“في دراسة أُجريت في عام 2003، اتضح أن الكثير من الأشخاص المرتبطين يلجؤون إلى كبت العواطف السلبية التي تنشأ بعد النزاعات الزوجية أو إنكارها. ويحتمل أن ينجح هذا الحل في الحفاظ على الوضع الحالي للعلاقة الرومانسية وتجنب إضافة نزاعات جديدة مشحونة بالعواطف، إلا أنه حل ضار جدا. إذ وجدت الدراسة أن النتائج طويلة المدى للكبت العاطفي هي أن الناس يميلون إلى نسيان التفاصيل الدقيقة لما قيل أو لموضوع النزاع، ويتذكرون بدلا منها العواطف السلبية التي شعروا بها. ويتركك هذا بشعور من الانزعاج والحنق، ويبقى سبب النزاع -وبالتالي العواطف السلبية الناتجة عنه- دون معالجة ويغيب في النسيان، مما يزيد احتمالية حدوثه مرة أخرى.

المحصلة هي: إذا كنت تتشاجر مع شريكك كثيرا، لكنك تكبت العواطف التي تشعر بها بعدها، فإن هذه العواطف ستتراكم، لأنك بعد الاشتباك معه، تتركها دون علاج فعال. في النهاية سترتبط الكثير من العواطف السلبية بشريكك، دون مصدر أو سبب واضح. هل يمكن أن تقضي هذه الارتباطات في النهاية على حبك له؟ نعم، محتمل جدا.

على النقيض من ذلك، أظهرت الدراسة نفسها أنك إذا أعدت تقييم استجاباتك العاطفية تجاه النزاع، فسوف تتذكر التفاصيل وما جرى في الشجار، دون أن تتذكر الكثير من العواطف السلبية التي ثارت بسببه. وستعيد بذلك تقييم عواطفك من خلال التفكير فيها وإعادة تفسيرها. ويقال إن الأزواج يجب أن يتحدثوا عن مشكلاتهم، وذلك ما يتيح حدوث هذا.”