“قلت له: (ماذا تفعل حين تشعر بالظمأ؟).
- (أشرب الماء).
- (ماذا لو لا يوجد ماء؟ ماذا لو لم يكن هناك ماء؟ ماذا لو كنت كبرت لتجد أباك وأمك يشعران بذات العطش مثلما كان يحدث لأجدادك وأجدادهم منذ عصر البشر الأوائل، وكل هؤلاء لم يجدوا الماء. لا يعلمون بوجود شيء اسمه ماء. ماذا لو حدث ذلك يا كواين؟).
ثم نظرت في عينيه وقلت: (هل كنت ستتوقف عن الشعور بالعطش؟).
سكت قليلًا، ونظر إلى رجليه ثم قال: (لا يمكن أن نشعر بالظمأ لشيء لا يوجد، لربما الماء كان موجودًا ولكننا لم نجده بعد).
لمعت عيني وهللت وضربت على كتفيه: (مرحى، رائع! أنت رائع، لربما هو موجود بالفعل ولم نجده بعد). ثم اتكأت على الحائط خلفي وأضفت: (لربما كان ما يبحث عنه الإنسان فعلًا لم يجده بعد. لربما كل سعيه المحموم كان مجرد ظمأ رجل عطشان يائس!).”
―
مهاب السعيد,
معزوفة العطش