(?)
Quotes are added by the Goodreads community and are not verified by Goodreads. (Learn more)
محمد سالم عبادة

“خرج (شندلر) محزونًا حاملاً دفاتر المستقبل، وظلّ الشقاقُ بينهما عامًا كاملاً، انقضى فيه ما كان (شندلر) كتبه من حوار، لكنّه لم يكُفّ عن الكتابة وهو بعيد. كان الأمرُ فوقَ إرادته، لا يجدُ له دَفعا. ظلّ الصمَمُ والألمُ يَقتُلان (بيتهوفن) ببطء. كانت سيمفونيتُه التاسعةُ التي قادَها بنفسه قبل الجراحة بأشهرٍ قليلةٍ تتلوى في وعيه وهو محاصَرٌ بالطنين والأصوات البحريةِ الهادرةِ الرهيبةِ التي استعمرَته منذُ زُرِع الأخطبوطُ في أذُنه. عاد (شندلر) لخدمته بعد عِدَّةِ أشهُر، بعد أن تصالحا على أن يحاول الأخيرُ كتابة نهايةٍ تليقُ بالموسيقار العظيم.
لم يحاول بعد ذلك (بيتهوفن) مراجعة سكرتيره فيما كتبه، حتى حانت لحظةُ مَوتِه، فقال جملته الشهيرة "هنا تنتهي المسرحية يا سادة"، وبَصَقَ في وَجهِ السَّماءِ تلك البَصقَةَ الشهيرةَ التي ارتدّت إليه فملأَت وَجهَه! كانت هذه البصقةُ آخِرَ ما كتبه (شندلر) في دفترِه الملعون! بعدها أخذ (شندلر) دفاتره واستعان بها في كتابة تاريخ حياة (بيتهوفن)، ولم تُخالِج أحدَهم فكرةٌ بشأن حقيقة ما جرى بالطبع!”

محمد سالم عبادة, الناظرون
Read more quotes from محمد سالم عبادة


Share this quote:
Share on Twitter

Friends Who Liked This Quote

To see what your friends thought of this quote, please sign up!


This Quote Is From

الناظرون الناظرون by محمد سالم عبادة
4 ratings, average rating, 4 reviews

Browse By Tag