More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
Read between
January 20 - January 25, 2021
فالإنسان الكريم يأبى أن يستسلم للبكاء إذا أصيب في عزيز عليه، ولكنه لا يبالي أن يبكي وأن يحزن إذا رأى هذا المنظر معروضًا عليه في رواية فاجعة؛ لأن البكاء يخدعه في هذه الحالة ويوقع في روعه أنه يبكي لغير مصابه ويغلب على نفسه في سبيل غيره.
وهكذا يشاهد على الأطفال الصغار وهم يهمون بالبكاء أن بكاءهم يتحول إلى ضحك حين يطرأ أمامهم طارئ غير متوقع، مما يفهم منه أن الضحك يفيدهم في تصريف فيض الجهد العصبي الذي يحسونه على تلك الحال.
عامل الحس إذ يرى الجماهير، وعامل الشعور إذ يخشى التقصير والخيبة، وعامل الفكر الذي يشغل الحس والشعور جانبًا منه فلا ينطلق مع اشتراكها كما ينطلق على انفراد.
فالألم مانع للضحك؛ لأنه يشغل الشعور بغير المضحكات، ومتى اشتغل الشعور بشيء آخر لم يشعر الإنسان بالجمال ولا باللذة ولا بالسرور،
بطن فارغ أشجع من رأس ملآن.

