“وقد يحدث أن يوجد مثل هذا النوع من الناس. أناس موهوبون بموهبة عجيبة، لكنهم لا يبذلون جهدا لتنظيمها. ينتهون إلى تشتيتها وتضييعها. رأيت نصيبي من هؤلاء الناس. في البداية تظن أنهم مذهلون. يستطيعون قراءة نوتة قطعة بالغة الصعوبة ثم يقومون بعزفها على خير وجه. تراهم يقومون بذلك فتغمرك الهيبة. تفكر" "سحقًا! لن أستطيع ذلك بملايين السنين!". لكن هذا أقصى ما يصل إليه الأمر. ولا يستطيعون المضي إلى أبعد من ذلك. لماذا لا؟ لأنهم لا يريدون بذل جهد. لم يخطر الانضباط والتعلم ببالهم. لقد أفسدوا هذه الموهبة لديهم فيكتفون بعزف الأشياء دون بذل جهد. وهناك من يقول لهم كم هم عظماء منذ وقت مبكر، لذلك يبدو بذل الجهد معهم أمرًا سخيفًا. تعطيهم القطعة التي يجتهد فيها صبي آخر ثلاثة أسابيع، فيؤدونها بنصف المدة، فيتصور المعلم أنهم بذلوا فيها ما يستطيعون من جهد ويسمح لهم أن يمروا إلى القطعة التالية. ويؤدون تلك بنصف المدة أيضا وينتقلون إلى ما بعدها. لا يعرفون ماذا يعني أن يشق عليهم المعلم. يخفقون في معرفة العنصر الحاسم الذي يتطلبه بناء الشخصية. إنها مأساة.”