“على مَذْبَحِ الإسفِلتِ صَلّى وكَبَّرا
وقال لِعَينِ الشّمسِ قومي لِنَثأرا
فقد آنَ للماءِ الذي ظَلَّ عُمْرَهُ
أسيراً وراءَ الغيمِ أنْ يَتَحرّرا
وآنَ لِهذا الشَّعبِ بَعْدَ انتكاسَةٍ
مِنَ الذُّلِّ أنْ يَحْيا وأنْ يَتَطهَّرا
وصار لِزاماً بَعْدَ أَلْفِ هزيمةٍ
على دَمِنا المَحْبوسِ أنْ يَتكَوثَرا
فَما عَرفتْ هذي البلادُ خَلاصَها
ولم تَجْرِ صَيحاتُ الملايينِ أنْهُرا
وإنَّ سُكوتاً دامَ خمسينَ نَكْسةً
حَرِيٌّ به يا قومُ أنْ يَتفجّرا
أجَلْ، إنّه الرَّفْضُ الذي صار عِشْقَنا
نمارِسُه في وجهِ مَن باعَ واشترى
ونُعلِنُه في الأرضِ ميلادَ ثورةٍ
إذا الظّالمُ الباغي علينا تأمَّرا
ونُرْخِصُ أغلى ما ملكناهُ فِديةً
ليولَدَ هذا الشّعبُ حُرّاً ويَكبُرا
حَمَلْنا على أكتافِنا الأرضَ غيمةً
وآنَ لنا أنْ نَسْتريحَ ونُمْطِرا”
―
أنس الدغيم,
الجودي