"على ذمتي ما بيوصلوا للخمسين"!
“طبيعي يصير فيه احترام لإيران، لأنها جاءت وساعدت في سوريا.. ما فيه جيش.. الإيرانيين عدد محدود جدا، ما بعرف 20، 25، 40 .. على ذمتي ما بيوصلوا الخمسين ... “.. هذه إحدى المعلومات الثمينة التي قدمها حسن نصر الله ليلة البارحة، وميزتها أنها رقمية تعبر عن درجة المصداقية في الخطاب ! لشخصية احترقت ورقتها منذ زمن بعيد.
“طبيعي يصير فيه احترام لإيران، لأنها جاءت وساعدت في سوريا.. ما فيه جيش.. الإيرانيين عدد محدود جدا، ما بعرف 20، 25، 40 .. على ذمتي ما بيوصلوا الخمسين ... “.. هذه إحدى المعلومات الثمينة التي قدمها حسن نصر الله ليلة البارحة، وميزتها أنها رقمية تعبر عن درجة المصداقية في الخطاب ! لشخصية احترقت ورقتها منذ زمن بعيد.
هناك عينة من المغالطات السائدة في المشهد العربي، فالأفكار التي يطرحها في تقييم المشهد العربي والسياسة الخليجية والسعودية خلال العقود الماضية، تعبر عن بقايا الرؤية القومية واليسارية المتجمدة، من بعض نخب منطقة الشام ولهذا اعتبر الكلمة كاتب مثل “أسعد أبو خليل” في تغريدة مباشرة بعد الخطاب “بأنه لم يتحدث أي زعيم عربي منذ الراحل جمال عبدالناصر.. بهذه الصراحة والصدق الضروري، من أقوى خطبه على الإطلاق”. في خطابه عن المشهد العربي وإيران واليمن. توجد بعض الأفكار والقضايا التي تطرح عادة وفيها مغالطات تاريخية منذ السبعينات حول أحداث المنطقة العربية، فيتوهمها بعض النخب لتحميل دول الخليج مسؤولية الفشل العربي.
إحدى المغالطات تبدو في مسألة ضم جمهورية اليمن لمجلس التعاون، وادعى أنه رفض لأنها دولة درجة ثانية، وكأن الخليجي يحتقر اليمن، ولا يرى أنه مؤهل لهذا المجلس، ولغة قومية تحاول أن تحمل فشل اليمن ومشكلاتها لدول الخليج والسعودية. هذه الفكرة للأسف تأثر بها حتى بعض الخليجيين. المغالطة تكمن في أن مجلس التعاون منذ البداية قام على تشابه أنظمة سياسية، وليس جمهوريات.. ولو أن القضية فيها احتقار خليجي واعتبار اليمن درجة ثانية، فإن العراق كان في الثمانينات أكثر تقدما وحضورا وأهمية سياسيا واقتصاديا وجغرافيا، ولهذا؛ السؤال عن اليمن جغرافيا وسياسيا.. فيه مغالطة وتجاهل لحقائق كثيرة، فالأولى السؤال عن العراق. ومع ذلك حاولت ولا تزال تحاول دول الخليج.. ضمه تدريجيا، ودعمه اقتصاديا خلال العقود الماضية.
المغالطة الثانية تتعلق بالسياسات الخليجية في المنطقة العربية بصورة عامة، حول بعض الأحداث التاريخية، فتكرار حكاية دعم صدام حسين، لا معنى لها دون أن تستحضر مباشرة الخميني وثورته، ولهذا ما هي الغرابة في هذا الدعم. في كثير من الأحداث التاريخية يمكن أن نختلف حول التفاصيل وأسلوب إدارة الحدث.. لكن المغالطة في المبدأ ذاته، قفز على السياق التاريخي للحدث. وعندما ذكر الاجتياح الإسرائيلي للبنان 1982م ادعى أنه لم تأت إلا إيران وسوريا! وكأن دول الخليج لم تقدم جهودا ضخمة في تلك الأزمة، والمثير أنه يذكر سوريا وكأنها قررت ذلك بمفردها ودون تنسيق عربي.
عندما تحدث عن الإرهابيين في العراق والتفجيرات.. تناسى حسن نصر الله الدور السوري البعثي الذي يعرفه العراقيون جيدا، ونخبه السياسية.. وكيف أن دمشق كانت تنظر إلى سقوط بغداد 2003م، ونجاحها ديمقراطيا.. إلى أن جاء الدور عليها، ولذلك كانت في مقدمة من دعم عدم الاستقرار في العراق وإفشال الديمقراطية.
أما مقارنة ما يحدث في اليمن وكأنه الربيع التونسي وغيره.. فهي مغالطة مكشوفة. فالواقع أن الميليشيا الحوثية خارج نسق التغيير السلمي الرائع الذي سطره الشعب اليمني، وما فعله علي صالح والحوثيون لا علاقة له بهذا.
عاصفة الحزم هي ليست حربا من أجل الحرب، وليس لها أهداف توسعية أو سيطرة ولا حتى التخلص من أي طرف أو تيار من الشعب اليمني بمن فيهم الحوثيون، وإنما إنقاذ الدولة اليمنية من الفوضى، والتدخل الأجنبي الإيراني الذي جرب لأكثر من ثلاث عقود في لبنان.. وأصبح لبنان بوجود ميليشيا حزب الله، من أبرز الأمثلة البائسة لتعطيل الدولة العربية.
ما يميز عاصفة الحزم أنها سيناريو ورؤية سعودية خليجية، وليست غربية أو أمريكية، استطاعت فيها إخراج عملية عسكرية وبناء تحالف وتفاهم دولي واسع بصورة متقنة، أعادت للسياسة السعودية الخارجية وهجها.. وهذا هو سر الصدمة النفسية الكبرى، وحالة الهذيان التي شعر بها المعسكر الإيراني والمتحالفون معه!
alkhedr.a@makkahnp.com
عبد العزيز الخضر's Blog
- عبد العزيز الخضر's profile
- 44 followers
