‫شروط النهضة‬ (Arabic Edition)
Rate it:
53%
Flag icon
نعني بالمنطق العملي
53%
Flag icon
كيفية ارتباط العمل بوسائله ومعانيه،
53%
Flag icon
فالمسلم يتصرف مثلاً في أربع وعشرين ساعة كل يوم: فكيف يتصرف فيها؟ وقد يكون له نصيب من العلم أو حظ من المال، فكيف ينفق ماله ويستغل علمه؟
53%
Flag icon
إننا نرى في حياتنا اليومية جانباً كبيراً من (عدم الفاعلية) في أعمالنا، إذ يذهب جزء كبير منها في العبث والمحاولات الهازلة.
54%
Flag icon
ولقد يقال: إن المجتمع الإسلامي يعيش طبقاً لمبادئ القرآن، ومع ذلك فمن الأصوب أن نقول: إنه يتكلم تبعاً لمبادئ القرآن، لعدم وجود المنطق العملي في سلوكه الإسلامي.
54%
Flag icon
كل الفنون والمهن والقدرات وتطبيقات العلوم تدخل في مفهوم الصناعة.
54%
Flag icon
وإنا لنرى في هذا الباب ضرورة إنشاء مجلس للتوجيه الفني، ليحل نظرياً وعملياً المشكلة الخطيرة للتربية المهنية، تبعاً لحاجات البلاد.
55%
Flag icon
ولسوف تخيب آمالنا التي عقدناها إذا ما عولنا في قضيتنا على العلم الذي نتعلمه في المدارس الرسمية أو غير الرسمية، أو على ما تعدنا به السياسات الانتخابية، وما تعدنا إلا غروراً.
56%
Flag icon
ويمكننا أن نصوغ هذه العلاقة في صورة جبرية هكذا: مبدأ أخلاقي + ذوق جمال = اتجاه حضارة.
57%
Flag icon
وعليه فإنه يمكننا القول: إن هناك - بصورة عامة - نموذجين من المجتمع: نموذجاً يقوم فيه النشاط أساساً على الدوافع الجمالية، ونموذجاً يقوم فيه النشاط على الدوافع الأخلاقية أولاً. وهذا الاختلاف الأساسي ليس مجرد اختلاف شكلي، إنه يؤدي إلى نتائج تاريخية ذات أهمية كبيرة.
60%
Flag icon
إن الشيء الذي يهمنا في المجتمع الناشئ هو الناحية التربوية في عملنا، لا الناحية الكسبية،
Ahmed Abdelrazek
هل المقصود أن الأولوية تكون لتفعيل قيمة العمل عند الناس، وزرع فكرة الإحسان والإتقان في نفوسهم، و توفير مجال عملٍ يُبرز فيه كل صاحب فن فنه، عندئذ يأتي الكسب بشكل تلقائي؟
60%
Flag icon
إن توجيه العمل في مرحلة التكوين الاجتماعي عامة يعني سير الجهود الجماعية في اتجاه واحد، بما في ذلك جهد السائل والراعي وصاحب الحرفة، والتاجر والطالب والعالم والمرأة والمثقف والفلاح، لكي يضع كل منهم في كل يوم لبنة جديدة في البناء.
60%
Flag icon
فإعطاء ثلاثة حروف من الأبجدية عمل، وتقبل هذه الحروف عمل، وإزالة أذى عن الطريق عمل، وإسداء نصح عن النظافة أو الجمال - دون أن يغضب الناصح حين لا يصغى لنصحه - عمل، وغرس شجرة هنا عمل، واستغلال أوقات فراغنا في مساعدة الآخرين عمل، وهكذا..
60%
Flag icon
فنحن نعمل ما دمنا نعطي أو نأخذ بصورة تؤثر في التاريخ.
61%
Flag icon
وعليه فإن القضية في البلاد الإسلامية ذات طابع يختلف تمام الاختلاف عن صورتها في أوربا، ومن هنا كان حتماً علينا دراسة هذه المشكلات دراسة خاصة، ومن ثم تحديد رأس المال ذاته من زاوية أخرى، باعتباره آلة اجتماعية تنهض بالتقدم المادي، لا آلة سياسية في يد فئة رأسمالية كما عالجها ماركس ومدرسته،
62%
Flag icon
وينبغي لنا أن نفهم قبل كل شيء أن كلمة (رأسمال) ليست من مصطلحاتنا، ولا هي من الشيء الذي تعودناه، فنحن دائماً نخلط بين شيئين متمايزين تمام التمايز: الثروة ورأس المال.
62%
Flag icon
الحالتين تظهر الثروة معرفة لنا بطابع مكاسب الشخص غير المتحركة غير الداخلة في الدورة الاقتصادية؛ فهي شيء محلي مستقر في حقل صاحبه أو داره أو حول خيمته، وليس لها من عمل مستقل بوصفها قوةً مالية تدخل في بناء الصناعات وتمويلها، أو في تجارة التصدير والاستيراد، أو غير ذلك من الميادين الاقتصادية، كما هو الشأن في رأس المال.
62%
Flag icon
يسهل علينا تحديد معنى (رأس المال)، فهو في جوهره: (المال المتحرك) الذي يتسع مجاله الاجتماعي بمقتضى حركته ونموه في محيط أكبر
62%
Flag icon
من محيط الفرد، وأقصى من المقدار الذي تحدده حاجاته الخاصة.
63%
Flag icon
ولا شك أن المال الذي تصبح هذه حاله من التنقل بين البلاد، يخلق حركة ونشاطاً، ويوظف الأيدي والعقول، أينما حل وحيثما ارتحل.
63%
Flag icon
فإن همنا الأول أن تصبح كل قطعة مالية متحركة متنقلة تخلق معها العمل والنشاط،
63%
Flag icon
فالقضية ليست - كما بينا -في تكديس الثروة، ولكن في تحريك المال وتنشيطه، بتوجيه أموال الأمة البسيطة، وذلك بتحويل معناها الاجتماعي من أموال كاسدة إلى رأس مال متحرك، ينشط الفكر والعمل والحياة في البلاد.
Ahmed Abdelrazek
كيف يكون (توجيه أموال الأمة البسيطة وتحويلها لرأس مال متحرك)؟ المشاريع الصغيرة مثلاً؟
64%
Flag icon
لنتخذ من الآن الحيطة حتى تكون أموالنا مطبوعة بطابع الديمقراطية لا بطابع الإقطاعية. فالقضية إنما هي قضية منهاج يحدد لنا تخطيطاً مناسباً نبني عليه حياتنا الاقتصادية، ولا يكون فيه مكان لتركيز رؤوس الأموال في أيدي فئة قليلة، تستغل السواد الأكبر من الشعب، بل يجب أن يتوافر فيه إسهام الشعب مهما كان فقيراً، وبذلك يتم التعادل بين طبقات المجتمع، وتنسجم مصلحة الجماعة مع مصلحة الفرد.
64%
Flag icon
ولا يفوتنا أن ننبه بإلحاح إلى أننا بحاجة إلى تكوين مجلس لتوجيه (الثروة) وتوظيفها، لتتحول إلى (رأسمال) بالمعنى الآنف الذكر ولتخطيط أهدافه الاقتصادية.
64%
Flag icon
ولسنا نرى في الأقاويل التي تقوَّلها على حقوق المرأة أدعياء تحريرها، أو الذين يطالبون بإبعادها من المجتمع إلا تعبيراً عن نزعات جنسية لا شعورية. ولتوضيح هذه الحقيقة يجدر بنا أن ننظر إلى الدوافع النفسية العميقة التي تدفع كلا الطرفين إلى القول بآرائه، وحينئذ لن يصعب علينا معرفة هذه الدوافع على حقيقتها، وأنها جميعها تصدر عن شيء واحد هو: دافع الغريزة الجنسية طبقاً لتحليل فرويد. فهذه النقطة كانت مبدأ الانطلاق لكلا الفريقين، غير أنهما سارا بعد ذلك في طريقين مختلفين.
65%
Flag icon
وهكذا نرى أن كلا الفريقين قد يصدر رأيه عن اعتبار واحد هو الغريزة، ولا أمل لنا في أن نجد في آرائهما حلاً لمشكلة المرأة.
65%
Flag icon
وإذن فهذه المشكلة ينبغي أن تصفى أولاً من مثل هذه النزعات، ثم تُحل حلاً يكون الاعتبار الأول فيه لمصلحة المجتمع؛ فالمرأة والرجل يكونان الفرد في المجتمع: فهي شِقُّ الفرد، كما أن الرجل شقه الآخر.
65%
Flag icon
فالمرأة والرجل قطبا الإنسانية، ولا معنى لأحدهما بغير الآخر، فلئن كان الرجل قد أتى في مجال الفن والعلم بالمعجزات، فإن المرأة قد كونت نوابغ الرجال.
66%
Flag icon
وإذا تساءلنا هل يجب نزع الحجاب؟ أو هل يسوغ للمرأة التدخين؟ أو التصويت في الانتخابات؟ أو هل يجب عليها أن تتعلم؟ فينبغي ألا يكون جوابنا عن هذه الأسئلة بدافع من مصلحة المرأة وحدها، بل بدافع من حاجة المجتمع وتقدمه الحضاري، إذ ليست الغاية من البحث في اشتراكها في هذا المجتمع إلا الإفادة منها في رفع مستوى المرأة ذاتها، وإذن فليس من المفيد لنا أن ننظر إلى مشكلتها بغير هذا المنظار.
66%
Flag icon
إن إعطاء حقوق المرأة على حساب المجتمع معناه تدهور المجتمع، ومن ثم تدهورها؛ أليست هي عضواً فيه؟ فالقضية ليست قضية فرد، وإنما هي قضية مجتمع.
66%
Flag icon
ولكننا بشيء من النظر نرى أن انتقالنا بالمرأة من امرأة متحجبة إلى امرأة سافرة، تطالع الصحف وتنتخب وتعمل في المصنع، لم يحل المشكلة، فهي لا تزال قائمة؛ وكل الذي فعلناه أننا نقلنا المرأة من حالة إلى حالة،
67%
Flag icon
فالزي الذي تختاره المرأة لنفسها دليل واضح على الدور الذي تريد تمثيله في المجتمع وتمثله فعلاً،
67%
Flag icon
وحبذا لو أن نساءنا عقدن مؤتمراً عاماً يحددن فيه مهمة المرأة بالنسبة إلى مصلحة المجتمع، حتى لا تكون ضحية جهلها، وجهل الرجل بطبيعة دورها، فإن ذلك أجدى علينا من كلمات جوفاء ليس لها في منطق العلم مدلول.
67%
Flag icon
بشرط أن يضم الوسائل الكفيلة بتناول المشكلة من جميع أطرافها، فيجب مثلاً أن يضم علماء النفس وعلماء التربية والأطباء، وعلماء الاجتماع وعلماء الشريعة وغيرهم. وحينئذ نستطيع أن نقول: إننا وضعنا المنهج الأسلم لحياة المرأة، ولسوف يكون هذا التخطيط حتماً في مصلحة المجتمع، لأن علماءه والمفكرين فيه هم الذين وضعوه.
67%
Flag icon
المرأة الأوربية كانت ضحية هذا الاعتبار، لأن المجتمع الذي حررها قذف بها إلى أتون المصنع وإلى المكتب، وقال لها: «عليك أن تأكلي من عرق جبينك»، في بيئة ممتلئة بالأخطار على أخلاقها، وتركها في حرية مشؤومة، ليس لها ولا للمجتمع فيها نفع، ففقدت - وهي مخزن العواطف الإنسانية - الشعور بالعاطفة نحو الأسرة،
68%
Flag icon
وأصبحت بما ألقي عليها من متاعب العمل صورة مشوهة للرجل، دون أن تبقى امرأة. وهكذا حُرم المجتمع من هذا العنصر الهام في بناء الأسرة، وهو العنصر الأساسي فيها، وجنت أوربا ثمار هذه الأسرة المنحلة مشكلات من نوع جديد.
69%
Flag icon
فكيف، وبأي أسلوب يمكن للمرأة المسلمة أن تقوم بدورها؟ إن علماءنا ومثقفينا ونساءنا أنفسهن جميعاً مسؤولون عن هذا الجواب.
69%
Flag icon
فالقضية إذن من حيث إنها تتطلب التنفيذ، هي في النهاية موقوفة على من بيده وسائل التنفيذ، ولا شك أن مؤتمراً يحدث فيه ما يسميه الفقهاء بالإجماع هو الكفيل بهذا، فالقضية تتطلب بالضبط (إجماعاً) لا اختصاصيين، تتطلب حلاً جماعياً، لا وجهة نظر فرد مهما كانت قيمتها.
69%
Flag icon
إن التوازن الأخلاقي في مجتمع ما منوط بمجموعة من العوامل الأدبية والمادية؛ والملبس هو أحد تلك العوامل.
70%
Flag icon
وليس اللباس من العوامل المادية التي تقر التوازن الأخلاقي في المجتمع فحسب، بل إن له روحه الخاصة به.
70%
Flag icon
لأن اللباس يضفي على صاحبه روحه؛
71%
Flag icon
نعم! إنه لمن الغباوة أن ننكر اليوم مشكلة الزّي المناسب لرجال النهضة ونسائها، ولكننا نكون أكثر غباوة إذا ما استسلمنا إلى التقليد البحت، بلا التفات إلى مقتضيات أحوالنا من حيث دستور الجمال وضيقنا الاقتصادي، والقيام ببعض الواجبات كالصلاة مثلاً.
71%
Flag icon
فإذا ما حددت الأخلاق مُثُله وغذى الجمال وحيه، فينبغي عليه أن يحدد هو وسائله وصوره الفنية للتأثير في الأنفس. ويبرز خطر الفن عندما يشرع في تقرير هذه الوسائل، التي تجعله مربياً أو مفسداً، وذلك حسبما يختار من الصور والألحان؛
71%
Flag icon
فإذا ما فهمنا الفن على هذه الصورة، فإننا نستطيع أن نوسع نطاقه حتى يشمل طريقة المشي في الشوارع، وكيفية شرب الماء، وكيفية التثاؤب في المجتمعات العامة؛
73%
Flag icon
إن هذا ليس من روح الفنون بل هو من باب الجنون، وواجبنا أن نضرب على أيدي أولئك المتبطلين، فلا نسمح لهم بأن يشوهوا ذوقنا الفني باسم الفن، والفن منهم براء.
73%
Flag icon
ولكننا نتكلم عليه من حيث قيمته الاجتماعية، وهذه القيمة الاجتماعية للتراب مستمدة من قيمة مالكيه، فحينما تكون قيمة الأمة مرتفعة وحضارتها متقدمة يكون التراب غالي القيمة؛ وحين تكون الأمة متخلفة - كما نقول اليوم - يكون التراب على قدرها من الانحطاط.
76%
Flag icon
غير أنه لن يتحقق لنا مثل ذلك النصر على الصحراء إلا إذا انتصرنا على أنفسنا الخاملة الكسولة، لأن القضية لا تتطلب شجرة واحدة بل مئات الملايين.
76%
Flag icon
ولعل هذا يتطلب منا خدمة شاقة، ولكن لنا في دول أخرى أسوة حسنة، فإنها قد تعرضت لمثل هذه المحن، فواجهتها بكفاح وعبقرية.
76%
Flag icon
ومهما يكن من بدائية وسائلنا فإن علينا أن نعمل، فالعمل ضروري ضرورة دراسة طبيعة الأرض والمناخ، فمثلاً غرس الأشجار في الأرض الصخرية ضرب من العبث في أول الأمر، إذ يجب أن نبدأ بزراعة الشواطئ القريبة من البحار، والتي لا يزال فيها بقية من استعداد لأن تستصلح بغرس الأشجار، ويكون ذلك بإنشاء مراكز فنية في مناطق معينة، ينطلق منها (التشجير) إلى داخل البلاد. هذا من الناحية الفنية، أما من الناحية النفسية، فإننا نحتاج إلى أن تصبح الشجرة رمز رجل البلاد المهددة بالرمال في إرادته للبقاء، بل ليكن لنا يوم للشجرة، يكون عيداً يتمثل فيه كفاحنا ضد الرمل الذي نرى خطره اليوم في غالب بلاد العروبة والإسلام.
77%
Flag icon
لن نستطيع إنقاذ ذريتنا من الأجيال القادمة إلا بالعمل الشاق الذي يقوم به جيلنا الحاضر، وعندما تتحقق تلك المعجزة التي تكون بانتصارنا على أنفسنا وعلى أهوال الطبيعة، فإننا سوف نرى أية رسالة في التاريخ نحن منتدبون إليها، لأننا نكون قد شرعنا في بناء حياة جديدة، ابتدأت بالجهود الجماعية بدل الجهود الفردية، ولسوف تظهر أمامنا بعد ذلك أعمال جليلة خطيرة، ولكنها لا تخيفنا، لأن شعبنا أخضع التراب ومهد فيه لحضارته، ولم يعد شعباً يخاف نوائب الزمن.