل قراءاتي لهذا العام

بسم الله نبدأ......

هذا الكتاب صديق قديم ألتقيته منذ سنوات
قرأت فصله الاول على امل العودة إليه مرة اخرى
و لكن......
تهنا عن بعض في زحمة الدنيا
و ها نحن نلتقي من جديد
وأن شاء الله لن اتركه مرة أخرى