(?)
Quotes are added by the Goodreads community and are not verified by Goodreads. (Learn more)
Ahmad ibn Ajiba

“قد صرّف الله في كتابه العزيز كل ما يحتاج إليه العباد ، من علم الظاهر والباطن ، لكن خوض القلوب فيما لا يعني ، وكثرة مجادلتها بالباطل ، صرفتها عن فهم أسرار الكتاب واستخراج غوامضه . فمن صفت مرآة قلبه أدرك ذلك منه .

وتصفيتها بصحبة أهل الصفاء ، وهم العارفون بالله ، ولا تخلو الأرض منهم حتى يأتي أمر الله ، وما منع الناس من الإيمان بهم وتصديقهم إلا انتظارهم ظهور كرامتهم ، ونزول العذاب على من آذاهم ، وهو جهل بطريق الولاية؛ لأنهم رحمة للعباد ، أرسلهم الحق تعالى في كل زمان ، يُذكِّرون الناس بالتحذير والتبشير ، وبملاطفة الوعظ والتذكير ، فاتخذهم الناس وما ذكروا به هزوًا ولعبًا ، حيث حادوا عن تذكيرهم ، ونفروا عن صحبتهم ، فلا أحد أظلم ممن ذُكِّر بالله وبآياته فأعرض واستكبر ونسي ما قدمت يداه من المعاصي والأوزار ، سَبَبُ ذلك : جَعْلُ الأكنة على القلوب ، وسَفْحُ رَانِ المعاصي والذنوب ، فلا يفقهون وعظًا ولا تذكيرًا ، ولا يستمعون تحذيرًا ولا تبشيرًا ، وإن تدعهم إلى الهدى والرجوع عن طريق الردى ، فلن يهتدوا إذًا أبدًا؛ لِمَا سبق لهم في سابق القضاء ، فلولا مغفرته العامة ، ورحمته التامة ، لعجل لهم العذاب ، لكن له وقت معلوم ، وأجل محتوم ، لا محيد عنه إذا جاء ، ولا ملجأ منه ولا منجا . نسأل الله العصمة بمنِّه وكرمه .”

Ahmad ibn Ajiba, البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
Read more quotes from Ahmad ibn Ajiba


Share this quote:
Share on Twitter

Friends Who Liked This Quote

To see what your friends thought of this quote, please sign up!

0 likes
All Members Who Liked This Quote

None yet!


This Quote Is From


Browse By Tag