“هل شعرت من قبل بالغضب من شريكك لأنه يقدم لك حلولا فور أن تحكي له عن شيء يزعجك، أو يحاول "إصلاح" الأشياء من أجلك؟ في الظاهر، يبدو هذا نهجًا صحيحًا: أنت تقر بوجود مشكلة، والشخص الذي يحبك يحاول مساعدتك في حلها. ما العيب في ذلك؟

ولكن عندما تفكر في أهمية التواصل العاطفي في علاقة ما، فإن الرد بالغضب يصبح منطقيًا في الواقع. حين نحكي لشريكنا عن شيء يزعجنا -وليكن موقفًا أغضبنا في العمل أو استياءً من ضعف إنجازنا أو شيئًا آخر- فإننا لا نبحث بالضرورة عن حل أو علاج. ما نأمل فيه هو التعبير عن عواطفنا في سياق آمن والحصول على التأكيد والتعاطف. فإنصات الشريك ودعمه لاستجاباتنا العاطفية، تسمح لنا بمعالجتها بشكل أفضل، وتشجعنا على الاستجابة بهذا الشكل في المستقبل، وهذه الطريقة صحية ومفيدة أكثر من غيرها بكثير.

أما إذا حاول تقديم حلول وعلاجات -مهما حسنت نيته- فإنه يبدو في الغالب وكأنه يقول إن مشاعرك غير صحيحة. ولو قدم علاجات فكرنا فيها من قبل ورفضناها، فقد يبدو وكأنه يتجاهل عواطفنا وقدرتنا على التفكير. أي شيء من هذا لا يدعو إلى استجابة سلبية من طرفنا؟”