مونتاج..

2015 بالنسبة لي تنتهي بالخوف.

تنتهي بالأشباح،وبالاختفائات التدريجية للأجسام المتحركة المفضلة إلي.تختفي قبل الآوان.وقبل القطع .وقبل أن يضع المزلاج خُطافه في ثقب الشريط الأسود ليذهب بي للكدر الموارب ما وراء العدسة.

أحببتُ "مونتيرًا " لأن غرفة التوليف.كغرفة الولادة . ننسى أننا نقف أمام معجزة الحياة وسر الحياة المقدس، بل أمامنا امرأة نحاول انقاذها و سحب جنينها خارج الرحم .كذلك الفيلم نحاول تداركه بكل عيوبه وتشوهات الصورة .نداركه بعلم حديث درسناه.وبرامج متطورة تتيح لنا إعادة التلوين،وترتيب اللقطات.وضبط التزامن بين الصوت وبين حركة الشفاه .نفعل ما نود فعله في حياتنا عادة، ننقذ ما نسطيع أنقاذه. ونتذكر أننا لسنا آلهة خلاقة للفن.ما زلنا بشرُ نصيب ونخطئ.ونستر سوءاتنا حتى لا تفضحنا الشاشة. فيوم الحساب هو يوم العرض .

كوكبُ الأرض مُرهِق.وكما قال رجل غريب في معلومة "داتا" عشوائية ألقتها شاشة الحاسوب أمام عيناي أثناء التصفح."إن كنا خُلقنا من تُراب،فلماذا لا ينبتُ منا الورد ؟ " .

سؤاله يبدو فاضحًا بالنسبة لي ..فترابُنا غنيٌ بالألياف يا صديقي.
والأملاح، والمعادن ، وبعض الكتل الدهنية، واللحمية .والدماء.
حمراء اللون .هكذا خلقنا الله لنراها.
لون الحب والخطيئة والغضب.هكذا خلقنا الله لنشعر به.
وخوفي.شبحٌ يعيش في الزجاج.بلا لون.وبلا صاحب.وإن حاولتُ القبضَ عليه.بأحد انعكاساتي في مرآة الحقيقة.يداهمني بالحقائق.لتطفو كسمك نافق فوق السطح .ويتحول وجهي إلى آثم.بتجاعيده وترهلاته.والبرك التي حفرتها منسوب المياه تحت عيني.يتحول وجهي إلى خطيئة تُجسد كل ما فعلته صائبًا.وكل ما ارتكبته خطأ،لجلُ الوصول إلى الحقيقة.

وهَل أصل ؟
لا تزال البصيرة في مرحلة الولادة.
لا تزال في غرفة التوليف.وقد أموت ولا أخرج منها أبدًا .
أحدثكم عن من خارج عالم الحكي.
وعامكم سعيد.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 30, 2015 16:17
No comments have been added yet.