More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
Read between
July 26 - July 31, 2019
عليهم أن يكونوا اقتصاديين على درجة عالية من الوعي، لا لشيء إلا لكي يبقوا على قيد الحياة.
التكاليف الضئيلة والعوائق الصغيرة والأخطاء البسيطة التي لا يقف معظمنا طويلًا أمامها تبدو عميقة الأثر في حياتهم.
ما الذي يشترونه؛ وما الذي يفعلونه حيال تعليم أطفالهم، وحيال صحتهم، أو جوانب حياة أطفالهم أو آبائهم؛ وكم عدد الأطفال الذين يقررون إنجابهم؛
هل هناك سُبل يمكن للفقراء اتباعها للارتقاء بحياتهم، وما الذي يحول بينهم وبين سلوك هذه السبل؟
لماذا يتعين علينا أن نظل نحاول، حتى عندما يبدو التحدي الماثل أمامنا هائلًا. وليس النجاح دائمًا ببعيد المنال مثلما قد يبدو.
«نهاية الفقر»
لو كانت دول العالم الغنية قد ألزمت أنفسها بدفع ما قيمته 195 مليار دولار سنويًا في شكل مساعدات خارجية في الفترة من 2005 إلى 2025، لكان بالإمكان استئصال الفقر من جذوره بنهاية هذه الفترة.
لا يهم من أين تأتي الأموال، لكن المهم هو أين تذهب. وهذا الأمر يتعلق باختيار المشروع الصائب الذي ينبغي تمويله، فهل ينبغي أن يكون مشروعًا يوفر الطعام للفقراء المعدمين، أو يوفر الرواتب التقاعدية لكبار السن، أو ينشئ العيادات الطبية للمرضى؟ وبعدئذ يأتي التفكير في أفضل السبل لإدارة المشروع وتشغيله.
الفقر ليس مجرد نقص في المال؛ وإنما هو الافتقار للقدرة على إطلاق القدرات الكامنة للإنسان.(12)
«الحياة التي يمكنك إنقاذها» The Life You Can Save
الحديث عن مشكلات العالم دون أن نطرح لها بعض الحلول الممكنة هو أسلوب يفضي إلى الوقوع في هوة العجز وليس إلى إحراز التقدم.
ليس من قبيل المصادفة أن كلًا من «ساكس» و«إيسترلي» يتبنيان رأيين متعارضين تمامًا بشأن ما إذا كانت شبكات البعوض ينبغي أن تُباع مقابل ثمن أو تُوزع مجانًا.
عدم قدرة الفقراء على إطعام أنفسهم بشكل سليم تعتبر أيضا من أكثر الأسباب الرئيسة التي يُستشهد بها عند تفسير الوقوع في مصيدة الفقر.
الجسم البشري يحتاج لعدد معين من السعرات الحرارية حتى يبقى على قيد الحياة. لذلك عندما يكون هناك شخص يعاني فقرا مدقعا، فإن كل الغذاء الذي يستطيع أن يتحمل ثمنه سيكفي بالكاد لأن يسد رمقه، وربما يتيح له أن يتكسب الدخل الضئيل الذي يستخدمه المرء في الأصل لشراء ذلك الغذاء.
وعندما يتم تلبية الاحتياجات الأساسية للتمثيل الغذائي لدى الجسم، فإن كل الغذاء الإضافي يذهب إلى بناء القدرات الجسمية، ما يتيح للشخص أن ينتج أكثر مما لو كان يتعين عليه تناول الطعام لإبقاء نفسه على قيد الحياة وحسب.
ويتضح ذلك عند النظر إلى الكيفية التي ينفق من خلالها الفقراء أي نقود إضافية تقع في أيديهم.
فقد بدأت الأسر التي تلقت الدعم المخصص للأرز أو القمح تستهلك منهما كميات أقل، وأخذت تتناول كميات أكبر من أطعمة مثل الروبيان واللحم، وذلك رغم أن الغذاء الرئيس بالنسبة لهم بدأ الآن يكلفهم أقل من ذي قبل.
الحصول على المزيد من السعرات الحرارية لم يكن الأولوية بالنسبة لهم؛ وإنما كانت الأولوية هي حصولهم أطعمة ذات مذاقات أفضل.(28)
يبدو أن الفقراء، بمن فيهم حتى هؤلاء الذين تصنفهم منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) باعتبارهم جياعًا وذلك قياسًا على مقدار ما يتناولونه من غذاء، لا يريدون أن يتناولوا المزيد من الغذاء حتى عندما يصبح ذلك في متناول أيديهم.
إن هناك في عالمنا اليوم من يموت جوعًا، لكن ذلك لا يحدث إلا نتيجة لكيفية تقاسمنا للغذاء فيما بيننا.
معظم المجاعات التي وقعت مؤخرًا لم يكن سببها نقص في الغذاء وإنما تسببت بها إخفاقات مؤسسية أفضت إلى حالة من التوزيع السيئ للغذاء المتوفر، أو حتى بسبب تخزين الغذاء وتكديسه رغم أن آخرين يموتون جوعًا في مناطق أخرى.(38)
بقاء مهاجري جنوب آسيا في الغرب على مدى جيلين وبدون تزاوج مع أي أعراق أخرى كان كافيًا لأن يجعل أحفادهم يعادلون تقريبًا في طولهم أطفال الأعراق الأخرى.
يكسب الأشخاص الأطول قامة مالًا أكثر.
فعندما نقارن أشخاصًا لديهم نسب الذكاء نفسها، فإننا لا نجد علاقة تذكر بين الطول وبين ما يكسبه الشخص من نقود.(42)
طوال القامة يؤدون أداء أفضل في الحياة لأنهم على الأرجح سوف يحققون بشكل جلي إمكاناتهم الجينية (سواء في طول القامة أو الذكاء).
الناس ربما لم يدركوا بعد مدى أهمية توفير تغذية أفضل لأنفسهم ولأطفالهم. ولم يدرك أحد قيمة العناصر الغذائية الدقيقة إدراكًا كاملًا ، بمن في ذلك العلماء، إلا مؤخرًا نسبيًا.
(بالرغم من أن بضعة فروق صغيرة إذا اجتمعت يمكنها أن تصنع فارقًا كبيرًا )
الطريق إلى رصيف ويجان
كلما كانت نقودك أقل، قلَّ ميلك لأن تنفقها في شراء غذاء صحي.
وعندما تكون عاطلًا، فإنك لا ترغب في تناول طعام صحي ممل. وإنما تريد أن تأكل شيئًا يكون مشهيًا قليلًا.
وهنالك أدلة كثيرة تشير إلى أن الفقراء في دول العالم النامي ينفقون أموالًا طائلة على حفلات الزفاف ومهور الزواج وحفلات التعميد، وهي نفقات يُضطرون إليها على الأرجح تقريبًا لحفظ ماء وجوههم أمام الآخرين.
إن اتخاذ القرار بشأن إنفاق الأموال على أشياء أخرى خلاف الطعام ربما لا يُعزى بالكلية إلى الضغوط المجتمعية.
فقد سألنا «أوتشا مباربك»، وهو رجل التقيناه في قرية نائية في المغرب، عما سيفعله إذا أصبح أكثر مالًا. فقال إنه سيشتري المزيد من الطعام. ثم سألناه ثانية ماذا سيفعل إن أصبح معه مال أكثر وأكثر؟ فقال إنه سوف يشتري طعامًا ذا مذاق أشهى. وكنا قد بدأنا نشعر بالأسى لأجله ولأجل أسرته، عندما لفت انتباهنا جهاز تلفزيون وطبق هوائي ومشغل أقراص «دي في دي» في الغرفة التي كنا نجلس فيها. وسألناه لماذا اشترى كل هذه الأشياء إن كان يرى أن الأسرة لا تجد ما يكفيها من الطعام. فما كان منه إلا أن ضحك وقال: «آه، ولكن التلفزيون أهم من الطعام!»
الأشياء التي تجعل الحياة أقل مللًا تكتسب أولوية لدى الفقراء.
إن حاجة الإنسان الأساسية لحياة ممتعة ربما تفسر السبب وراء انخفاض الإنفاق على الغذاء في الهند
وبدلًا من أن يثور الفقراء على أقدارهم، فقد استمرؤوا الأشياء وخفَّضوا من معاييرهم. لكنهم لا يخفضون معاييرهم بالضرورة عبر تخليهم عن الكماليات والتركيز على الضروريات؛ فغالبًا ما يحدث العكس - وهي الطريقة الأكثر طبيعية، إن أمعنت النظر فيها - ومن هنا كانت حقيقة أنه وخلال عقد ساده كساد اقتصادي غير مسبوق، زاد استهلاك الكماليات الرخيصة.(54)
إنهم غالبًا ما يتصرفون كما لو كانوا يعتقدون أن أي تغيير جوهري يستحق التضحية لأجله سوف يستغرق ببساطة أمدًا طويلًا. وهو ما قد يفسر السبب وراء تركيزهم على أن يعيشوا اللحظة الآنية والحياة الحاضرة، ويستمتعوا بحياتهم قدر طاقتهم ويقيموا الاحتفالات كلما لزم الأمر.
وربما تكون المشكلة هي نوعية الغذاء أكثر من كونها مقداره،
فحتى ارتفاع المداخيل لن يؤدي على الأرجح إلى تغذية أفضل خلال المدى القصير. وكما رأينا في الهند، فإن الفقراء لا يتناولون مزيدًا من الغذاء أو تتحسن نوعية غذائهم عندما تتحسن مداخيلهم؛ وذلك نظرًا لما يُوجد من ضغوط ورغبات أخرى كثيرة تزاحم الرغبة في الطعام.
الحبوب رخيصة الثمن هي كل ما يحتاجه الفقراء.
من المؤكد أن الصحة يمكن أن تكون مصدرًا لعدد من المصائد المختلفة.
The End of Poverty «نهاية الفقر».
يعيش ما نسبته 42 في المائة من سكان العالم بدون حمامات منزلية.
هل مجانية الخدمة تعني عدم جدواها؟
وفي حقيقة الأمر، فإن هناك تأثيرًا «نفسيًا للتكلفة الغارقة» – إذ يميل الناس على الأرجح لاستخدام الشيء الذي دفعوا ثمنًا كبيرًا في سبيل الحصول عليه. وفوق ذلك فربما يقيِّم الناس الجودة بناء على سعر الشيء، والأشياء ربما تعتبر معدومة القيمة تحديدًا لأنها رخيصة الثمن.
وليس القصد من وراء ذلك على الإطلاق هو التلميح بأن قرارنا بالثقة في وَصفات الأطباء هو قرار يجانبه الصواب، وإنما القصد هو التشديد على حقيقة أن كثيرًا من المعتقدات والأفكار التي ليس لدينا عليها دليل مباشر أو لدينا عليها دليل واه تُسهم في تلك الثقة.
وبالرغم من التطمينات المستمرة التي تصدرها اللجان الطبية العليا بأن التطعيمات آمنة، إلا أن هناك أشخاصًا في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، مثلًا، يرفضون تطعيم أطفالهم ضد الحصبة بسبب الصلة المزعومة بين لقاحها وبين الإصابة بمرض التوحد.
ففي المناطق الريفية من أودايبور، وبعض المناطق الأخرى، يسود معتقد تقليدي بأن الأطفال يموتون لأنهم يتعرضون للعين الحاسدة، وهم يتعرضون لها عندما يظهرون أمام ملأ من الناس. ولذلك لا يصطحب الآباء أطفالهم خارج المنزل خلال السنة الأولى من أعمارهم.
لقد تم إخضاع عدد من الظواهر الاقتصادية لأبحاث علم النفس الآن وهو ما أظهر أن طريقة تفكيرنا في الحاضر تختلف اختلافاً بيِّنا عن طريقة تفكيرنا في المستقبل (وهي نظرية يشار إليها باعتبارها «عدم الاتساق الزمني»).(92)
«المحفزات: تحسين القرارات الخاصة بالصحة والثروة والسعادة، Nudge: Decision improving About Health, Wealth, and Happiness