“لن يقِف العالَمُ عندَك
عجَلةُ الوقتِ لن تتوقّفَ لأجلك، ولن تنتظرَك لتربطَ رباطَ حذائكَ وتجري.
الشمسُ لن تنتظرَ استيقاظكَ لتشرق
ولن تأخذ منك الإذنَ بالغُروب.
قلبُ أمِّكَ وحده هو الذي يفعلُ ذلك
والعالَمُ ببساطة، ليس قلبَ أُمِّك.
في كِفّةِ هذا العالَم المترامي الأطراف؛ وزنُ دمعتك كوزن ضحكتك
فأنتَ من بكى، وأنت من ضحِك، العالَمُ في طرَفٍ آخَر.
لن يُعلِنَ الحِدادَ لدمعتك، ولن ينكِّسَ علَمَ الدولةِ الرسميّ.
ولن يُقيمَ عُرساً لضحكتك، ولن يصنعَ الولائمَ على شرفِ فرَحِكَ الفرديّ.
قلبُ أمِّكَ وحده هو الذي يفعلُ ذلك.
والعالَمُ ببساطة، ليسَ قلبَ أمِّك.
لن ينتظرَكَ أحدٌ عند الباب حتّى تعود، إلّا إذا عُدتَ محمَّلاً بالأكياسِ والغنائم.
لن يسهرَ أحَدٌ لأنّك لا تستطيعُ النَّوم، ولن يمرَضَ أحدٌ لمرضك، ولن يجوعَ أحدٌ لجوعِك.
قلبُ أُمِّك وحده هو الذي يفعلُ ذلك.
والعالَمُ ببساطةٍ، ليسَ قلبَ أُمِّك.
لن يقاتلَ أحدٌ عنك، ولن يُعِيرَكَ أحدٌ سلاحَه، ولو دهَمَك العدوّ، فالمعركةُ معركتُك.
العالَمُ مستعدٌّ لأنْ يقاسِمَكَ النصر، لا أن يحمِلَ معكَ تَبِعاتِ الهزيمة.
قلبُ أبيكَ وحدَه هو الذي يفعلُ لك.
والعالَمُ ببساطة، ليس قلبَ أبيك.”