مستقبل «نزاهة» يا صحيفة يا مراجع!

أشعر بأن هيئة مكافحة الفساد تكاد تسلب من الصحافة جزءاً مهماً من عملها، الصحافة بكتّابها ومحرريها تعرض القضايا وتقدم المعلومات، تنبه وتحذّر، وأحياناً تطرح حلولاً، لكن ما يجمع كل هذا أنها تشتكي وتقدم التظلمات، وتطالب إلى آخر ما هو معروف.«نزاهة» بدأت من حيث بدأ الآخرون، فهي ترصد المعلومات، وترفع التقارير، ولم تستطع تجاوز هذا الحد، لكنها حققت فائدة «للخصم» للأجهزة الحكومية، إذ تحوّلت إلى ماص للصدمات عن تلك الأجهزة في ما يتعلق بمكافحة الفساد.رئيس «نزاهة» قال أمام مجلس الشورى إن الخطابات التي تصدرها «نزاهة» تحال للمسؤول المشتبه به، ونقلت «الحياة» قوله: «عدم تجاوب كثير من الجهات الحكومية أو تأخرها في الرد، على رغم صدور أربعة أوامر ملكية في هذا الشأن».كل هذا مما اشتكى منه الإعلام ردحاً من الزمن، وصدرت فيه قرارات من دون تحقيق تقدم يذكر، تطور الأمر لاحقاً إلى تغليظ عقوبات نظام النشر! ولا بد أن كثيراً من تلك الخطابات يحفظ، ولدى «نزاهة» منها ما يجعل المتابعة عملاً لا طائل منه.من الواضح أن «نزاهة» تدور في حلقة مفرغة، وإذا استمرت على هذا النهج، فهي «جهاز» زائد على الحاجة، لكن دعونا نبحث عن حلول لها ما دام لديها موظف «مشتبه به»، فلماذا تحيل إلى جهته خطاباً؟ لماذا لا تستخدم هيئة الرقابة والتحقيق؟ وما دام أن هناك مشتبهاً به، يعد عنه ملفاً لرفع قضية إذا لم يأت الرد الشافي خلال مدة زمنية محددة، لا يحتاج هذا إلى اختراع. إضافة لما سبق أكرر نصيحة أخوية لـ«نزاهة»، اشتغلوا على إصلاح الأنظمة وتطويرها، البحث عن الثغرات التي يتم النفاذ منها، مع إعلان أسماء جهات غير متجاوبة، وإلا فستتحول «نزاهة» – أو هي تحولت – إلى مراجع ينتظر خطاباً محفوظاً في الأدراج. أنتم أيضاً في «نزاهة» استفيدوا من تجارب المواطنين الثرية، أو انتظروا مثلهم!


 


 


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 14, 2014 21:29
No comments have been added yet.


عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.