حلم
كانت الفكرة تؤرقني الأرق الجميل و أنا أنظر إلي قرة عيني نائمة كالأطفال الرُضع.. غادرت الفراش بعدما طبعت قبلة علي خدها و سحبت يدي التي تحضنها دون أن أيقظها بنجاح.. كان من الصعب أن أنام و أنا أريد الكتابة.. ذهبت إلي المطبخ لأعد كوب النسكافية.. وضعت محتوي الكيس بالمج الخاص بها لأن مجي الخاص متسخ و قد كسلت أن أغسله.. أو ربما لأني لم أكتفي من شفايفها أبدا.. و أريد أن أشرب حيثما كانوا.. شممت النسكافية دون أن ألامس الرغوة محاولا أن أحدد خطوة بطل روايتي التالية التي تؤرقني.. فتحت اللاب و فتحت صفحة الرواية و شغلت المزيكا التي تضعني ( بالمود ) و حرصت أن يكون الصوت منخفض.. و بدأ التحديق ف الشاشة.. أكتب ثم ألغي.. أكتب ثم أكمل كتابة ثم أشرب شفطتين من النسكافية.. ثم ألغي.. الموقف متأزم للغاية.. ثم و وسط تحديقي بالشاشة أحسست أن أحدهم ينظر لي.. رفعت عيني لأجد عيناها ناعسة نصف مقفولة و شعرها منكوش.. فإبتسمت.. فقالت و هي تقترب مني
- ملقتكش جنبي قلقت
زادت إبتسامتي
و عندما أصبحت بحضني
صارت الإبتسامة جزء مني و قلت لها
- كنت بكتب شوية و محبتش أصحيكي
نظرت إلي صفحة ال ( word ) الخالية و قالت
- مش عايزني أساعدك
أخذت أخر شفطة من النسكافية و قلت لها
- هحكيلك
قالت لي
- مش ده المج بتاعي
قلت لها متلبسا و أنا أخفيه عن نظرها
- فين ده
قالت لي مشاورة عليه
- ده
قلت مستعجبا
- إيه ده؟
نظرت لي و هي بحضني بذات النظرة الناعسة – لكن بحب – رافعة حاجبيها مستنكرة فقلت و أنا أمسكه
- تصدقي هو فعلا.. ده بيعمل إيه هنا؟
قالت لي و هي تدفن رأسها بصدري
- يمكن كان بيكتب شوية و محبش يصحيني
ضممتها أكثر و قلت
- طب والله مج زوق و بيحبك
قالت
- مش هتحكيلي بقي عشان أساعدك
حدقت بالشاشة و بدأت أشاهد أحداث الرواية بعقلي و أحكيها لها و عندما انتهيت قلت
- إيه رأيك؟
لم ترد فقلت
- حبيبتي.. إيه مش قلتي هتساعديني.. البطل مزنوق زنقة سودا
لم ترد.. فلاحظت عندها أنفساها الثقيلة و عرفت أنها قد نامت
و هنا بدأ المشهد و الحل للفكرة المؤرقة يأتي لعقلي.. و كأنها حقا تقوله لي.. و بدأت كتابته بيد واحدة تاركا يدي الأخرة تحيط بها
و بعد برهة من الوقت.. نظرت إلي ما كتبته راضيا عنه و حملتها إلي فراشنا و نظرت لها و هي نائمة.. و نمت كما لم أنم من قبل


