“- لكن النقد كان دائما موجودا بوجود الأدب، وسوف يظل موجودا، هذه هي الطريقة التي يسير بها العالم.

= أتفق معك أنه "كان دائما موجودا"، لكن "سوف يظل"‏ لست متأكدًا من هذه الأخيرة يا عزيزتي. لا أعرف إذا كنتِ تعرفين أم لا، لكن لم يعد لدينا نقاد حقيقيون في عصرنا هذا، لدينا فقط مدونون.

- لماذا؟

= ما ينتجه الناقد هو تقييم شخصي لعمل شخص آخر. الشيء نفسه بالضبط يقدمه أي مدوِّن، بغض النظر عمن يكتب هذا العمل هل هو أديب كبير أو خوارزمية الشرطة الأدبية أو الإله نفسه.

- حسنا، ليس حقًا. أعمال النقاد مطبوعة وتنشر في وسائل الإعلام.

= كلمة «مطبوعة» اليوم مفارقة تاريخية مؤثرة. جميع النصوص موجودة على الشبكة. والنصوص المعلقة على الشبكة متساوية ظاهريًا. إنها مثل شعارات "الحرية والمساواة والإخاء" في نهاية القرن الثامن عشر. نعم، يحاول أسياد الكون منح رسائل واضحة وصريحة منهم بأنهم يمتلكون وضعا خاصا ومميزا. ويضعون عليها ختما سحريا: شعار وسائل الإعلام الرئيسية. ولكن ما هي وسائل الإعلام الرئيسية؟ إنها بعض المؤسسات النتنة والمليئة بالخداع والكذب، تحاول أن تقول للمواطن العادي: «نحن متفوقون عليك، نحن نمتلك الأدمغة لنفكر بدلا عنك، لا تثق بأي وسيلة إعلان أخرى نحن الأصليون! نحن فقط!».”