(?)
Quotes are added by the Goodreads community and are not verified by Goodreads. (Learn more)
وائل حلاق

“القانون الحديث النموذجي هو قانون وضعي، وقد حكم أسطورة الإرادة السيادية. أمّا الشريعة الإسلامية فليست وضعية، بل هي قواعد موضوعيةٌ قائمة على مبادئ دقيقة تعدديةٍ بطبيعتها، ومتجذرة في نهاية الأمر في ضرورة مطلقة أخلاقيٍة كونية. وإذا أراد المسلمون اليوم تبني قانون الدولة الوضعي وسيادتها فإن ذلك يعني بلا شكّ قبولًا بقانون نابع من إرادةٍ سياسية، أي قانون وضعه أناس يغيرون معاييرهم الأخلاقية بحسب ما تتطلب الظروف الحديثة. كما يعني القبول بأننا نعيش في كونٍ باردٍ نملكه ونستطيع أن نفعل به ما نشاء. كذلك يعني هذا القبول بأن تُنحَّى جانبًا المبادئ الأخلاقية للقرآن والشريعة التي قامت على الأخلاق لقرونٍ، لمصلحة قوانين مغايرة صنعها الإنسان، وأقرّت بين ما أقرّت السيطرة على الطبيعة نفسها وتدميرها، وهي التي خلقها الله للبشرية للتمتع بها على أساس المسؤولية الأخلاقية. إن قبول هذا أو رفضه هو سؤال لا يمكن أن يجيب عنه إلا المسلمون أنفسهم. غير أن ما يعنينا هنا - إذا نظرنا إلى الموضوع بروح محايدة - هو أنه ليس لدى المسلمين من الأسباب ما يدفعهم إلى اختيار قانون الدولة الحديثة، لأنهم ما زالوا يتمتعون بثقافةٍ قانونيةٍ أصرّت لأكثر من اثني عشر قرنًا على قانونٍ ذي بنيةٍ نموذجيةٍ، أي قانونٍ أعطاه لحْمَته وسُدَاه مصدرٌ أخلاقي شامل”

وائل حلاق, الدولة المستحيلة: الإسلام والسياسة ومأزق الحداثة الأخلاقي
Read more quotes from وائل حلاق


Share this quote:
Share on Twitter

Friends Who Liked This Quote

To see what your friends thought of this quote, please sign up!

0 likes
All Members Who Liked This Quote

None yet!



Browse By Tag