سلمى اليانقي

“حائراتٌ نحن النّساء على الدّوام.. نخلق لكلّ قصّة حبّ نمرّ بها أزمة، فقط لنقضي الوقت في حلّها.. ليس الحبّ في نظرنا حالة نعيشها.. بل حالة نبذل كلّ ما في وسعنا كي لا نعيشها.. لكنّنا في خضمّ محاولاتنا نكتشف وقوعنا في النهاية في الفخّ فنبتهج! تلك هي سكيزوفرينيا العشق النّسائي.. /رواية "وللأمل ولادة "قيصرية”
― سلمى اليانقي

“هو الحبّ.. هو الوهم ذاته الذي يدفعني لتدمير حياتي بيديّ.. سحر لم أستطع مقاومة جاذبيّته اللّعينة.. بصيص أنساق وراءه رغم شكّي بأنّه يختزل حقّا كلّ أنوار الدّنيا.. بل حتّى بعد يقيني بأنّه ليس أكثر من عمود نور ملقى في عرض شارع مظلم.. هو الوهم ذاته الذي جعلني أكتشف أنّني بحاجة ماسّة إلى شخص يوقظ في داخلي الإحساس بأنّني أنثى..”
― سلمى اليانقي, وللأمل ولادة قيصرية

“لم يعُد في صدري شبر لِطعنة أخرى ولم يعد في عقلي حيّزٌ للتفكير.. ولم أعد أرى لقدميّ موطئا ولم أعد أدري في أيّ ٱتّجاه أسير.. هاهو الشتاء يعود ببرده وقسوته.. المطر يهطل في الخارج والهمّ يقطر بداخلي وكأنّ سقف قلبي من قصدير..
يُخيّل إلينا أحيانا أنّنا مستعدّون كما ينبغي لِخوض أعتى المعارك متجاهلين أنّ الحياة لا تختبرنا البتّة بحروبٍ في متناول عتادِنا.. يخيّل إلينا أنّنا بِفتات الأمل الذي بالكاد يكفينا لِنعيش قادرون على سدّ فاهِ اليأس المفغور.. يُخيّل إلينا أنّنا نواجه واقعنا بِقوّتنا والحالُ أنّنا نواجهه بِخيالنا وننهار حين نكتشف للمرّة الأولى بأنّ الخيالَ نقطة ضعف!”
― سلمى اليانقي, وللأمل ولادة قيصرية

“ها أنا أتسكّع منذ ساعات وسط سطور هذا الدفتر السّوداء.. أرسم بخُطى قلمي آثار مسلكي كيْ لا أتوه في ظلام أفكاري الرّهيب.. لا ضوء هنا ولا بصيص نور يهديني.. رجوتُ قلبي كثيرا أن يوقدَ لي شمعة ضئيلة.. شمعة واحدة تكفيني.. لكنّه قال بعد صمت.. لا تطلبي بعد اليوم شيئا من معذّبكِ المسكين.. كيف يوقد شمعةً رفيقُ القمر واللّيل الحزين؟
أشعر بالبرد.. بالعزلة.. بالوحشة.. بالضياع.. أشعر بأني جالسة منذ قرون بٱنتظار شيء أجهل كُنهه.. أشعر بأنّي جالسة على قارعة اليأس وأنوارُ الأمل تنطفئ من حولي مصباحا تلو المصباح.. أشعر بأنّي ملقاة وسط حيّ مظلم مهجور تقطع أزقّته بين الفينة والأخرى عصاباتُ الحيرة والقلق والشكّ الرّذيل..”
― سلمى اليانقي, وللأمل ولادة قيصرية