دون أي تعبير على وجهه، يردد ندائه بصورة آلية دون أن يعبأ بذلك الضجيج الذي تصدره حركة عجلات "المترو" على القضبان الحديدية، يعبر أجساد الناس الملضومة كحبات عُقد صنعته طفلة لم تتعدى السابعة في سهولة وكأن جسده اعتاد اختراق أجساد الآخرين بحكم الممارسة.
ينادي مرة أخرى :
- المصحف المفسر...المصحف المفسر بـ 7 ونص
يلتفت شاب ملتح ويشير إليه طالباً نسخة، بينما يدير الجالس بجواره رأسه في اتجاه شباك العربة متسولاً نسمة هواء باردة في يوم حار، ترتسم إبتسامة شاب لفتاة على الجانب الأخر من نفس العربة التي هدأت من حركتها استعداداً لاستقبال المحطة، بينما اشارت عجوز جالسة لابنها الواقف بجوارها لشراء نسختين.
يفرك بائع المصاحف الأوراق النقدية في يده قبل أن يعيد باقي الـ20 جنيه للشاب، ثم يتحسس حقيبته معلنا :
- أخر مصحف معايا، مين شاري؟
يبدو الامتعاض على وجه شاب سمين اصطدم به البائع دون قصد، فسقطت السماعة من أذنيه، تسللت الموسيقى على استحياء فطردها ضجيج المحطة، وأعادها صاحبها إلى اذنه بحثاً وهو يهز جسده منفصلاً عن الواقع.
يغادر بائع المصاحف العربة في الثانية ظهراً، بعد أن فرغت حقيبته، وهو يكلم أخر على هاتفه المحمول قائلاً
- أنا مروح بقى، خللي الولاعات والكشافات تنفعك.
Published on April 17, 2013 12:01