أخبرتني يوماً أنك تشعر بتميّزك في حضوري
لم أخبرك حينها أن تميّزي نابع فـي أساس الأمر مِن حضورك
كنتَ تُضفـي علي الأشياء مِن حولكَ نكهة
كان يكفي أن تقع عيّناكَ علي شئٍ ليغدو أجمل مما كان
كنت عنواناً للسعادة والبهجة أينما حللت ♥
لن أنسي أبداً جرعات التفاؤل ودفعات الأمل
تلك التي كنتَ تُعززني بها دوماً،
موارياً عن أنظاري ندوباً ناتجة عن جراحٍ
تكوّمت واحدة تلوّ الأخري علي مر السنين !
رغم ما عانيّت مِنّه علي مدي فترة لا بأس بها مِن الزمن،
إلا أنّك لم تسمح لليأس أن يدفعكَ يوماً إلي حافة الهاوية
كنت أعقل مِن ذلك بكثير
تعوّدت إستقبال الـمحنات بصدرٍ رحب
وطأطأتُ لها رأسك ساجداً لله حتي تعبر بسلام.
كل ضربة موجعة وُجهَت لكَ في قلبك كانت تجعل مِنك رجلاً أقوي
ما زادتكَ المحن إلا صلابة
لم أقابل مِن قبل رجلاً كلما ضاقت عليه الدنيا بما رحبُت
إرتمي علـي سجادة صلاته وإلتجأ إلي الله
يدُق أبوابه مُستغيثاً مُستجيراً حتي تنقشع الغُمة
فإذا إنقشعت، إرتمي علـي سجادته ثانيةً فـي خضوعٍ وسَكِينة
يشكرُ الله علي ما أتاه مِن فضله
رجلاً لا ينسي ربّه في السراء والضراء
يكظم غيظه ويعفو عن الناس قدر المُستطاع
كنتَ مِن المُحسنين فأحسن إليكَ الناس وأحبّك الله فأحبّوك
هل أخبرتكَ مِن قبل أني لم أشعر يوماً بالخوف منك؟
وكيف أخافُ مِن رجلٍ كلما نظرتُ في عيّنيه
أكادُ أقسم أني أري طريقي للجنة؟
لم تكن أكثرهم تديّناً وإلتزاماً،
لكنك كنتَ تري الله بقلبك خارج حدود مظاهرهم الدينية
واثقة أن الله أحبّني أنا أيضاً،
وإلا ..
لَما أرسلكَ إليّ غوّثاً !
Published on January 01, 2013 15:48