ليتها تعود

صغيرة بوجهِ راضٍ ومبتسم وجميل
وبقدمين عاريتين تقفان على الرصيف
تمدُّ أناملها الصغيرة نحو عربة مرتفعة لبيع البطاطا
كانت تمسكُ بيديها كيس وتتحسسُ بأناملها شيئًا ما على منضدة العربة
ثم تضعه في الكيس وهي مبتسمة وسعيدة بإنجازها الذي لم يلحظه أحد !
لم تكن تدري أنّي الاحظها جيدًا ..
و لم يكن ذاكَ الشيء سوى فتات البطاط الذي يتساقط من أيديهم وأيدي البائع
ولم أكد أفتح باب سيارة الأجرة لأنزل إليها وأنا أعلمُ أنّي لا أملكُ في جيبي سوى
مبلغ زهيد .. لكنه سيكون أكثر من كافٍ لاسعادها
لأشتري لها البطاطا التي تحب و حلوى و ربّما عصير أيضًا ..
لكنها اختفت فجأة من أمامي !
تمامًا كما ظهرت فجأة !
كأنمّا الله أرسلها إليّ صباحًا ليمسحَ عن قلبي هذا الحُزن والكدر
ويُخبرني " أنتِ أفضلُ حالًا من كثيرين يا إيمان .. وأنتِ غارقٌة في نعمِ الله عليكِ ..
لكن بحثكِ عمّا ليسَ هُنا قد أنساكِ قيمة التمتعُ بما هو هنا والآن "

ليتني التقيها من جديد .. احتضنها و أشتري لها ما تُريد
و أضعُ على جبينها الصغير الذي علمني درسًا كبيرًا قُبّلة حب و تقدير ..


#أطفالُ_الشوارع
#طفولة_بين_حر_الشمس_والأرصفة
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 25, 2014 16:02
No comments have been added yet.