النجاح في ترجمة الأفكار

في أكثر من مناسبة، دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الابتعاد عن التصنيفات المذهبية أو الفكرية أو المناطقية وعن استخدام لغة الإقصاء. تمت هذه الدعوات على فترات زمنية مختلفة، كان آخرها في شهر رمضان الكريم. ومثل هذه الدعوة الملكية، في تقديري، أشبه بمرسوم أو مراسيم ملكية، بل إن تكرارها بين فترة وأخرى يشير إلى الأهمية والإصرار عليها، والتحسب لنتائج عدم الأخذ بها. لكن السؤال: هل تمت ترجمة هذه الأفكار على أرض الواقع، بما يحصد نتائج ملموسة تلمسها أنت وأنا؟

الحقيقة تقول ومن خلال زيارات بسيطة لمواقع ما يسمى بالتواصل الاجتماعي، أو متابعة ما يدور في وسائل اتصال أخرى، إن ذلك لم يتحقق، بل إن المراقب يرى توثباً عجيباً للإقصاء يتزايد، والأدهى أنك تشم رائحة الفرحة أحياناً في اصطياد ما يزيد الفرقة، ويكثر من الشروخ في المجتمع، تصيد يبحث عن الاختلاف للنفخ فيه، وربما يستخدمه للاستقطاب الجماهيري، التطرف يستقطب أكثر من العقل والحكمة، فالوسطية لا جمهور لها.

ولا أستطيع تحميل مركز الحوار الوطني كامل المسؤولية عما أرى أنه فشل في ترجمة تلك الأفكار الجميلة على أرض واقعنا، بما يحمي المجتمع والوطن، لكنه مع احترامي للعاملين فيه، وبينهم أصدقاء، إنما يبقى – أي المركز – في مقدم الجهات المسؤولة. هناك حلقات مفقودة أدت إلى عدم تحقيق النجاح المنشود، والمهمة الواجب العمل عليها بجد واجتهاد، البحث عن هذه الحلقات المفقودة، القصة ليست في أدبيات أو مجلدات عن محاضرات فعاليات شاركت فيها أعداد من المواطنين، بقدر ما أنها نتائج ذلك في السلوك والحوار الجامع، الذي يفترض أن يبقى وتترسخ جذوره في المجتمع.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 21, 2012 14:22
No comments have been added yet.


عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.