“في نهاية شهر أبريل وعلى الرغم من الجهود المتميزة من الطاقم الطبي، توفي والدي بسبب فيروس كورونا.

فهل بكيت في تلك النقطة؟ بالطبع. لقد انهارت السدادة التى كانت تحبس عواطفي، وخرجت الأشياء. لكنها خرجت في أوقات وبطرق غريبة. فعندما علمت برحيله، تخدرت لعدة ساعات قبل أن أنهار بشكل عفوي في ذاك المساء.

استمر هذا الوضع لعدة أيام. وكان بإمكان أي شيء أن يطلق دموعي: رؤية القميص الملون الذي أهداني إياه في عيد الميلاد، ورائحة مرطب ما بعد الحلاقة الذي كان يكثر من رشه على نفسه، وأي ذكر لعيد ميلاد لن يحضره بعد الآن. ذكرني كل شيء به وبأنه لم يعد موجودا، وآلمني ذلك جدا.

ومع ذلك، كانت الأجزاء‏ التحليلية في دماغي ما زالت تعمل كما تفعل دائما، مما دفعني إلى ملاحظة شيء غريب. لقد نصحني كل من يريد مساعدتي على تجاوز حزني بأن أركز علي الذكريات السعيدة. منطقي، لكن هناك مشكلة: أصبحت ذكريات والدي السعيدة فجأة مؤلمة، إذ أصبحت الآن تحمل شعورا قويا بالفقدان.”