More on this book
Community
Kindle Notes & Highlights
علي أن كل مصيبة وإن جلّت لابد يومًا أن تُؤلف.
لتهن الهموم جميعًا ما دمت حسن الختام..
ولكنها ارتطمت في النهاية بذاك الهـدوء الـحكيم كما تنتهي مياه الشلال المتدفقة الراغية المزبدة في النهر الرصين.
الفتوة وحده يعيش في بحبوحة ورفاهية، وفوق هذا الفتوة الأكبر، والناظر فوق الجميع، أما الأهالي فتحت الأقدام. وإذا عجز مسكين عن أداء الإتاوة انتقم منه فتوة حيه شر الانتقام، وإذا شكا أمره إلي الفتوة الأكبر ضربه الفتوة الأكبر وأسلمه إلي فتوة حيه ليعيد تأديبه، فإذا سولت له نفسه أن يشكو إلي الناظر ضربه الناظر والفتوة الأكبر وفتوات الأحياء جميعًا. وهذه الحال الكئيبة شهدتها بنفسي في أيامنا الأخيرة، صورة صادقة مما يروي الرواة عن الأزمان الماضية.
فقالت بسخرية ومرارة معًا: ـ هذا حال المتخمين بأرزاق الناس.
الناس يخضعون للقوة لا للشرف.
وإنك لا تكره الظلم إلا إن وقع عليك؟!
ـ يا لكم من جبناء وأشرار! والله ما كرهتم الفتونة إلا لأنها كانت عليكم، وما إن يأنس أحدكم في نفسه قوة حتي يبادر إلي الظلم والعدوان، وماللشياطين المستترة في أعماقكم إلا الضرب بلا رحمة ولا هوادة، فإما النظام وإما الهلاك.
رفاعة لم يمت يوم مصرعه، ولكنه مات يوم انقلب خليفته فتوة!
الخوف لا يمنع من الموت ولكنه يمنع من الحياة.