(?)
Quotes are added by the Goodreads community and are not verified by Goodreads. (Learn more)
د. أحمد تركي

“تذكرت حكاية قصتها عليَّ مُربيتي، وكنت صغيرة بعض الشيء وقتها، وهي نفس المُربية التي أخذتني إلى الغابة، حيث رأيت القوم بيض الوجوه الرائعين.
أخبرتني المُربية ذات ليلة شتوية، إذ تضرب الرياح الحائط بالأشجار، فتبكي وتئن بأصوات سمعتها عبر مدخنة حجرة نوم الأطفال، أنه في مكان أو آخر توجد حفرة مجوفة كالتي أقف فيها الآن بالضبط، يخاف كل الناس من دخولها أو الاقتراب منها، كان مكانًا سيئًا للغاية.
وفي يومٍ من الأيام قالت فتاة فقيرة إنها ستدخل الحفرة، وحاول الناس كلهم منعها فلم يُفلحوا، وذهبت على كل حال.
دخلت الحفرة، ثم خرجت وهي تضحك، وقالت إن لا شيء بالداخل على الإطلاق ما عدا عُشب أخضر وحجارة حمراء وأخرى بيضاء وأزهار صفراء.
وبعد ذلك الحين بقليل، لاحظ الناس أنها ترتدي قرطين من الزمرد، جميلين بما يفوق الوصف، فسألوها: من أين أتيتِ بهما؟ لأنها وأمها فقيرتان إلى حدٍّ ما، لكنها ضحكت وقالت إن قرطيها ليسا من الزمرد على الإطلاق، بل من عُشبٍ أخضر فحسب.
ثم وفي يومٍ تالٍ وضعت على صدرها ياقوتة حمراء، أكثر احمرارًا من أي ياقوتة رآها أحدهم من قبل، وكانت كبيرة في حجم بيضة دجاجة، تتوهج وتتلألأ كجمرة من نار، فسألوها: من أين أتيتِ بها؟ لأنها وأمها فقيرتان إلى حدٍّ ما؛ فضحكت وقالت إنها ليست ياقوتة على الإطلاق، بل مجرد حجر أحمر.
وفي يومٍ آخر ارتدت قلادة فاتنة، أعظم فتنة من أي قلادة رآها أحدهم، أرق من أعظم قلادات الملكة رقة، مُرصعة بمئات من قطع الألماس، قطع كبيرة براقة تتألق ككل نجوم ليلة سماؤها صافية في صيف يونيو، فسألوها: من أين أتيتِ بها؟ لأنها وأمها فقيرتان إلى حدٍّ ما، لكنها ضحكت وقالت إنه ليس من الألماس، بل من مجرد حجارة بيضاء.
ثم اُستُدعيت في يومٍ إلى البلاط الملكي، لتمثُل أمام جلسة استماع يرأسها الملك والملكة، وارتدت تاجًا فوق رأسها من ذهب لامع نقي؛ هكذا قالت المُربية، يتألق كما الشمس، بل وسطع بأعظم مما يفعل تاج الملك نفسه، وارتدت قرطيّ الزمرد في أُذنيها، ووضعت الياقوتة الكبيرة كدبُّوس أنيق مُزخرَف على صدرها، والعقد المُرصع بالألماس يتلألأ على عُنقها، وظنَّ الملك ومن بعده الملكة أنها أميرة عظيمة أتت من مكان بعيد، فنزلا عن عرشيهما وذهبا ليُقابلاها.
لكن هُناك من أخبرهما بحقيقتها وأنها فقيرة إلى حدٍّ ما.
فسألها الملك: لماذا تضع تاجًا ذهبيًا فوق رأسها؟ ومن أين أتت به؟ إذ عرف أنها وأمها فقيرتان جدًّا؛ فضحكت وقالت إنه ليس تاجًا ذهبيًا على الإطلاق، بل بعض الأزهار الصفراء وضعتها في شعرها فحسب.
رأى الملك في الأمر غرابة؛ فدعاها للبقاء في البلاط حتى يُقرر ما سيفعلونه لاحقًا.
كانت جميلة جدًّا لدرجة أن كل من رأوها قالوا إن عينيها أكثر اخضرارًا من الزمرد، وشفتاها أكثر احمرارًا من الياقوت، وجلدها أكثر بياضًا من الألماس، وشعرها أكثر إشراقًا من التاج الذهبي.
لذا قال ابن الملك إنه يُريد الزواج منها، وسمح له الملك بهذا.
أتم الأسقف الزواج، وأُقيم عشاء عظيم، وبعدها ذهب ابن الملك إلى غرفة زوجته، وبمجرد وضعه ليده على الباب رأى رجلًا فارع الطول، ذا وجهٍ أسود مُفزع، يقف أمام الباب.
***”

د. أحمد تركي, The White People
Read more quotes from د. أحمد تركي


Share this quote:
Share on Twitter

Friends Who Liked This Quote

To see what your friends thought of this quote, please sign up!

1 like
All Members Who Liked This Quote

None yet!


This Quote Is From

The White People The White People by Arthur Machen
4,466 ratings, average rating, 436 reviews
Open Preview

Browse By Tag