اليمن.. العلاج بالصدمة
كانت الساعة الـ12 من ليلة الخميس.. لحظة تحول حاسم للإجابة على كل الأسئلة السياسية التي ظلت معلقة منذ سقوط صنعاء في سبتمبر الماضي. خلال عدة شهور اختبرت النوايا الإيرانية والحوثية على الأرض، فلم تعد مجرد ظنون، ومبالغات إعلامية.. حيث واصلت أطماعها السياسية بتدخلها العلني في اليمن، واستكمال خطوات الانقلاب الحوثي، مستغلة حالة ضعف الحكومة المركزية اليمنية بصورة عامة. مضى نهار الأربعاء.. على وقع حالة من الابتهاج في الإعلام الإيراني، وتوابعه من قنوات وأصوات في مواقع التواصل، لإقرار الأمر والواقع والاستسلام له، فيتحول الحوار والتفاوض المطلوب منذ فترة طويلة إلى مجرد إقرار بشرعية الانقلاب الحوثي، فأعادت الضربة الجوية المفاجئة.. توجيه الأمر الواقع إلى مسارات أخرى.
كانت الساعة الـ12 من ليلة الخميس.. لحظة تحول حاسم للإجابة على كل الأسئلة السياسية التي ظلت معلقة منذ سقوط صنعاء في سبتمبر الماضي. خلال عدة شهور اختبرت النوايا الإيرانية والحوثية على الأرض، فلم تعد مجرد ظنون، ومبالغات إعلامية.. حيث واصلت أطماعها السياسية بتدخلها العلني في اليمن، واستكمال خطوات الانقلاب الحوثي، مستغلة حالة ضعف الحكومة المركزية اليمنية بصورة عامة. مضى نهار الأربعاء.. على وقع حالة من الابتهاج في الإعلام الإيراني، وتوابعه من قنوات وأصوات في مواقع التواصل، لإقرار الأمر والواقع والاستسلام له، فيتحول الحوار والتفاوض المطلوب منذ فترة طويلة إلى مجرد إقرار بشرعية الانقلاب الحوثي، فأعادت الضربة الجوية المفاجئة.. توجيه الأمر الواقع إلى مسارات أخرى.
المفاجأة والصدمة بحد ذاتها.. حققت مكاسب هائلة فورية على مستوى استراتيجي ونفسي وإعلامي، وأعادت ترتيب الأوراق، والرؤية للحالة اليمنية بصورة جذرية. جميع تراكمات الماضي وسوء التقدير الذي حدث.. أدى إلى تمدد إيراني لا يريد أن يتوقف، فكانت هذه الضربة ضرورة فرضتها معطيات الواقع اليمني المتدهور. لا أحد يقول أو يدعي أن هذه الضربة أو ضربات مستقبلية هي الحل السحري، وأنها ستعيد كل الأمور إلى حالتها.. وأنها كافية، لكنها خلال ساعات معدودة قلبت المشهد، وأربكت الرؤية الإيرانية ولغتها المتغطرسة خلال الأشهر الماضية.
لم يكن نجاح الضربة الأولى في تعداد الأهداف الميدانية التي استهدفتها، وإنما قدرتها على تحقيق تفهم دولي واسع، وتحالف كبير، مما جعل التصريحات الإيرانية التي تلت ساعات الضربة تتحدث عن القوانين الدولية، فتقول المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، إن “إيران تعتبر أن خطوة من هذا النوع خطيرة، وغير محسوبة، وتخالف القوانين والأعراف الدولية، وطالبت باحترام سيادة واستقلال الدول”، كان ظهور هذه اللغة بحد ذاتها أحد منجزات الضربة الفورية.
وإذا كان الحديث عن الأعراف الدولية فمجلس الأمن والجامعة العربية يعترفان بهادي كـ”رئيس شرعي” لليمن، والتدخل يأتي استجابة، لدعوة لرسالة وجهها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى قادة دول مجلس التعاون عن الوضع المتردي في اليمن، وكشف فيها رفض ميليشيا الحوثي لكافة سبل الحوار، وتحضيرهم لعملية عسكرية لاجتياح محافظات الجنوب.
اللغة الإعلامية المتحوثة من بعض النخب في الأشهر الماضية والتي تلمح بأنه يمكن إعطاء الحوثي فرصة من أجل حوارات وتفاوضات لمصلحة اليمن. فقد أخذوا الفرصة كافية.. واستنفد خطاب الحكمة السياسي قيمته، حيث أكدت ممارساتهم على الأرض، أن لغة القوة هي التي يفهمونها. لا يمكن الوصول إلى حوار سياسي ناجح، بدون إظهار مخالب عسكرية، واستعمالها بقدر الحاجة. الأداء السياسي الإيراني المتغطرس مؤخرا تزايد بصورة مستفزة لعدة أسباب.. في مقدمتها وهم كبير جدا أن دول الخليج لن تفعل شيئا سوى الكلام السياسي حول الحكمة والحوار، وكان اقترابها من الاتفاق الأمريكي زاد من تهورها على الأرض. الوهم الآخر أنها توقعت بأنه لا يمكن أن تتدخل مباشرة بنفسها وإنما عن طريق قوى أخرى داخلية، كل هذه الأوهام تبخرت فجأة، وظهر عبدالملك الحوثي.. على قناة الميادين بخطاب مرتبك، وتهديدي بالشتم.. يؤكد مفعول الضربة الجوية.
لا معنى لمن ينظر للحديث عن الخطوة التالية، فالشعب اليمني.. هو المسؤول عن بلده، وهي ضربة جاءت تلبية لرئيس شرعي. ومن يحاول إيهام الآخرين والتخويف بأن إيران ممكن أن تتهور وتجر المنقطة إلى مستنقع آخر من الحروب.. فالواقع يحدثنا بأنها تهورت في السنوات الماضية بما فيه الكفاية، وهذه الضربة وغيرها ستجعلها تعيد الحسابات في أكثر من منطقة.
عبد العزيز الخضر's Blog
- عبد العزيز الخضر's profile
- 44 followers
