ذكريات مؤجلة!
أعترف بأن لدي عادة سيئة مستمرة منذ فترة طويلة..منذ أن كنت أكتب مذكراتي أو يومياتي في دفتر ( نعم كان هذا في عنصر الديناصورات قبل اكتشاف الإنترنت وبعده وقبل ظهور المدونات !) ، وهي أنني أؤجل وأسوف كتابة الكثير من الأحداث الهامة أو الجميلة في حياتي حتى أكاد أنساها ! ومع ذلك يظل ذلك الصوت المزعج في داخلي يلح عليّ بأن أدونها، فاضطر للإعتماد على الذاكرة لكتابة تفاصيلها.
هذه الذاكرة كانت ذات يوم مدهشة، وكانت لدي قدرة هائلة على الحفظ، كنت أحفظ حلقات كاملة من أفلام الكرتون المدبلجة عن ظهر قلب، وكان هذا الأمر مفيداً لي في الدراسة..فقد كنت دافورة صغيرة متفوقة
.
اليوم تغير الوضع، فهناك سببان أديا إلى ضعف هذه الذاكره
:
أولهما، الحسد
!
أي والله الحسد من قريبة شريرة
تعاني من ذاكرة معطوبة وبعض الخلايا الكسولة في منطقة الدماغ
!
طبعاً
ذاكرتي
هذه
ورثتها
من
أمي
الحبيبة، التي أيضاً بدأت تضعف ذاكرتها كما تقول بسبب حسد امرأة أخرى لكن لن أقول لكم من هما حفاظاً على أواصر القربى والصداقة العائلية
!
أما السبب الثاني فهو الدكتوراة التي يخرج المرء منها - إن خرج بسلام - ولم يبقى من أسلاك الدماغ إلا سلك واحد صالح للعمل أو اثنان على الأكثر، وبما أنني حصلت على الدرجة في سن مبكرة نسبياً ولله الحمد ، فلا غرابة أن أعاني من أعراض شيخوخة مبكرة الآن.
حسناً لدي
"
كومة
"
ذكريات..أرغب في تسجيلها هنا..لنفسي قبل كل شيء، لأنه في حين أن الذكريات السيئة تلتصق بنا مثل لصقة جونسون
(
تلك اللصقة التي توضع على الظهر لتخفيف الآلآم
!
)
، فإن الذكريات الجميلة أو المميزة تبدو أحياناً كعطر الفواحة يغمرنا بالأريج في اللحظة ذاتها لكنه سرعان ما يتطاير ويبدأ في التلاشي كلما ابتعدنا عن المكان أو الزمان.
من هذه الذكريات
:
تجربتي في ركض السباق الخيري لصالح أبحاث السرطان في لندن، ومغامراتي السياحية في لندن، وتجربتي في العمل لمدة عام ونصف في شركة شل، بيعي لسيارتي الحبيبة سلمى
، سجادتي الصغيرة العابرة للقارات، أيامي الأخيرة في لندن، رحلتي لكاليفورنيا، واستعداداتي للعودة إلى السعودية.
لست متأكدة بالطبع من أن الوقت سيسمح لي بكتابة كل ما أريد، لكن لنقل بأني سأحاول الكتابة عن بعضها على الأقل ! فإذا كنتم مهتمين بقراءة شخبطاتي هنا، فإذا ترقبوني خلال الأيام المقبلة.
كل الود،
الأربعاء ٢٤ - ذو الحجة - ١٤٣١هجرية
١ - ديسمبر - ٢٠١٠
مقهى كوستا في الطابق العلوي من مكتبة بلاكويل
أجلس بجانب النافذة والثلج يهطل بنعومة في الخارج..
مرام عبد الرحمن مكاوي's Blog
- مرام عبد الرحمن مكاوي's profile
- 36 followers

