More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
Read between
November 24, 2020 - March 23, 2021
الكلمة أكبر الفتوح الإنسانية في عالم الكشف والاختراع، لو لم يخترعها الإنسان لوجب أن يخترع ما يساويها وينوب عنها؛ لأنه لا حياة له بغير التفاهم بينه وبين أبناء نوعه، ولا تفاهم على شيء من الأشياء بغير الكلمة أو ما يدل دلالتها..
من منافعها أنها تحصر المارد المنطلق فتحبسه في القمقم المرصود مطيعًا حيث يراد.. ومن أضرارها أنها تحبس المردة الكثيرة في قمقم واحد؛ فتنطلق مرة واحدة حيث يراد واحد منها، وتنحبس مرة واحدة حيث نريد أن نطلق منها هذا وندع منها ذاك.
فمن هذه الأفانين: «الملاحظة المزدوجة أو الملاحظة اللاذعة»، ومثالها كلمة تقال عن الزواج من أجل المال: «إنه يصلح أبًا لها بسنه، وزوجًا لها بثروته»، أو كلمة تقال عن البخيل: «إنه يضع نقوده في الحَشِيَّةِ ليجد تحته شيئًا يستند إليه».
ومن أمثلة النكتة الآبدة أو العبارة الشاردة أن «الأخلاق طلاء تمسحه الخمر». وأن «السن تخون أصحابها»؛ لأنها تدل على السنين، وأن «الحكيم حين تقنعه حكمته بأن يتزوج
يصبح الأحمق زوجًا وله أبناء»، وأن «لابس النظارة منظره بغيرها أحسن ونظره بغيرها أقبح!» وأن الأمريكيين أحرار لأنهم «يأخذون» حريات كثيرة!
وأن الفتاة التي تشبه الكتاب المقروء توضع مثله على الرف،
«للضحك عدة أسباب، أكثرها يدور حول محــور واحــد هــو الاغتبــاط بأنفسنــا. إما بما نحســه مــن كمالهــا أو بسلامتنا من النقص الذي نكشفه في سوانا..».

