كانت الدولة الحمدانية على شطرين، شطر يحكمه ناصر الدولة الحمداني ثم ابنه أبو تغلب الحمداني في العراق ومركزهم في الموصل، وشطر آخر يحكمه الأمير الشهير سيف الدولة الحمداني في الشام ومركزه في حلب، وهذا الجزء الأخير تولى مواجهة الروم في منتصف القرن الرابع الهجري، والذي نحاول إيجازه في هذه السطور القادمة
***
نستطيع أن نقسم الحرب بين سيف الدولة الحمداني وبين الروم البيزنطيين إلى مرحلتين؛ المرحلة الأولى هي أقرب إلى التعادل أو توازن القوى حيث كانت الحرب سجالا بينهما غير أن قلة عدد وعدة سيف الدولة الحمداني بالمقارنة مع الامبراطورية البيزنطية يجعلها بطولات كبيرة لسيف الدولة على المستوى المعنوي أو التقديري، أما على المستوى العسكري والحربي فلا يمكن اعتبارها نصرا أو تفوقا على الروم، والمرحلة الثانية هي تفوق واضح للروم البيزنطيين وهزائم قاسية مريرة لسيف الدولة، ذلك أن الروم كانوا قد أعطوا لسيف الدولة قدره من الاهتمام بعدما بدا لأول وهلة واليا على إمارة غير مستحق لكثير اهتمام فقاتلوه قتال الأنداد، كذلك فإن الروم في ذلك الوقت تمتعوا بقادة عسكريين تاريخيين بلغوا شأنا عظيما في القوة والكفاءة.
Published on August 27, 2012 10:59