More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
المسألة ليست مسألة وقت، حين يحين الأوان ستكون قد اعتدت بالفعل»
لن يكون الأمر وكأنك ستنتزع من نفسك جزءًا ما وتلقيه بعيدًا»، تقول، «نحن لا نلقي – بل نتقبّل، ما في دواخلنا) «وهل سأتقبّل أنا ما في داخلي» «أجل» «ثم؟ ماذا يحدث بعد أن أتقبله؟» تطأطئ رأسها بخفة وهي تفكر في حركة عفوية للغاية فتنزلق خصلات شعرها ثانية «ثم تصبح نفسك بالكامل»، تقول «تعنين إذًا أنني حتى الآن لست نفسي بالكامل؟» «
لا، ليس لدي ذكريات، في مكان لا يهم فيه الوقت، تغدو الذاكرة أيضًا بلا أهمية طبعًا أتذكر الليلة الماضية حين جئت وطهوت لك حساء الخضار وأكلته كله، أليس كذلك؟ أما أول أمس، فأتذكر منه القليل، ولكن كل ما هو قبل ذلك، فلا أعلم عنه شيئًا لقد امتصّ داخلي الوقت، فلا أستطيع التمييز بين شيء وآخر» «
«هل الذكريات مهمة إلى هذا الحدّ؟» «هذا يتوقف»، تجيب وتغمض عينيها، «في بعض الحالات تغدو الذكرى أهم ما في الوجود
لا تنس ما قلته لك عن الطعن بالحراب»، يقول الجندي الطويل «حين تطعن العدو، عليك أن تدير وتشق، لتبقر أحشاءه، وإلا قطع هو أحشاءك هكذا يسير العالم هناك» «ومع ذلك فهذا ليس كل ما هنالك»، يقول مفتول العضلات «بالطبع لا»، يردف الطويل ويتنحنح، «إنني أتحدّث عن الجانب المظلم فحسب» «وأيضا من الصعب فعلًا أن تميّز الخطأ من الصواب هناك»، يقول مفتول العضلات «لكنه شيء عليك أن تفعله»، يضيف الطويل «على الأرجح»، يقول مفتول العضلات «وهناك أمر آخر»، يقول الطويل، «ما إن ترحل من هنا، لا تنظر خلفك أبدًا حتى تصل إلى وجهتك ولا مرة واحدة، أفهمت هذا؟» «هذا مهم»، يضيف مفتول العضلات «لقد نجوت هناك بطريقة ما»، يقول الطويل،
...more
حين تفتح شيئًا عليك أن تغلقه هذه هي القاعدة»
إذا فكرت في المسألة فستجد أنه القدر منذ اللحظة التي اصطحبت فيها السيد ناكاتا معي من الاستراحة وحتى الآن وكأن القدر هو الذي يقرّر كل شيء، وآخر من يعلم هو أنا القدر شيء عجيب يا صديقي أليس كذلك؟ ما رأيك أنت؟
ماذا كان السيد ناكاتا ليقول في هذا؟ ماذا كان السيد ناكاتا ليفعل؟ وسيكون لدي دومًا شخص أعود إليه وهذا شيء مهم جدًا إذا فهمت قصدي وكأن جزءًا منك سيظل
«أحيانًا، حين نرغب في ذلك نأتي إلى هنا ونمضي بضعة أيام وحدنا» يفكّر في كلامه ثم يردف «لطالما كان مكانًا مهمًا لنا، ولا يزال طبعًا، كأن فيه قوة تعيد لنا طاقتنا قوة خاصة فعلًا، أتفهمني؟» «أظن ذلك» «أخبرني أوشيما بأنك تفهم هذه الأمور» يقول سادا، «أولئك الذين لا يفهمونها لا يستطيعون فهمها مهما حاولوا»
هناك ويدوران ويدوران وكأنك شددت السيفون وإذا ركبت الأمواج هناك، ستسحبك الدوامة ولن تطفو مرة أخرى بسهولة يتوقف الأمر على الأمواج، وقد لا تجد طريقك إلى السطح مرة ثانية أبدًا، فتجد نفسك هناك، تحت الماء، تفعل الأمواج بك ما تشاء، وأنت لا تفعل شيئًا، ترفرف بيديك في كل اتجاه، ولا يمكنك فعل شيء حينها، لن ينفعك سوى قوّتك أنت لن تشعر في حياتك كلها بمثل هذا الخوف، لكن ما لم تتغلب على هذا الخوف تحديدًا فلن تصبح راكب أمواج أبدًا لابد من أن تواجه الموت، أن تتعرف عليه حقًا، ثم تتغلب عليه وحين تكون في قلب تلك الدوامة، ستفكر في كل شيء، كأنك تعقد صداقة مع الموت، تجري حوارا صريحا معه
من ضمن الأسباب» يقول، «لا أعرف، لكنني لا أرتاح تمامًا إلا إذا كنت قرب البحر والجبل الناس عموما نتاج المكان الذي ولدوا ونشأوا فيه دائما ما يرتبط شعورك بالدنيا بالأرض ودرجة الحرارة والريح حتى أين ولدت أنت؟
«كل منا يفقد شيئًا عزيزًا عليه، فرصًا، إمكانيات، مشاعر لا يمكننا استعادتها أبدًا كل هذا جزء من معنى كوننا نعيش ولكن في داخل رؤوسنا – أو هذا ما أتصوّره أنا – نخزن الذكريات في غرفة صغيرة هناك غرفة كالرفوف في هذه المكتبة، ولنعي الأعمال التي كتبتها قلوبنا، علينا أن نصنفها وننظمها ببطاقات، ونزيل عنها الغبار من حين لآخر، ونجدّد لها الهواء، ونغير الماء في أواني الزهور، بكلمات أخرى، ستعيش إلى الأبد في مكتبتك الخاصة بك»

