تشارلز سيميك: "ذُبابة في الحساء"، الفصل الأول
قصتي قصة قديمة وأصبحت الآن مألوفة. لقد تشرّد كثيرٌ من الناس في هذا القرن: أعدادهم مهولة ومصائرهم الفردية والجماعية متنوعة، سيكون مستحيلاً لي أن أدّعي وضعاً متميّزاً كضحية، أنا أو أي شخصٍ آخر- إذا أردتُ الصدق. خاصةً أن ما حدث لي منذ خمسين سنة يحدث لآخرين اليوم. رواندا، البوسنة، أفغانستان، كوسوفو، والأكراد المهانون بصورة لا تنتهي- وهكذا يستمر الحال. قبل خمسين سنة كانت الفاشية والشيوعية، الآن هناك القومية والأصولية الدينية مما يجعل الحياة لا تطاق في أماكن كثيرة. في الآونة الأخيرة، على سبيل المثال، كنت أترجم قصائد من سراييفو لأنطولوجيا شعرية واجه محرّروها صعوبات كبيرة في العثور على الشاعرة التي كتبتها. لقد اختفت. هي لم تكن مغمورة، كان لديها الكثير من الأصدقاء، لكن يبدو أن لا أحد يعرف ما حدث لها في فوضى الحرب."مشردون"
الحقيقة هي أننا لم يكن عندنا أجوبة واضحة. بعد ترجرجنا في القطارات المخيفة وفوق الشاحنات والسفن التجارية المهلهلة، أصبحنا لغزاً حتى لأنفسنا. في البداية، كان ذلك صعباً علينا ولكن بمرور الوقت بدأنا نتعوّد. بدأنا نتذوق هذا الوضع ونستمتع به. أن تكون لا أحد بدا لي شخصياً أكثر إثارة من أن تكون شخصاً ما. الشوارع كانت مليئة بأولئك الأشخاص المهمين وهم يصنعون أجواء الثقة حولهم. نصف الوقت كنت أحسدهم، نصف الوقت كنت أنظر إليهم في شفقة. لقد كنت أعرف شيئاً لم يعرفوه، شيئاً من الصعب معرفته إذا لم يركلك التاريخ بقوة في مؤخرتك: كيف يبدو الأفراد غير ضروريين وعديمي الأهمية ضمن أي صورة كبيرة! كيف أن هؤلاء القُساة لا يفهمون احتمال أن يكون ذلك هو مصيرهم أيضاً
يسخر سيميك بوضع "DP" بين قوسين للاشارة إلى المصطلح Displaced Persons الستار الحديدي Iron Curtainبمعنييه المادي والمجازي هو ما كان يفصل بين أوروبا الغربية والشرقية، وقد ظل هذا الستار الذي فرضه الاتحاد السوفيتي السابق قائما منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 وحتى نهاية الحرب الباردة بانهيارالاتحاد السوفيتي عام 1990. مؤتمر يالطا عقد بين 4 و11 فبراير 1945، وحضره رؤساء أمريكا وبريطانيا والاتحاد السوفيتي لإعادة ترتيب أوربا التي مزقتها الحرب العالمية الثانية.
الحقيقة هي أننا لم يكن عندنا أجوبة واضحة. بعد ترجرجنا في القطارات المخيفة وفوق الشاحنات والسفن التجارية المهلهلة، أصبحنا لغزاً حتى لأنفسنا. في البداية، كان ذلك صعباً علينا ولكن بمرور الوقت بدأنا نتعوّد. بدأنا نتذوق هذا الوضع ونستمتع به. أن تكون لا أحد بدا لي شخصياً أكثر إثارة من أن تكون شخصاً ما. الشوارع كانت مليئة بأولئك الأشخاص المهمين وهم يصنعون أجواء الثقة حولهم. نصف الوقت كنت أحسدهم، نصف الوقت كنت أنظر إليهم في شفقة. لقد كنت أعرف شيئاً لم يعرفوه، شيئاً من الصعب معرفته إذا لم يركلك التاريخ بقوة في مؤخرتك: كيف يبدو الأفراد غير ضروريين وعديمي الأهمية ضمن أي صورة كبيرة! كيف أن هؤلاء القُساة لا يفهمون احتمال أن يكون ذلك هو مصيرهم أيضاً
يسخر سيميك بوضع "DP" بين قوسين للاشارة إلى المصطلح Displaced Persons الستار الحديدي Iron Curtainبمعنييه المادي والمجازي هو ما كان يفصل بين أوروبا الغربية والشرقية، وقد ظل هذا الستار الذي فرضه الاتحاد السوفيتي السابق قائما منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 وحتى نهاية الحرب الباردة بانهيارالاتحاد السوفيتي عام 1990. مؤتمر يالطا عقد بين 4 و11 فبراير 1945، وحضره رؤساء أمريكا وبريطانيا والاتحاد السوفيتي لإعادة ترتيب أوربا التي مزقتها الحرب العالمية الثانية.
Published on August 23, 2013 07:43
No comments have been added yet.