More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
عد إليَّ يا بني فقيرًا أو مقعدًا أو كفيفًا، فحسبي منك أن أراك بجانبي في الساعة التي أُفارق فيها هذه الحياة، لأُقبِّلك قبلة الوداع، وأعهد إليك بزيارة مضجعي مطلع كل شمس ومغربها لتخفَّ بزورتك عني ضَمَّة القبر، وتستنير بوجهك الوضاء ظلماته الحالكة!
كانت جدتي فقدت اثنين من ابنائها في حادث فكانت تقول: لو انهم رجعوا الي بشلل او بعاهة فاقوم عليهم طول العمر لكان خيرا..
ذهب فلانٌ إلى أوروبا وما ننكر من أمره شيئًا، فلبث فيها بضع سنين، ثم عاد وما بقي مما كنا نعرفه منه شيءٌ. ذهب بوجهٍ كوجه العذراء ليلة عرسها، وعاد بوجهٍ كوجه الصخرة الملساء تحت الليلة الماطرة، وذهب بقلبٍ نقيٍّ طاهرٍ يأنس بالعفو ويستريح إلى العذر، وعاد بقلبٍ ملفَّفٍ مدخولٍ لا يفارقه السخط على الأرض وساكنها، والنقمة على السماء وخالقها، وذهب بنفسٍ غضةٍ خاشعة ترى كل نفس فوقها، وعاد بنفس ذهَّابةٍ نزاعة لا ترى شيئًا فوقها، ولا تلقي نظرة واحدة على ما تحتها، وذهب برأس مملوءٍ حكمًا ورأيًا، وعاد برأسٍ كرأس التمثال المثقب لا يملؤه إلا الهواء المتردد، وذهب وما على وجه الأرض أحب إليه من دينه ووطنه، وعاد وما
...more