More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
فلا تجد لها بدًّا كلما هاجها الوجد إليه إلا أن تلجأ إلى ذلك الملجأ الوحيد الذي يفزع إليه جميع البائسين والمحزونين في بأسائهم وضرائهم، خلوتها ودموعها،
وإن كان لا بد من سعادة في هذه الحياة فسعادتها أن يعيش المرء فيها معتقدًا أن لا سعادة له فيها، ليستطيع أن يقضي أيامه المقدرة له على ظهرها هادئ القلب، ساكن النفس، لا يكدر عليه عيشه أملٌ كاذب، ولا رجاء خائب!»
فالشرف كلمةٌ لا وجود لها في قواميس اللغة ومعاجمها،
فإن رأى غيرها من النساء أن الحب أساس الزواج رأت هي أن الزواج أساس الحب.
لا بد أن تتعلمي لتحسني تربية ولدك، والقيام على شئون بيتك، فتعلمت كل شيءٍ إلا تربية ولدها، والقيام على شئون بيتها!
كما أن السماء في ظلمة الليل تختلف إليها النجوم فتضيء صفحتها، وتمر بها الشهب فتلمع في أرجائها، حتى إذا طلعت الشمس من مشرقها محا ضوؤها ضوء جميع تلك النيرات؛ كذلك القلب الإنساني لا تزال تمر به مختلف العواطف وأشتات الأهواء مجتمعةً ومفترقة، حتى إذا بلغ وأشرقت عليه شمس الحب غربت بجانبها جميع تلك العواطف والأهواء.
لا تعرف المرأة لها وجودًا إلا في عيون الرجال وقلوبهم، فلو خلت رقعة الأرض من وجوه الناظرين، أو أقفرت حنايا الضلوع من خوافق القلوب، لأصبح الوجود والعدم في نظرها سواء،
الغضبة التي يغضها المحب المهجور، تخيِّل إليه أنه قد نفض يده من الحب أشد ما يكون به عالقًا.
أَتَتْ وحِياضُ الموتِ بَيْنِي وَبَيْنها وَجَادَتْ بِوَصْلٍ حِينَ لا يَنْفَعُ الوَصْلُ
Abdullahi Abdirahman liked this
كما أن النار لا تطفئ النار، وشارب السم لا يُعالَج بشربه مرة أخرى، وكما أن مقطوع اليد اليمني لا يُعالج بقطع اليد اليسرى، كذلك لا يعالج الشر بالشر، ولا يُمحى الشقاء في هذه الدنيا بالشقاء.»
فلو أنها كانت شوهاء لوجدت في الناس من يرحمها ويحنو عليها، ولكن الجمال سلعة من السلع النافقة، لا يستطيع صاحبه أن ينال ما في أيدي الناس إن كان فقيرًا معوزًا إلا من طريق المساومة فيه.
فهي فتاة فاسدة، ولكنها غير راضية عن فسادها، وساقطة، ولكنها لا تحب أن ترى الفتيات ساقطات مثلها، ولو كان في استطاعة المرأة الساقطة أن تسترجع بتوبتها وإنابتها مكانتها في قلوب الناس، وأن تمحو بصلاحها ما سلف من فسادها، لكانت هي أقرب النساء إلى التوبة والنزوع، ولكن المجتمع الذي أسقطها وسلبها ذلك الرداء من الشرف الذي كانت ترتديه يأبى عليها أن يعيد إليها رداءه إن طلبته، فلا بد لها من الاستمرار في سقوطها راضية أو كارهة، وكذلك كان شأنها.
الفتيان الفرحين المغتبطين بشبابهم وصحتهم لا يحفلون بمناظر الشقاء الحقيقية، فأحرى ألا يحفلوا بتمثيلها.
فأحمل نفسي على الصبر عنك حتى يمنَّ الله عليَّ براحة اليأس منك!»
الأشقياء في الدنيا كثير، وأعظمهم شقاءً ذلك الحزين الصابر الذي قضت عليه ضرورةٌ من ضروريات الحياة أن يهبط بآلامه وأحزانه إلى قرارة نفسه فيودعها هناك، ثم يغلق دونها بابًا من الصمت والكتمان، ثم يصعد إلى الناس باشَّ الوجه باسم الثغر متطلقًا متهللًا، كأنه لا يحمل بين جنبيه همًّا ولا كمدًا.
أن المرأة التي تكذب الناس في حبها طول حياتها لا يمكن أن تجد من يصدقها إذا صدقت فيه، وعدلٌ من الله كل ما صنع.
الحب نباتٌ ظِلِّيٌّ تقتله شمس الشقاء الحارة، وكل سعادة في العالم غير مستمدة من سعادة المال أو لاجئة إلى ظلاله فهي كاذبة لا وجود لها في سوانح الخيال.
خَلَتْ يدكما من المال وحرمتما هذا النعيم الذي تنعمان به شقيتما وشغلكما شأن نفسيكما عن شأن الحب ولذائذه، وسرى إلى نفسيكما الضجر والملل، وربما امتدت تلك السآمة بينكما إلى أبعد غايتها.
فإن النفس تطلب حياتها وبقاءها، قبل أن تطلب لذائذها وشهواتها!
إن الله قد خلق لكل روح من الأرواح روحًا أخرى تماثلها وتقابلها، وتسعد بلقائها وتشقى بفراقها، ولكنه قدَّر أن تضل كل روح عن أختها في الحياة الأولى، فذلك شقاء الدنيا، وأن تهتدي إليها في الحياة الثانية، وتلك سعادة الآخرة.