“عاقر تصلي”
“أعطيتني يا إلهي الحسن والصحة والثروة والجاه والسمعة الطيبة بين الناس. فالشكر ثم الشكر لك.
وأعطيتني عقلاً واعياً، وقلباً محباً، ولساناً لا يتعثر بالكلام. فالحمد، ثم الحمد لجلالك.
وزودتني يا خالقي بجميع الحواس والعضلات والأعضاء كاملة، سليمة، تقوم بوظائفها على الإطلاق في حياتي وحياة كل انثى. وهو العضو المعد لاقتبال بذار الحياة كيلا تنقطع الحياة من الأرض. فهذا، من بعد أن كونته أبدع تكوين، ووضعته في مكان حصين، أمين، قضيت عليه بالعقم. فلا ينبت فيه أي زرع، ولا يختلج فيه أي جنين. فلماذا كونته يا خالقي، ثم ندمت على تكوينه فعطلته؟
ما نفعي من رحم لا ترحم؟ إنها تسخر بأنوثتي وتجعلني مضغة في أفواه النساء اللواتي تقذف أرحامهن بالبنات والبنين.
ما نفعي من ثديين لم ينتفخا يوماً باللبن، ولم يمصصهما فم طفل؟ إنهما يتهكمان علي. فكأنهما الدعوة إلى وليمة وهمية – وليمة ليس فيها ما يؤكل وما يشرب، ولا من يأكل ويشرب. وكل ما فيها مظاهر براقة، خداعة.
ما نفعي من أنوثتي مادامت لا تقوم بأهم وظائف الأنوثة – وهي الأمومة؟
أريد أن أكون أماً يا إلهي. بذلك تصرخ كل قطرة من دمي، وكل خلية من في لحمي وعظمي، وكل شعرة على بدني. بذلك يصرخ كل نفس يدخل صدري ويخرج منه، وكل فكر أفكره، وحلم أحلمه.
ألا خذ جمالي يا إلهي. وخذ ثروتي وجاهي. وامنحني ولداً يجعل لأنوثتي معنى، ويضفي على أيامي رونقاً.
إسمعني يا إلهي، اسمعني ولا تخذلني!”
وشاع الخبر بعد أسابيع أن قرينة رئيس الوزراء حامل. ثم انقضت خمسة شهور وإذا بـ”الجنين” في بطنها يتكشف عن تورم خبيث في الرحم، والتورم يؤدي إلى عملية جراحية، والعملية تنتهي بالوفاة.
| ميخائيل نعيمة | صلوات | من كتاب هوامش |
Filed under: من كتاب Tagged: ميخائيل نعيمة
وأعطيتني عقلاً واعياً، وقلباً محباً، ولساناً لا يتعثر بالكلام. فالحمد، ثم الحمد لجلالك.
وزودتني يا خالقي بجميع الحواس والعضلات والأعضاء كاملة، سليمة، تقوم بوظائفها على الإطلاق في حياتي وحياة كل انثى. وهو العضو المعد لاقتبال بذار الحياة كيلا تنقطع الحياة من الأرض. فهذا، من بعد أن كونته أبدع تكوين، ووضعته في مكان حصين، أمين، قضيت عليه بالعقم. فلا ينبت فيه أي زرع، ولا يختلج فيه أي جنين. فلماذا كونته يا خالقي، ثم ندمت على تكوينه فعطلته؟
ما نفعي من رحم لا ترحم؟ إنها تسخر بأنوثتي وتجعلني مضغة في أفواه النساء اللواتي تقذف أرحامهن بالبنات والبنين.
ما نفعي من ثديين لم ينتفخا يوماً باللبن، ولم يمصصهما فم طفل؟ إنهما يتهكمان علي. فكأنهما الدعوة إلى وليمة وهمية – وليمة ليس فيها ما يؤكل وما يشرب، ولا من يأكل ويشرب. وكل ما فيها مظاهر براقة، خداعة.
ما نفعي من أنوثتي مادامت لا تقوم بأهم وظائف الأنوثة – وهي الأمومة؟
أريد أن أكون أماً يا إلهي. بذلك تصرخ كل قطرة من دمي، وكل خلية من في لحمي وعظمي، وكل شعرة على بدني. بذلك يصرخ كل نفس يدخل صدري ويخرج منه، وكل فكر أفكره، وحلم أحلمه.
ألا خذ جمالي يا إلهي. وخذ ثروتي وجاهي. وامنحني ولداً يجعل لأنوثتي معنى، ويضفي على أيامي رونقاً.
إسمعني يا إلهي، اسمعني ولا تخذلني!”
وشاع الخبر بعد أسابيع أن قرينة رئيس الوزراء حامل. ثم انقضت خمسة شهور وإذا بـ”الجنين” في بطنها يتكشف عن تورم خبيث في الرحم، والتورم يؤدي إلى عملية جراحية، والعملية تنتهي بالوفاة.
| ميخائيل نعيمة | صلوات | من كتاب هوامش |
Filed under: من كتاب Tagged: ميخائيل نعيمة

Published on April 25, 2014 02:02
No comments have been added yet.