في ذم الرغبة
منذ غامر أبونا آدم ( إن كان غامر، وكان أبانا)،وأكل التفاحة (إن كان أكلها)،ونحن نتبع خطاه (إن كانت خطاه، ما لم نكن ضحايا جيناتنا)لاهثين وراء التفاح (أيا كان لونه):تفاح معلق لم يمسسه إنس ولا جان،تفاح غض مكنون في تلافيفه،تفاح ناضج متغير اللون يبين سلافه عبر غلافه، تفاح أكثر نضجا من أن يصمد لهوى الريح،تفاح متدحرج على الأرض يقطر،تفاح تنخره ديدان متعضية؛لا جديد في العالم،لا جديد فينا:كلما هبت ريحانتظرنا سقوط واحدة،كلما نضجت واحدةمددنا يدا للقطف، كلما تمايلت واحدةتمايلنا باتجاهها،لا جديد فينا:"العوق" هو "العوق"،والدودة هي الدودة!
تمنى شوبنهاور قدوم الشيخوخة،كان يريد فك أغلال الغريزة الرعناء،وينظر للعالم متقد الذهن،نافذا عبر تجاويفهبعد أن جفت عنها لزوجتها،ومحلقا فوق قممه بعد أن خفت أثقاله.الشيخوخة صعودنا في اتجاه الحكمة،خصاؤنا مما يشتتنا.في الشيخوخة نعرف أنفسنا التي طالما بحثنا عنها، بعد أن يكون القطيع قد اقتطع ضريبته منا،ولعبت بنا الجينات لعبتها الأبدية.
قبل ان أنام...أصل هاتفي بالشاحن، وأصل الأي باد بشاحنه،وأترك اللاب توب موصلا بالكهرباء،والمودم موصلا باللاب توب، وأ غلق الباب الخارجي للبيت،وأغلق التلفزيون، و باب الثلاجة،وشباك النافذة،وأطفيء إضاءة الغرفة بعد أن أكون قد أغلقت بابها، وأفتح جهاز التكييف، ومصباح القراءة،ثم أغلق عينيّ، وأطفيء وعيي،و أصل جسمي بالنوم، وأفتح كتاب الأحلام.
Published on December 14, 2010 13:01
No comments have been added yet.
حسين العبري's Blog
- حسين العبري's profile
- 32 followers
حسين العبري isn't a Goodreads Author
(yet),
but they
do have a blog,
so here are some recent posts imported from
their feed.
