“الساعةُ آتيةٌ لا ريبَ فيها”

أطلق القرآنُ كلمةَ الساعة بكلِ مفرداتهِا الكثيرة وكأنها آتية بعد ساعات أو شهور أو سنين من التدفق الحجازي العظيم، لكن الساعة لم تأتِ حينئذٍ، لكن الساعةَ الثورةَ جاءتْ وحققتْ أهدافها على رغمِ كلِ أنفٍ غرور، وعاقبت المعارضين الفاسدين وأعلت من المناضلين الصادقين المضحين وفتحتْ التاريخَ لآفاق كبيرة من التطور.
الزبانية ومعذبو الجحيم يتشكلون في كل فترة حين يسيء أصحابُ السلطات الأرضية لكل إنسان ويلعبون بالثروات والشعوب جائعة، يظهر لهم أصحاب الكرابيج يسلخون جلودهم، ويضعون أدوات الكهرباء فوق أجسامهم لكي يخبروا أين خبأوا الثروات، أو يطلقون عليهم النار في الساحات العامة، أو يتركونهم ليتعفنوا في السجون بعد أن لعبوا في الميزانيات واشتروا أسلحة بلا فائدة أو فاسدة لتحارب بها الجيوش العربية المهزومة أو ورحلوا ثروات لتغذي عائلاتهم الفاسدة وتبني سلاحاً في دول العدوان.
أما اتباعهم فالعذاب المسلط عليهم لا يقل عن ذلك، فكل كلمة كتبها قلم فاسد يقابلها حجر في فمه، وثعبان يوضع في أمعائه، ومكواة تسلخ جلده، هذا إذا لم تظهر له امرأةٌ ذات حزام ناسف.
صارت (الساعة) أكثر نشاطاً من الزمان الحجازي، فأمم المسلمين مهما ديست وعذبت قادرة على الانتقام وعلى تحويل الساعات إلى قنابل.
(النار) مفتوحة دائماً من قبلهم طوال أنظمتهم، وهم يعيشون في نعيم، لكن الساعة تقلب الموازين،.
بين التنزيل والواقع مسافاتٌ لا تدركها العقولُ العائشة في الزمن ببساطة، التي تمشي على الأرض بنعالٍ ولا تركبُ أجنحةً في بصائرها، فالقولُ عميقٌ والمفاهيم محدودة.
لكلِ زمن ساعته الخاصة، وإذا لم تأت الساعة، فلأن الثوريين لم يؤمنوا بالساعة ولم يعملوا على ضبط ،
لا تحرضي زوجك من أجل أن يلبس لحية ديكورية وليسرق الناس فسوف تكونين في نار الأرض الحامية التي تجعل شعرك كالأفاعي القادمة من السعير.
لا تتوهموا أنكم في جمعكم مال الناس في جيوبكم سوف تفلتون من النار الأرضية، ولترددوا كلمات الساعة الغيبية، فتضحكوا على الدين والدنيا، فالنار قادمة إليكم بشكل لم تتخيلوه، حتى تحرقكم وتزيل خرافاتكم الدينية الكاذبة ولتروا الحقيقة القرآنية، وحنيئذٍ ستقولون يا ليتنا آمنا.


