عن الثورة والحرية

مقتطفات عن الثورة والحرية ، من كتابي الأول : نادماً خرج القط - الصادر في نوفمبر 2007 ، من تقديم الكاتب الكبير : د. أحمد خالد توفيق





من قصة : حكاية س





يُحكى أن حاكماً حكم لفترةٍ طويلة وبلغ جبروته الذروة ، وانتعشت حركة الاعتقالات مستيقظةً من سباتها ، وتجلت كل المظاهر لديكتاتوريةٍ شبقة تتوق لأفاعيل حاكمٍ ديكتاتور ..

تكررت نفس المشاهد التي كنا نقرأها في كتب التاريخ المكسوة بالغبار ، والتي كنا نشاهدها في أفلامنا القديمة ..

وجوه الثوار احمرّت غضباً ، الأقلام المتحمسة تكسو الصفحات ، وإعلامٌ يظل فاسداً لأنه طوع أمر الحاكم ...

ووسط هذا كله انطلقت كلاب الحاكم مُشمشةً تبحث عن كل من كفر بالحاكم ، وعرش الحاكم ، واكتظت المعتقلات



* * * *



..... وأيضاً كي يدرك الحاكم وكلابه أنهم ان استطاعوا أن يخرسوا صوتاً.. فإن ذلك لن يمثل النهاية السعيدة التي يحلمون بها.. وأنه ستظهر آلاف الأصوات كي تبرهن على عجزهم أمام إرادة الشعب.



* * * *





..... ظلت تحويلات الرصيد التي لا يدري مصدرها تأتي كاتبنا الوطني (س) دوماً، وظل يتجاهل التفكير في مصدرها مؤمناً أن هذا لا يهم. شاغلاً نفسه بقضايا أكبر..

وظل لا يعلم أن كل طفل في البلاد يدّخر من مصروفه ليقوم بتحويل رصيد لرقم هاتف (س) المحمول..

وعلى عرشه ظل الحاكم ينتفض غضباً لما بلغ لهذا الـ (وطني) من تأثير..

أو ربما كان ينتفض بسبب بعض النتوءات غير المريحة في كرسي عرشه..

لا أحد يعلم!







من قصة : إنه يتنفس تحت الـ ..







تأخرتَ كثيراً في الحصول على حريتك.. هيا افعلها.. ارفع قبضتك لأعلى.. دُقّ بعنف.. انبش ذاك الحاجز..

لابد يا عزيزي كي تحصل على حريتك المطلقة...

أن تخرج أولاً من قبرك !





من قصة : مسرح كبير



اجعل وثبات عدوِك واسعةً بعرض آمالك وأحلامك



* * * *



خط النهاية يلوح .. يقترب .. وصاحبك يبذل جهده كي يستعيد مكانته .. لا تعبأ .. الخط يقترب .. لن تخسر هنا .. كن كالبرق أو أشد وتحمل هذه الخطوات القليلة .. هيا اقترب يا خط النهاية الأبيض .. اقترب يا خط النهاية الأبـ...

تمت الوثبة ! .. وثبتك .. التي نقلتك من أرضٍ كنت تشقى فيها إلى بر أمانٍ وراحة .. ونصر !







من قصة : فقط لو تصمت !





خير : عيانة يا سلطان .. هموت باين .. آه يا سلطان الحقني !







من قصة : زنوبيا



-" سنواتٌ طوال، عقودٌ طويلة، قرونٌ طويلة.. لا فرق.. كل ذلك يتساوى أمام طاحونة الزمن؛ التي تحيله إلى سطورٍ في سجل التاريخ على أي شكلٍ كان.. لكن من يثبت أمام جحافل الرومان ويصمد؛ فيكفيه شرف ثباته.. سيكون صرخةً أطلقتها (تِدمُر) في وجه الظلم."

-".. . ويا شعب (تِدمُر).. سنواتٌ طوال قد عشتموها أحراراً، لكم سماءكم، وهواءكم، وماءكم، وخيراتكم، وهويتكم.. فثقوا أنه قد انهار كل من أسر الحرية يوماً، ولن تستطيع (روما) أن تسلبنا حريتنا"



* * * *



الملكة الجميلة تجيد إبداء ردود فعلها..

-" أرفض (روما) وسيطرتها"

شيطانٌ أحمر يتبدّى في عيني الثعلب..

-" تعلنين التمرد إذن! "

الملكة معتدّة..

-" أقود شعبي للتحرير.. فهو ما نبغيه"

ساخراً سأل..

-" تُرى هل تدرين ماذا سيكون مصيرك؟!"

نظرت له بخواء، وأطالت النظر.. عينا الملاك تصارع عيني الثعلب..

أجابت الحزينة (زنوبيا)..

-" أُدرك مصيري.. سأكون بساحات (روما)، يكبلني الحديد"

" (أورليانوس).. يذهب الانكسار، ويذهب الانتصار.. وبعد قرون، ستصير (تِدمُر) المنكسرة، و (روما) المنتصرة - كلاهما - كومة من الحجارة.. وسنصير - أنا وأنت - مجرد تمثالين بساحة الآثار.. لا قيمة لنصرك.. ما أثق به أنه في كل زمانٍ، وبكل مكان.. ستظل الصورة المرسومة محفورةً في أذهان أجيالٍ ستأتي، وانطباعٌ لن يتبدّل: أن (روما) ستظل تمارس ظلمها وطغيانها، و (تِدمُر) ستظل تقاوم رافضةً الظلم والطغيان.. وفي الأذهان، تنتصر (تِدمُر).. (تِدمُر) الحرية.. (تِدمُر) الصرخة الكامنة بقلب كل إنسان"



* * * *



والبعض من شعب (تِدمُر) يتقدم هائجاً ليثأر لإراقة دمعها.. يبغي تحريرها..

(أورليانوس) وديوكه يعملون.. السهام تنطلق لتحصد الأجساد المتقدمة المندفعة من أهالي (تِدمُر).. ومن يفلت منها ينل شرف الموت بسيف (أورليانوس)..

عيون الحاضرين من أهل (تِدمُر) جميعاً قد سكنها الغضب.. سكنها البأس الشديد..

تشابكت أذرعهم وتقدموا كتلةً واحدة.. كياناً واحداً.. كيانٌ تُنشئ فيه سهام الديوك ثقوباً.. لكن لا يهم.. أرعد يا شعب (تِدمُر).. أرعد يا شعب (زنوبيا)..

وفي صوتٍ واحدٍ هزّ جدران المكان دوّت عباراتهم..

" قـتّلــوا أجسـاداً لـن يحـصـدهـا السيف الحاصد..

بــــــدّدوا أيـامـاً لــــن يـنـهبـهـا الـوقـــــــت الـراصـد..

لكـن لـن نُـهــــــــــمـل (زنوبيا) أو صـــــــرخـة (زنوبيا)..

(زنـــــــــوبـيـــــا) (زنــــــــوبـيــــــا) (زنـــــــــــوبـيــــــا)..



* * * *





-" لوّحوا بأيديكم ودّعوا (زنوبيا).. أوصوا الشعراء أن يكملوا قصائدهم.. أوصوا الثوار أن يظلوا ثوّاراً.. ربما تكون (تِدمُر) قد انتهت من الأرض.. ربما كانت في طريقها الفعلي للفناء؛ لكنها صارت بالمدار، سكنت القلوب، أصبحت الصرخة، وغدت النار التي تحرق كل كيانٍ ظالم.. "

تلتفت للفأر المذعور، وبقايا الثعلب - (أورليانوس) العظيم - تنظر له بعينيها الجميلتين في شماتة..

-" انهِ مهمتك (أورليانوس).. خذني إلى (روما) إن شئت.. فقد علت الصرخة وتعاظمت حتى كبرت على الموت.. ."

تصرخ فيه مكملةً..

-".. . لا عسكرك (أورليانوس)، ولا جند (روما)، ولا كل (روما) تستطيع أن تخمد تلك الصرخة.. "





* * * *



سدُّ الشعب المنيع يتقدم.. زاد اشتعال النيران في العيون، علا صوت الرعد أكثر من الحناجر..

سهامٌ رومانية تتطاير.. ورقابٌ، وجثثٌ من (تِدمُر) تتساقط..

لكنهم يواصلون التقدم.. الموسيقى الملحمية التي تنطلق مدوية مع كل انتفاضة شعب، ها هي تدوي كأقصى ما يمكن..

أرعد يا شعب (تِدمُر)..





الصفحة الرسمية للكتاب :

http://www.facebook.com/nademan5araga...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on February 21, 2011 17:29 Tags: عن-الثورة-والحرية
No comments have been added yet.