نساوة وابتهال


نساوة
لا أتذكر ما حصل بالأمس.كان الإثنين؛ فاليوم هو الثلاثاء.وقد ذهبت للعمل؛فالإثنين يوم عمل.ولا بد أني أكلت شيئا في الصباح أوالمساء؛ فأنا لا أشعر بالجوع الآن.وقد أخذت دش ماء قبل خروجي أو بعد وصولي للبيت؛ فليست رائحتي رائحة جسم بائت.وقد استعملت سيارتي، وإلا ما وصلت إلى مقر عملي،ولبست مصري ودشداشتي، وإلا كانوا أرجعوني إلى البيت،ولكان شيء ما من ذلك علق بذاكرتي.هل فعلت بالأمس شيئا خاطئا أو صائبا؟ ما يهم، إن كنت قد نسيته؟وحتى إن كنت فعلت شيئا خاطئا،فلا بد أنه كان خاطئا بدرجة بسيطة؛ لأني ما أزال طليقا.ماذا حدث أمس بالضبط؟لقد عشت حياتي؛ فأنا ما زلت حيا.ولعلي مارست أدواري؛فلا اختلاف في الأماكن والوجوه من حولي.لقد بدأ إحساس بالامتعاظ يندى داخلي،هل يجب عليّ أن أقلق؟ما يهم؟غدا سوف أكون قد نسيت أسئلتي هذه، وعلّي أن أفكر في أسئلة جديدة. لأتمنى فقط:أنني سأتوهم غدا أنني فعلت أشياء أجمل هذا اليوم!

ابتهال
عليّ أن أكون شاكرا في كل وقت،وعلى كل شيء:عليّ أن أشكر وجودي؛ فهو أفضل من عدمي،وأن أشكر صحتي؛فهي أفضل من مرضي،وأن أشكر السماء على نعمة النهار والشمس،والليل والقمر،عليّ أن أشكر مرضي؛ فهو أفضل من مرض آخر أكثر فتكا،علي أن أشكر التراب لأنه ينبت الشجر،والشجر لأنه يعطيني الثمر،علي أن أشكر البحر والسمك، علي أن أشكر قلبي لأنه يدق، ودمي لأنه ينبض،علي أن أكون ممتنا للحَب الذي آكل، والهواء الذي أتنفس،علي أن أشكر الألم الذي ينتابني؛ فهو يجعلني إنسانا أفضل،وسوء الحظ علي أن أشكره؛لأنه يعرفني معنى الحظ،والفقر؛ لأنه يعرفني معنى العوز،علي أن أشكر أبي أن جعلني ابناً، وأبوه أن جعلني حفيدا،  علي أن أشكر زوجتي أن جعلتني زوجا،وابني أن جعلني أبا، وابنه أن جعلني جدا، علي أن أشكر عقلي؛ لأنه ينير طريقي، وجهلي؛ لأنه يجنبني رؤية ما لا أفهم،وعلي أن أشكر أن أُعطيتُ اللسان الذي أشكر به،والقدرة على الشكر، والرغبة في الشكر،وعليّ أن أشكرني، لا، ليس علي أن أشكرني؛ فالآلة لا يجب أن تشكر إلا صانعها ومشغلها. 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 08, 2010 07:02
No comments have been added yet.


حسين العبري's Blog

حسين العبري
حسين العبري isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow حسين العبري's blog with rss.