خيانة المثقفين… جوليان بيندا كمثال!

باسم سليمان 28 سبتمبر 2025 مقالي في ضفة ثالثة

خيانة المثقفين، جوليان بيندا كمثال!    

مقالي في ضفة ثالثة                                               

الخيانة قديمة قدم الإنسان على هذه الأرض، أمّا المثقف فهو مفهوم حديث ظهر في تسعينيات القرن التاسع عشر، وسريعًا ارتبطت الخيانة بالمثقف كأنّ أحدهما ولد من أجل الآخر! يعود مصطلح “خيانة المثقفين” إلى الفيلسوف الفرنسي جوليان بيندا في كتابه: La Trahison” des clercs” الذي صدر عام 1927 بعد حرب عالمية طاحنة أعادت تعريف العقل البشري ذاته وما صكّه من مفاهيم ومصطلحات. لم تكن فكرة إلصاق الخيانة برجال الدين والسياسة والعسكر والمعرفة غائبة أبدًا عن التاريخ البشري، لكنّها دومًا كانت مؤقّتة، أسواء نسبت إلى فرد أو جماعة، فهي تنتهي بمعاقبة الخائن أو إبعاده أو القضاء عليه، بينما مع بيندا، فلأول مرّة أصبحت ترتبط بفئة معينة من المجتمع، ولا تنفكّ عنها أبدًا، على الرغم ممّا يناط بهذه الفئة المعينة، أي المثقفين، من مسؤوليات معرفية وأخلاقية.

يقول الفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي، بأنّ المثقفين أقلّية مميّزة، يمنحهم وضعهم المعرفي أن يكونوا أوصياء على قيم الإنسانية كالعقل والعدالة والخير. وفي مقاله عن “مسؤولية المثقفين عام 1967” بيّن الارتهان الكبير من قبل مثقفي أمريكا للسلطة السياسية على عكس ما هو مفترض منهم. لم يكن مقال تشومسكي إلّا استكمالًا لكتاب بيندا لكن بخيانات جديدة قام بها المثققون الأمريكيون تناسب مصالح سلطات بلادهم. أمّا فلاديمير لينين، فرأى بأنّ الطليعة الثورية تتطلب مشاركة المثقفين لشرح تعقيدات الأيديولوجية الاشتراكية للبروليتاريا غير المتعلّمة وعمال المدن الصناعية، وذلك لدمجهم في الثورة، لأنّ تاريخ جميع البلدان يظهر أنّ الطبقة العاملة، بجهودها الذاتية فقط، لا تستطيع تطوير سوى وعي نقابي لا يقود إلى الثورة الشاملة. واستتبع هذا القول: “المثقفون أقدر الناس على ارتكاب الخيانة لأنّهم الأقدر على تبريرها” يا للعجب! ومثله فعل جورج لوكاش إذ وضع على عاتق المثقفين كامل المسؤولية لأنّهم وفق وجهة نظره، هم الطبقة الاجتماعية المتميّزة التي توفّر للقيادة الثورية أدوات التفسير الواضح الذي يشرح للعمال والفلاحين الوضع الراهن الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وكيف يقومون بتغيره. وبالمثل ذهب المفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي عادّا أنّ كل معرفة قائمة على أساس وجودي، والمثقفون يبدعون المعرفة، إذن هم يخلقون الواقع الجديد. وبما أنّهم طبقة اجتماعية مميزة عن الطبقة الحاكمة في مجتمعهم وغير خاضعين للتجاذبات المصلحية، فهم الأقدر على حماية المعرفة الإنسانية وقيمها. واستكمالًا لهذا النهج ذي النغمة العالية في اختراع فئة اجتماعية تحلّ مكان السلطة ورجل الدين والطبقات الاجتماعية التقليدية تحدث الفيلسوف الوجودي سارتر عن دور المثقفين في المجتمع، بأنّهم الضمير الأخلاقي لعصرهم، فمسؤولياتهم الأخلاقية والمعنوية تتمثّل في مراقبة اللحظة الاجتماعية والسياسية، والتحدث بحرية إلى مجتمعهم، وفقًا لضمائرهم. إنّ ما نستنتجه من أقوال هؤلاء المفكّرين أنّ العدالة والحقيقة أنيطت حراستها بالمثقفين، فإن فسدوا انهارت القيم الإنسانية في مواجهة قوى الاستبداد والتخلف. وأمام هذه السطوة المعرفية للمثقفين والمسؤولية الأخلاقية نحو مجتمعاتهم في مواجهة الاستبداد والظلم والقمع لم يكن أمام وزير الدعاية النازية إلّا أن يقول: “كلّما سمعت كلمة المثقف تحسّست مسدسي”.

لقد أصبح المثقف في القرن العشرين هادم أصنام لا يقف بوجهه شيء! وإذا عدنا بالزمن إلى الوراء نجد أنّ إرهاصات وضعية المثقف في القرن العشرين كان لها بوادر مع الفلاسفة والخطباء والأدباء والمفكرين، فسقراط اتهم السفسطائيين بأنّهم يبيعون الحقيقة مقابل السلطة والمال حيث تعدّ محاورة “جورجياس” دليلًا على ذلك. لقد كان شيشرون فيلسوفًا وخطيبًا رومانيًا شهيرًا هاجم الخطباء مثلما فعل سقراط، لأنّهم وضعوا قدراتهم البلاغية والإقناعية في خدمة الطغاة ورأى في ذلك انحرافًا عن دور الفيلسوف، كما رسمه سقراط ومن بعده أفلاطون. وعلى نفس المنوال ذهب فلاسفة التنوير “ديدرو وفولتير وروسو” فلقد أشاروا إلى المفكرين المرتزقه الذين يبرّرون الاستبداد. وقد تحدث روسو بشكل خاص عن فساد المفكِّر الذي يساير الطبقة المترفة ويهمل عامة الشعب. أمّا كارل ماركس فلقد انتقد المثقفين الهيغليين الذين تواطؤوا مع السلطة، وعدّهم خائنين لرسالة الفلسفة التحرّرية. وعليه لم تكن نظرة بيندا للمثقفين جديدة، فهي استمرار لقناعة راسخة لدى البشرية، لكنّه أطّرها بعدما كانت مجرد تحذير عام.

Clercs/ الكتبة:                                                                                     عندما عنون بيندا كتابه لم يذكر كلمة المثقفين بل “الكتبة /Clercs” وهي كلمة لاتينية ترتبط بأصول كهنوتية دينية، وكأنّ بيندا كان يرى بالمثقفين كهنة الأخلاق والمعرفة. وسريعًا أصبح هذا العنوان مجازًا يُعلي من شأن الحقيقة في وجه الفساد الأخلاقي، ويُعاقب المثقفين الذين يستسلمون لإغراءات الاستبداد السياسي، عبر خيانة المهنة الفكرية ذاتها التي ينبغي أن يكرّسوا حياتهم من أجلها لتحقيق العدالة والخير، لكنهم استبدلوا بلباس الثقافة السيف، فبدلاً من تحدي السلطة، أصبحوا خدّامها ومنظريها. كانت فترة ما بين الحربين العالميتين إحدى أهم لحظات التاريخ التي عاشها بيندا، فشهد صعود الفاشية والنزعات القومية والمشاعر الوطنية الجارفة في وجه مبادئ التنوير التي تدعوا إلى أخلاقيات إنسانية تتجاوز العرق والدين والمشاعر الوطنية. فهذه القوى الصاعدة لا تتعامل مع العنف كشرٍّ لا بدّ منه، بل  كخلاصٍ في حدّ ذاته. لذلك كتب: “سيُسمى قرننا بحقٍّ قرن التنظيم الفكري للكراهية السياسية”. ورويدًا رويدًا تحققت استنتاجاته فلقد وقعت الحرب العالمية الثانية التي كانت أشد فتكًا من الأولى.        قدّم بيندا كتابه بقصة عن ليو تولستوي: “لقد شهد تولستوي ضابطًا زميلًا يضرب رجلًا سقط من صفوف العسكر، فسأله إن كان لم يسمع بالأناجيل قط. فردّ الضابط متسائلًا: إن كان تولستوي لم يسمع بلوائح الجيش قط. بالنسبة لبيندا، كان من المنطقي أن يُجيب الضابط كما فعل، ولكن مع ذلك كان من الضروري وجود رجال مثل تولستوي للاحتجاج”. لقد عدّ بيندا هؤلاء المثقفين كرجال الدين بالتزامهم بالمبادئ الأخلاقية. كتب بيندا: “بفضل هؤلاء الكتبة مارست البشرية الشرّ لألفي عام، لكنّها مع ذلك قدّمت الخير في الوقت نفسه. كان هذا التناقض شرفًا للبشرية، إذ فتح ثغرةً كانت الحضارة تنزلق من خلالها وتتقدم للأمام”. وما قصده بيندا بأنّ هؤلاء الكتبة كانوا ينتجون أفكار الخير والشرّ، لكن شيئًا ما تصدّع في مجرى التاريخ الأوروبي وطغى خطاب الشرّ على الخير، تحت تأثير صعود القومية والرأسمالية والعوامل التاريخية السياسية والاجتماعية الحادّة في القرن التاسع عشر، فلقد بدأ المثقفون يبشّرون بحقّ القوة المطلقة؛ وهذا الأمر لم يخطر حتى على ذهن ميكافيلي، فعندما نصح الأمير بتنفيذ مخططاته بلا رحمة، لم يقل بأنّ القسوة في حدّ ذاتها خير، بل ضرورية فحسب. لكن مع القوى  السياسية والاجتماعية في القرن العشرين الصاعدة غدت القوة حقّ مطلق للسلطة والأخطر من ذلك بدأ حرّاس العدالة والحقيقة بوضع الأسباب المنطقية لتبريرها.

طرح بيندا في كتابه ثنائية المثقفين والعامة، فالمثقفون يُشكلون طبقةً راقيةً من رجال الفكر والمعرفة، يسعون وراء الحقائق الروحية أو الفكرية، بينما يسعى العامة إلى المكافآت المادية. كان العامة رهينة الأحقاد الفئوية والقومية والوطنية والاقتصادية، وبالتالي، نظريًا، لا يمكن الوثوق إلّا بالمثقفين للتحدث باسم الحقيقة، لأنّهم وحدهم من يعلون من شأنها. لكن بيندا حذّر من أنّ السلطة السياسية قد تغري المثقف بالتخلي عن غايته الحقيقية بالقول: “تبدأ هزيمة الكاتب من النقطة التي يدّعي فيها أنّه براغماتي”.

لقد جادل بيندا، بأنّ خيانة المثقفين نابعة من تدنيسهم لنزاهتهم الفكرية، حيث سمحوا للمصلحة الشخصية والسياسية أن تتغلب على ولائهم للحقيقة. يرى بيندا أنّ على المثقفين الوقوف في وجه السلطة عندما يلحظون بأنّ القيم السامية للحقيقة والجمال والعدالة تُشوّه. لم يرفض بيندا الاهتمام السياسي للمثقف، بل أنّ دورهم تأكّد كمثقفين عندما انخرطوا في الاحتجاج السياسي. واستشهد بيندا بعدة أمثلة على هذا الانخراط، فلقد تدخل إميل زولا في قضية دريفوس ذلك الضابط اليهودي الذي اتهم بالتجسس بغير حق، ممّا دفع إميل زولا لكتابة مقال كان فارقًا في تشكيل مفهوم المثقف بعنوان “أنا أتهم” دفاعًا عن دريفوس؛ كذلك استشهد بدفاع فولتير عن “جان كالاس” البروتستانتي الذي اتهمته الكنيسة زورًا، بأنّه قتل ابنه ليمنعه من التحول إلى الكاثوليكية؛ أمّا سبينوزا فقد صدم بالوحشية المطلقة التي عامل بها الهولنديون الأخوين “يوهان وكورنيليس دي ويت” حيث أعدموهما من دون محاكمة بعد حفلة جنون وصلت إلى أن قطّعوا جسديهما وأكلوا شيئًا منه بعد أن اتهما بتحطيم الاقتصاد الهولندي. إذن الاهتمام السياسي للمثقف لا يضيره إلّا إذا تحول إلى سياسي وخادم للسلطة وبدأ بالعمل ضد العدالة والحقيقة.                                                                                         جوليان بيندا المثقف الخائن:                                                                                      لقد أراد بيندا من المثقف أن يكون وفيًا لقيم العدالة والحرية والخير، وأن يكون نزيهًا وحياديًا لا تأخذه في الحق لومة لائم، ولا أن يسعى وراء مصالحه الشخصية والمادية. لقد رغب أن يتحول المثقفون إلى سقراطيين يشربون الشوكران من أجل الحقيقة وحدها. ومنذ ذلك التاريخ الذي وضع بيندا فيه أفكاره وعنوان كتابه يتصادى بين أهل الثقافة ذاتهم يتراشقون الاتهامات بخيانة مبادئ القيم الإنسانية، وكأنّه لا يكفيهم قول غوبلز بحقّهم الذي على ما يبدو هو قول كل سلطة في هذا العالم يواجهونها. ويبقى السؤال الأهم، هل شرب جوليان بيندا من كأس سقراط أم…؟                                                                                                 إنّ العودة إلى سيرة حياة بيندا، ستكشف لنا كم هو صعب ارتباط الفكر بالممارسة، وكيف من الممكن للكتبة/ المثقفين أن يخونوا المبادئ العليا للإنسانية والأفدح أنفسهم! وكأنّ تحذير لينين قد وجد مثاله التطبيقي! في ثلاثينيات القرن العشرين أصبح بيندا يساريًا، فلقد تخلّى عن النزاهة والحيادية التي يتصف بها المثقف نحو القضايا السياسية، بل غدا ستالين مثاله الأعلى وكأنّه استبق إعجابه بــ”ماتياش راكوشي” الأمين العام للحزب الشيوعي في المجر بين عامي 1948 و1956 الذي كان ديكتاتورًا قضى على خصومه بأبشع الوسائل حتى لقب بتلميذ ستالين. لقد عدّ بيندا بمكان ما ستالين الديكتاتور العادل الذي بشّر به أفلاطون، ياللغرابة! وعندما قامت الحرب العالمية الثانية اختبأ من خصومه السياسيين والمثقفين الذين خضعوا لحكم هتلر، فلقد اتهم بأنّه شيوعي الهوى، لكن ما إن انتهت الحرب حتى شنّ حملة هوجاء على خصومه طالب بإعدام المتعاونين مع النازيين بما فيهم المثقفين، وكأنّه نسي استشهاده بسبينوزا عندما دافع عن الأخوين الهولنديين. وجادل بأنّ هؤلاء المثقفين مذنبون بالخيانة مرتين، الأولى الخيانة الفكرية والثانية خيانة وطنهم، هذا من جهة. أمّا من جهة ثانية فلقد ذكر المؤرخ الأمريكي “مارك ليلا” بأنّ بيندا لم يدن المجازر التي ارتكبها الشيوعيون في الحرب الأهلية الإسبانية، وإنّما قدّم لها تبريرًا، واستشهد ليلا بقول بيندا: “أقول على الكاتب الآن أن ينحاز. عليه أن يختار الجانب الذي، إن كان يهدد الحرية، فليهدّدها على الأقل ليوفر خبز الناس جميعًا، لا لمصلحة المستغلين الأثرياء. عليه أن يختار الجانب، الذي إن كان لا بدّ أن يقتل، فليقتل الظالمين لا المظلومين. على المثقف أن ينحاز إلى هذه المجموعة من الرجال العنيفين، إذ لا يملك إلّا الخيار بين انتصاراتهم أو انتصارات الآخرين. سيمنحهم، أي الشيوعيين، توقيعه. ربما حياته. لكنّه سيحتفظ بحقّ الحكم عليهم. سيحتفظ بروحه النقدية”. لقد ختم بيندا كلامه بشكل جيد عن السبب في وقفته مع الشيوعيين في إسبانيا على الرغم من مجازرهم خلال الحرب الأهلية الأسبانية، فلقد رأى أن تأمين الخبز للجائعين يرجح كفة الشيوعيين، لكنّه في الثلاثينيات لم يوجّه نقدًا إلى ستالين عندما عصفت المجاعة بأوكرانيا في عامي 1932 – 1933 التي سميت بـ”هولودومور/ وباء الجوع” لقد اتهم المجتمع الدولي ستالين بالتسبّب بها لأجل القضاء على النزعة الوطنية في أوكرانيا، ومع ذلك صمت بيندا وتغلّبت أهواؤه السياسية على ملكته النقدية التي طالب بها المثقفين لكي لا يكونوا خونة، مع أنّ الأوكرانيين أكلوا بعضهم من الجوع. كان ماتياش راكوشي المذكور أعلاه مثالًا أعلى لبيندا حتى بعد إعدام “إيمري ناجي” اليساري الذي قام بثورة ضده وضد النفوذ السوفييتي في المجر، بمحاكمة صورية شكلت صدمة لليسار السياسي في أوروبا. زار بيندا بودابست بعد إعدام إيمري ناجي وعندما عاد إلى فرنسا، شكر راكوشي على دعوته إلى بودابست، وعدّ دفاع راكوشي عن ستالين شبيهًا بدفاع زولا عن دريفوس!                                                                                                 والآن لنا أن نتساءل، هل خيانة بيندا لكتابه تقلّل من قيمة الأفكار التي طرحها فيه؟ من حقنّا أن تكون إجابتنا بالإيجاب؛ فما بني على باطل فهو باطل. لكن ألّا تبين لنا خيانة بيندا ضرورة الاهتمام أكثر بتحذيراته، لأنّ خيانته أظهرت لنا سهولة انزلاق المثقف إلى دوامة المصالح السياسية حتى وهو يعارضها. والشيء الأهم بعد أكثر من قرن على ولادة المثقف، هل مازال مفهوم المثقف كما صكّه كل من سارتر وتشومسكي وإدوارد سعيد وغيرهم الكثير قادرًا على الصراخ كما فعل إميل زولا : “أنا أتهم”! ليست الإجابة مهمة، فلم تعد خيانة المثقف للمبادئ الإنسانية قضية عظيمة، لقد انفكّ الارتباط بين الخيانة والمثقف، ليس لأنّ الخيانة اندثرت، بل العكس هو الصحيح! ولننظر من حولنا؛ فالأمثلة كثيرة جدًّا، حتى أصبح من السخف ذكرها!                               

باسم سليمان

كاتب سوري

https://diffah.alaraby.co.uk/diffah/opinions/2025/9/28/%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D9%D8%A9-%D8%A7%D9%D9%D8%AB%D9%D9%D9%8A%D9-%D8%AC%D9%D9%D9%8A%D8%A7%D9-%D8%A8%D9%8A%D9%D8%AF%D8%A7-%D9%D9%D8%AB%D8%A7%D9خاص ضفة ثالثة

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 28, 2025 07:00
No comments have been added yet.


باسم سليمان's Blog

باسم سليمان
باسم سليمان isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow باسم سليمان's blog with rss.