“عرس بغل”

“دمشق يا عربة السبايا الوردية وأنا راقد فى غرفتى، أكتب وأحلم وأرنو إلى الماره، من قلب السماء العالية، أسمع وجيب لحمك العارى.”


هل كان الشاعر الكبير “محمد الماغوط” يتخيل وهو يخط تلك الكلمات منذ ما يزيد على نصف قرن أن يأتى تجار الدين والدم لينفذوه حرفيا وليس مجازا.


الحكاية بدأت عندما تطوع المدعو خالد عبد الله عبر قناة الناس، التى يطلق عليها “فضائية دينية”، وطالب عموم المسلمين بالزواج من اللاجئات السوريات، بسبب حالة الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين فى البلاد، وهو ما رفضه النشطاء والحقوقيون فى سوريا والبلاد العربية، لأن المرأة السورية ليست سلعة تباع لتجار النخاسة من شيوخ الخليج والأغنياء العرب مقابل بعض الدولارات التى يعيش عليها أمثال المدعو “خالد عبد الله”.


الرفض الكبير من السوريين جعل الأمر يتوارى قليلا حتى ظن الجميع أن كلام “الشيخ سوستة” قد ذهب حيث يستحق، إلى مزبلة التاريخ، لكن فؤجى رواد المواقع الإجتماعية بوثيقة زواج عرفى تجمع بين خيرت الشاطر الرجل القوى فى جماعة “الإخوان المسلمين” وفتاة سورية تدعي ميساء عمر محمد خليل مقيمة بمدينة الشيخ زايد بالقاهرة، المدهش فى الأمر أنها أصغر منه بنحو 40 عاما.


السؤال الذى يطرح نفسه بعد هذه الوثيقة “الفضيحة” لنائب المرشد العام: كيف تسمح لنفسك وأنت تدعى النقاء والطهارة أن تستغل حاجة فتاة فى عمر أصغر أبناءك، هاربة من جحيم حرب أهلية لتفريغ طاقتك الجنسية.


كيف تنظر للمرأة يا شاطر، وهل تتعامل مع الثورة السورية التى تدعمها جماعة الإخوان التى أنت واحد من أبرز قيادتها، بمنطق “أخد حقى ناشف” أو طرى الله أعلم.


وطنك أيها الماغوط لم يعد “يقبع مجده الطاعن فى السن فى عيون الأطفال” كما قلت من قبل، لأن أطفال وطنك الآن يصرخون على آسرة تجار الدين، الذين أخذوهم بثمن بخس وتجاروا بعدالة قضيتهم لأغراض فى قلوبهم المريضة.


“أبدو حزين كالوداع، ورياح البرراى تنقل نواحى، إلى الأزقة وباعة الخبز والجواسيس”


الأبيات ما بين القوسين من قصيدة “حزن فى ضوء القمر” للشاعر السورى العملاق محمد الماغوط


نشر فى موقع المسخرة عقب تدوال نشطاء فيس بوك لوثيقة قيل إنها لزواج خيرت الشاطر من لاجئة سورية.


1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 21, 2013 04:45
No comments have been added yet.


حسين البدري's Blog

حسين البدري
حسين البدري isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow حسين البدري's blog with rss.