حبر سري: مجموعة الكتابة الإبداعية في السي آي آيه

 

حبر سري: مجموعة الكتابة الإبداعية فيالسي آي آيه

جوناثان ليتشمان

في الربيعالماضي زارتني صديقة صديق لي في مكتبي ودعتني إلى محاضرة في (الحبر السري) وهيمجموعة للكتابة الإبداعية في السي آي آيه، أي المخابرات المركزية الأمريكية.

سألت فيفيان(وليس هذا اسمها الحقيقي) عما تريدني أن أتكلم عنه.

قالت إنالموضوع الحديث متروك لي تماما.

سألت عنمستوى الكتاب المشاركين في المجموعة.

قالت إنالمجموعة تضم كتابا من جميع المستويات.

سألت عنمكافأة المحاضرة.

قالت إنه فيحدود علمها ما من مكافأة.

أسهبت في هذاقليلا.

أكدت لي أنهما من مكافأة للمحاضرة.

وحين تكونمؤسسة قد موَّلت مثلا الإطاحة بحكومة جواتيمالا، فلك أن تتصور أنها سوف تدفع مكافأةللمحاضرة. لكن قيل لي إن مجموعة الكتابة سوف تصطحبني بعد المحاضرة، بدلا من الأجر،إلى الغداء في غرفة الطعام التنفيذية. وسوف تلتقط لي أيضا صورة أمام شعارالمخابرات يمكنني أن أنشرها بعد ذلك في أي مكان يروق لي.

"زيارتيإذن لن تكون سرية؟"

أكدت ليفيفيان أن بوسعي أن أخبر من أشاء. "فقط لا تخبرهم باسمي، وإلا سيتعين علي أنأقتلك. وهذا مزاح طبعا".

وفيما مضيتأدرس الدعوة، ظللت أتساءل لماذا دعيت أصلا. أنا لا أكتب في مواضيع قريبة منالمخابرات، ولا أنا الروائي الناجح الذي يعرف اسمه الناس من خارج دائرة ضيقة ـ لاأعتقد أن فيها عملاء للمخابرات الأمريكية. لذلك كانت الدعوة أقرب إلى لغز. وكانذلك ثاني أكثر الأسئلة تكرارا كلما قلت لأصدقائي الكتاب عن الأمر، لا يتجاوزه إلاسؤال "ما من مكافأة للمحاضرة؟". تساءلت في البداية إن كانت المهمة جزءامن استراتيجية تجنيد. لكن الأمر لا يستوجب جهاز مخابرات هائلا لمعرفة أنني لستخامة مخابراتية، وليس أهون أسباب ذلك أنني كاتب محترف.

 ثم إنني تساءلت هل يمكن أنتستغل زيارتي في حملة دعاية دبلوماسية للقوة الناعمة. انظروا كم نحن مسالمين! نسمحللكتّاب بدخول مقرنا والتقاط الصور. وقد سبق للمخابرات المركزية الأمريكية أن نحتهذا المنحى إلى التعزيزية الأدبية من قبل، بدعمها على سبيل المثال تأسيس المجلةالتي أكتب لها الآن هذه المقالة بالذات فلم يكن الأمر مستبعدا. وكنت في عام 2021قد رفضت دعوة من حكومة المملكة العربية السعودية لرحلة شاملة جميع التكاليف إلىمنتجع العلا الكتابي، لأنني لم أشأ أن أكون جزءا من عملية غسيل السمعة الثقافي الفنيالتي يقومون بها. لكن في النهاية، لم أستطع أن أفكر في طريقة أكون بها أداة دعايةمفيدة للسي آي آيه، إلا لو أنهم توقعوا مني أن أكتب هذه المقالة (وفي هذه الحالةماذا أقول سوى المجد للسي آي آيه؟)، فكان أن قبلت.

***

في الصباح المتفق عليه بعد أسابيع قليلة، تركت شقتي في العاصمة وسقتالسيارة في غبشة دخان حرائق الغابات الكندية الذي كان طافيا في سماء المدينة. ولماحان الوقت الذي خرجت فيه عن طريق جورج واشنطن إلى مركز جورج بوش متجها إلى مخرجالمخابرات، وفي طريق محظور الاستعمال، كانت التوتر قد تمكن مني بالفعل. وأنا شخصدأبه أن يزن حقائبه ويقيس أبعادها قبل السفر بالطائرة، خشية أن يوبخني موظفوالمطار، ولا أحب أن أسوق على طرق تحمل لافتات من قبيل "للعاملين فقط""وسوف يتعرض للاعتقال".

عند ميكروفون البوابة، قلت اسمي ورقمي تأميني الاجتماعي، وكان فيفيان قدحصلت مني على تلك المعلومات وأكثر في وقت سابق، وعبر سلسلة مكالمات، كل منها معرقم هاتف مختلف، أعطاني ضابط شرطة شارة زائر علي إظهارها طوال الوقت.ونبهني إلى أن ثمة من سيرافقني طيلة الوقت.

قابلت فيفيان في ساحة بين البوابة الأولى والبوابة الثانية، حيث كانتسيارتها هي الوحيدة المصفوفة. أعطتني شارة أخرى بدت مطابقة للأولى. تركت هاتفي فيسيارتي بحسب التعليمات، وركبنا سيارة فيفيان وسقنا إلى البوابة الثانية. وإذ ذاكبدأت الأمور تجري خلافا للمخطط.

اعترض أربعة ضباط شرطة غاضبون طريقنا.

صاحوا حينما فتحت فيفيان زجاج شباكها "ليس بوسعه أن يترك سيارتههنا".

قالت فيفيان "لكنني شرحت هذه النقطة من قبل".

"ليس بوسعه أن يترك سيارته هنا. هذا خطر أمني".

"لكن كيف يفترض بي أن أرافقه ولا يمكن أن نسوق معا؟"

قال أحدهم "سيدتي، أنا الذي أتولي الصف".

تبين ـ كما في أجهزة حكومية كثيرة ـ أن الأجزاء التي تتألف منها المخابراتالمركزي الأمريكية منعزلة عن بعضها بعضا، وأنه ما من جدوى في مناقشة التناقضات.

استسلمت فيفان ورجعت بنا إلى سيارتي، وقد بدا عليها الإجهاد بوضوح. قلت لهاإن الأمر ليس بذي شأن، وإنني سوف أتبعها ببساطة.

قالت إن المشكلة هي أنني لا يمكن أن أصف سيارتي معها في ساحة واحدة. وإنهلا بد لي من مرافق طيلة الوقت. وساحة انتظار سيارات العاملين في المخابرات فوضوية."سأستغرق وقتا رهيبا لكي أسير إليك".

قررت أن تترك سيارتها معي في ساحة انتظار كبار الزوار، وإذا تحتم أن تقطعتذكرة فستقطع تذكرة. "اتبعني أنت وحسب".

ركبت سيارتي وتبعتها إلى البوابة. شاهدتها من وراء المقود وهي تقود فيالطريق إلى البوابة، وتحدث أحد ضباط الشرطة، وتسوق عابرة البوابة بسرعة، فلم يتسنأن أتبعها.

أوقفت سيارتي عند البوابة، وسألتي ضابط عدواني عن سبب حملي شارتين.

"ألم يبد غريبا لك أن تحصل على شارة ثانية وقد حصلت بالفعل علىالأولى؟"

قلت "لم يسبق لي أن جئت إلى هنا. وكل شيء يبدو غريبا عليّ".

طلب منه ضابط آخر أن يهدأ قليلا، وأعطاني شارة ثالثة، وسأل إن كنت بحاجةإلى إرشاد إلى ساحة انتظار كبار الزوار. وأنا ضعيف القدرة على تبين الاتجاهات، تهتمرة في محل كوستكو وطال تيهي حتى اضطر أهلي إلى النداء علي، كان عمري خمسة عشرعاما، ولا نفع لخرائط جوجول في لانجلي [مقر المخابرات].

قال الشرطياللطيف إن عليّ أن أنعطف يمينا وأظل على الطريق حتى اليسار السادس. وهناك سوفأرى رتلا من سيارات النجدة [squad cars] وبوابة، ويفترض أن تسمح لي شارتي بالمرور.

قال "إذا رأيت مروحية فمعنى هذا أنك ابتعدت أكثر مما ينبغي، فعليك أنتواصل التقدم لتبدأ من جديد، لا تستدر عند المنعطف الراجع".

حينما حكيت لفيفيان عن الضابط السخيف والضابط اللطيف قالت  "هما دائما يفعلون حركة الضابط االسخيفوالضابط اللطيف هذه".

"في المواقف؟"

"في كل كبيرة وصغيرة".

وجدت ساحة انتظار كبار الزوار في المحاولة الأولى. عرضت شارتي على الماسحالضوئي. ارتفعت البوابة. وعبرت. وتقدمت بالسيارة. ثم تقدمت، وتقدمت. ظللت أتقدم فيدوائر، لأن جميع الأماكن في ساحة انتظار كبار الزوار الصغيرة كانت مشغولة. لمأستطع أن أغادر ساحة الانتظار، فلم يكن يفترض بي أن أتحرك منفردا في أي مكان داخلالمجمع، لكن وجودي في ساحة انتظار الزائرين على الأقل كان أمرا يمكن شرحه، فظللتأدور في الساحة، والعرق يتراكم عليّ. وأخيرا، خرج شخص ما. وركنت وخرجت وتنفست هواءخانقا [ashy air]، وتساءلت وماذا بعد. وارتحت حينما رأيت سيارةفيفيان عالق عند بوابة كبار الزوار، وهي تتفاوض مع صوت من خلال الميكروفون.

أوضحت لي وأنا أستقل سيارتها قائلة "لا يسمحون لي بدخول ساحة كبارالزوار. يقولون إنها مخاطرة أمنية".

استدرنا راجعين إلى الطريق الرئيسي وسقنا عليه لفترة. ثم ظهرت بعد المنعطفسيارات كثيرة مصفوفة. سيارات وسيارات وسيارات. لم أر من قبل ساحة انتظار بهذهالضخامة، بعيدا عن الفعاليات الرياضية الاحترافية. الخطوط الطولية مقسمة لونيا،والخطوط العرضية تحمل حروفا، ظللنا نناور وسط صفوف تلو صفوف من السيارات حاملةلوحات أرقام فرجينيا، ابتداء من دي الأزرق وصولا إلى في الأورجواني دون أن نجدمكانا.

سألت فيفيان كم عدد من يعملون في المخابرات المركزية.

قالت "لعلهم مليونان؟" وابتسمت معترفة لي بأنها لا تعرف، برغمأنني فهمت أنها مع المخابرات، وفي مجموعة الكتابة، منذ عدد من السنين.

وفيما كنا ننسل من رتل سيارات إلى آخر، أخبرتني فيفيان أن على من يعمل هناويريد أن يجتنب قضاء عشرين دقيقة في السير من حيث ركن سيارته، فعليه أن يطون فيالمكتب قبل السابعة صباحا. تساءلت إن كان هذا عمديا، من باب التشجيع على العملطويلا، شأن شركات التكنولوجيا التي توفر لموظفيها وجبات عشاء مجانية في المقاهيالتي لا تفتح قبل السادسة والنصف مساء. أو أن ذلك حدث نتيجة لتوسعات اقتضتها حالةالمراقبة في ما بعد الحادي عشر من سبتمبر وانتشار الهواتف التي تسجل عليناأنفاسنا. ومثلما تشير كيري هاولي في كتابها [: A JourneyThrough the Deep State] فقد أنشأنا وصنفنا من البيانات في القرن الحادي والعشرين أكثرمما فعلنا على مدى بقية تاريخ البشرية كله. ولو أن الحكومة تريد أن تجد قصصامتماسكة في كل تلك البيانات، فعليها، حسبما خطر لي وأنا في شسوع ساحة الانتظار، أنتجد من يفرزونها.

في البداية لم نستطع العثور على قاعة المؤتمرات. فلم يكن مسموحا لفيفيان،مثلي، أن تصطحب هاتفها إلى المبنى الرئيسي، لكن حتى لو اصطحبته، لا أعرف من الذيكان يمكن أن تتصل به ليرشدنا. وضباط المخابرات المركزية بصفة عامة لا يعرفون أسماءعائلات زملائهم. (وستاربكس الموجود في لانجلي هو فرع ستاربكس الوحيد الذي ليسمسموحا للعاملين فيه بسؤالك عن اسمك). وإذن، دونما صور أو ملاحظات، يبدو في ذاكرتيالسير عبر المبنى الرئيسي في لانجلي أشبه بالمشي في مطار حاضرة كبيرة، متقاطع معمستشفى، متقاطع مع مركز تجاري أمريكي [مول]، متقاطع مع جامعة في أوروبا الشرقية.ضخم ولامع وبارد وقاس، في آن واحد. كان ثمة قاعة بورتريهات رئاسية مع ملاحظات منالقادة الأعلون للخدمة السرية، كلها مكتوب بقلم حبر أنيق، باستثناء كلمات دونالدترامب المكتوبة بقلم شاربي ونصها "فخور جدا بكم".

أخيرا عثرنا على قاعة المؤتمرات، عبر باب جانبي داخل متحف المخابرات. لميتضح لي من أجل من يوجد هذا المتحف، لكنه لم يبد متحفا سيئا، فهو مليء بأشياءمثيرة: قطع من سور برلين، كاميرات على شكل دبابيس ربطات عنق، أدوات تجسس سوفييتية،إلى آخر ذلك من المعروضات في علب زجاجية. كان ستة أشخاص جالسين إلى طاولة اجتماعاتفي القاعة عديمة الشبابيك المعلق على جدارها شعار المخابرات.

قالت فيفيان "نعتذر على التأخير".

قال أحد الرجال مازحا "تفتيش ذاتي؟"

قالت "ركْن"

تنهيدة جماعية. لعنة الله على ساحة الانتظار.

بدأت بالسؤال عما يكتب الناس. والمدهش أنه لم يكن بينهم من يكتب رواياتالجاسوسية. كانوا يعملون على قصص قصيرة. روايات خيال علمي حول نهاية العالم منشورةعلى نفقتهم. سيرة رئاسية. روايات تجارية عالية المستوى. مدونة شخصية قيل لي إن عليأن أتصفحها لو أردت يوما وصفة جيدة فعلا لخبز كعكعة صغيرة. كانت مجموعة الكتابةتنتظم حول ما يبدو أنه قائمة لقاءات دورية يحضرها أي شخص موجود في ذلك اليوم منأعضاء المجموعة. ولم يبد إلا أن نصف الحاضرين في القاعة يعرفون بعضهم بعضا.

تحدثت قليلا عن بدايات الكتابة والعمل على البدايات الزائفة. قرأت الصفحةالأولى من أحدث رواياتي، وشرحت لماذا جعلت المشهد الأول في الولايات المتحدة فيحين أن بقية الرواية تجري في أوكرانيا، واستعرضت شتى البدايات الزائفة التي مررتبها وصولا إلى حيث كنت ذاهبا. رفع أحد الضباط يده وسألني عن بناء الصوت في السردبضمير المتكلم في مقابل السرد بضمير الغائب. وسأل آخر عن تقنيات المراجعة. وثالثعن الانتقال من الكتابة منفردا إلى الكتابة بالتعاون مع محرر. كانت من أروع فقراتالأسئلة التي شاركت فيها على الإطلاق.

بقي لي وقت قليل عليّ أن أضيعه قبل حجز الغداء ـ ولم يكن الوقت في الغرفةالتنفيذية يتسم بالمرونة ـ فمضت بي فيفان إلى متجر الهدايا.

ولما لم يكن مسموحا لأحد تقريبا دخول لانجلي ولما كان العاملون للمخابراتلا يفترض أن يعلنوا عن ذلك، فثمة شيء من الغموض ـ كما في حالة المتحف ـ حول منيقام من أجلهم متجر الهدايا. كانت الأرفف مكدسة بتيشيرتات (المخابرات المركزيةالأمريكية) وأكواب (المخابرات المركزية الأمريكية) وصلصة الشواء الجديدة (الخلطةالسرية). وكان هناك أيضا معرض (شهر الفخار) بعنوان (المخابرات المركزية الأمريكيةبألوان قوس قزح) فاشتريت قلم (شهر الفخار) بأربعة دولارات [وشهر الفخار حدثاحتفائي بالمثليين ـ المترجم].

***

كانت غرفة الطعام طويلة وشبه خاوية ـ ربما لاعتبارات أمنية ـ ذات مفارشبيضاء وجدار طويل فيه شبابيك مطلة على مستنقعات شمال فيرجينيا الخضراء. أو أنني قيللي إنها تطل في العادة على خضرة. فاليوم كانت تطل على دخان حرائق الغابات. كانتقائمة الطعام مؤلفة في الجوهر من أطعمة مقاهي، أي المعتاد من الطعام الأمريكي.طلبت بيرجر مع بطاطا حلوة مقلية وكوكا من نادلة تبدو عملية مرتدية فستانا أبيض.

سألتني ضابطة المخابرات الجالسة بجواري لو أنني أرى أنه يجدر بها البحث عنوكيل أدبي. فقلت نعم، وبدا عليها التشكك.

أوضحت قائلة "في عملي الآخر، يمكنني أن أدخل في الأمر أهلالسينما".

وإلى الآن لا أفهم ما الذي كانت تعنيه.

ونحن في انتظار الطعام، أكدت كاتبة دستوبيا الخيال العلمي أن من يعمل للمخابراتالمركزية، فلا بد أن يفحص قانونيون أي شيء ينشره. لكنهم أكثر تساهلا مما أتصور.قالت إن إحدى رواياتها أسهمت في تغيير نظرة الوكالة إلى الفارق بين الكتابةالخيالية والكتابة غير الخيالية. ففيما يقرأ القانونيون روايتها، انتهوا إلى أنهليس معنى قول شخصية شيئا أن المؤلفة توافقها عليه بالضرورة، ومن ثم يجب أن يكونالمجال أوسع أمام كتاب الأدب في المخابرات (بما يعني أن قانونيي السي آي آ آيهنقاد أدب أفضل من نصف أهل جودريدس).

قيل لي إنه من البديهي أنه ليس بالإمكان نشر معلومات سرية، ولا يمكن خرققانون هاتش بإعلان انتمائك السياسي، ولا يفترض أيضا أن تنتهك قاعدة واشنطن بوستوهي: هل ستشعر السي آي آيه بالحرج إذا صدرت واشنطن بوست غدا وهذا منشور فيها؟(وبدت القاعدة الأخيرة غير محددة بالقدر الكافي).

ذكر ضابط آخر أنه ما دام في المخابرات من يعملون بالخارج أعمالا قد تعد مريبة،فلا بد من مراعاة الحساسية بشأن ذلك. سألت عما يقصدون بالمريبة فأدى ذلك إلى تغييرالموضوع. سألتهم إن كانوا يعلمون بأي مشاكل تعرض لها شخص يحاول نشر شيء لم يحصل لهعلى موافقة. قالت إحدى الكاتبات الأكبر سنا إنها سمعت من قبل عن ضابط حاول نشرسيرته التي يناقش فيها تجربته مع العنصرية في المخابرات المركزية الأمريكية وقيلله إنه لا يمكنه ذلك قبل أن يتقاعد.

بعد الغداء، دفع الجميع عند المحاسب، نقدا، وفيفيان دفعت حسابي، ثم سارت بيإلى سيارتي.

قلت لفيفيان "كان مثيرا أن أعرف ما يمكنكم أو لا يمكنكم الكتابة عنه.لم أكن أتصور أن لديكم الكثير من الحرية للكتابة عن وظائفكم".

عبرنا بباب دوار أمني ومررنا بشعار عملاق للمخابرات المركزية الأمريكيةعرفته وقد رأيته من قبل في كثير من الأفلام مطبوعا على أرضية من الرخام.

قالت فيفيان لما وصلنا إلى الباب "آخر ما قد أريده من هذه الدنيا هوأن أكتب عن هذا المكان، فلا أتخيل أمرا أكثر من هذا إثارة للملل".

 

كاتب المقال روائيأمريكي صدرت له روايتان هما " Such Good Work "و" Calling Ukraine ".

نشر هذا المقال في مجلة ذي باريس رفيو إلكترونيا بتاريخ 9 يناير 2024 ونشرت الترجمة في جريدة عمان اليوم 7مارس 2024

1 like ·   •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 06, 2024 21:19
No comments have been added yet.