فوراً

كانت السعودية آخر بلد خليجي يطلب من مواطنيه مغادرة لبنان «فوراً»، ويرسل طائرات لنقل العالقين هناك، مع عدم قدرة بعض تلك الطائرات على الهبوط في مطار بيروت لأسباب أمنية.

في بداية اشتعال الأزمة السورية، حذّرت أكثر من دولة خليجية مواطنيها من السفر إلى لبنان، وطالبت المقيمين منهم هناك بالعودة بشكل عاجل، لكن السفارة السعودية في بيروت تلك الفترة توقفت عند نصيحة الحيطة والحذر، والحقيقة أن هذا كان مستغرباً بالنسبة إلي على الأقل. فالجوار اللبناني مشتعل وهو موجود داخل لبنان في كل مفصل.

أما الآن وفي «زنقة» الأعياد، تم الإعلان ومطالبة المواطنين السعوديين الموجودين في لبنان بالمغادرة فوراً، وعدم السفر لمن خطط لذلك، وأرسلت طائرات خاصة لهذا الغرض.

واقع لبنان الدولة والحكومة لم يكن يحتاج إلى قارئة فنجان، حكومة ميقاتي حكومة ضعيفة، بل أقرب الى الصورية منها الى حكومة حقيقية، فهي ليست الحكومة القادرة على فرض القانون وعدم المساس بهيبة الدولة التي من مسؤوليتها الأولى سلامة الموجودين على أراضيها، وأسوأ ما يمكن أن يحدث حدث بالفعل، وهو استهداف السائحين أو الزوار بحسب الجنسية ومسلسل «الخطف بالخطف» ونجاحه واستمراره يشير إلى الضعف، وهو مقدمة لانهيار متوقع، بل وفي نوعيته يؤكد ما نشر سابقاً من أن صوراً من وثائق المواطنين الخليجيين القادمين إلى لبنان ترسل للسفارة السورية!

لذلك لا ينبغي الأخذ بتطمينات تأتي من هنا أو هناك قائلة إننا لن نتعرض لهذه الجنسية أو تلك، لأنها غير مبنية على قوة حكومة أو دولة، بل على توافقات «هاتفية» سهلة الانهيار في أية لحظة، ولا مجال للمجاملات الديبلوماسية هنا، فقد تكون في الركون لمثل هذه التطمينات مقامرة خاسرة بحياة أفراد وأسر لا حول لهم ولا قوة، ومساس بهيبة الدول التي ينتمي اليها المستهدفون، والتساهل في هذا لا يوفر سوى رهائن محتملين للابتزاز ولكل من استطاع إلى ذلك سبيلاً.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 19, 2012 15:20
No comments have been added yet.


عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.